ليسمح لي ـ اخي ـ دماغ
ان الصق تلك الكلمات عن صاحب لعبارة الذهبية ـ دلوني على السوق ـ
روى البخاري -رحمه الله- في صحيحه عن أنسٍ قال: [[قدم عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه المدينة، فآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري، فقال له سعد بن الربيع: اختر إحدى "زوجاتي" فأنـزل لك عنها، واختر من مالي ما شئت!! فقال له عبد الرحمن بن عوف: بارك الله لك في أهلك، ومالك، دُلوني على السوق]]. لا يريد أن يأخذ شيئاً من مال أخيه، ولا من أهله؛ ولكن دلوني على السوق، فأتى السوق، فربح شيئاً من أقطٍ، وشيئاً من سمنٍ، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم بعد أيامٍ وعليه وضرٌ من صفرة، عليه طيبٌ خلوف، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: {مهيم يا عبد الرحمن! (ما الخبر، ما القصة؟) قال: تزوجت يا رسول الله امرأةً من الأنصار، قال: فما أصدقتها؟ قال: وزنَ نواةٍ من ذهب، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: أو لم ولو بشاةٍ} نعم، أنت تلحظ روح الاحترام عند عبد الرحمن بن عوف، وهو رجلٌ من أهل مكة من المهاجرين، ومكة كانت مركزاً تجارياً في الجاهلية، ثم صارت بعد ذلك في الإسلام يجيء إليها العرب في المواسم، وفي الحج، والعمرة، وفي غيرها، فيأتون بألوانٍ من الخيرات، كما قال الله تعالى ممتناً على أهل هذا البلد: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ [العنكبوت:67] وفي الآية الأخرى قال: يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ [القصص:57]. فكانت مكة مركزاً تجارياً وزراعياً على مستوى الجزيرة العربية كلها، ولذلك كان أهلها خبراء ومحترفين في التجارة، فكان عبد الرحمن بن عوف لأنه مكيٌ مهاجريٌ، من أول ما نـزل المدينة قال: "دلوني على السوق"، وبخبرته نـزل السوق، ولم يكن معه قرشٌ ولا ريالٌ، ولا درهمٌ ولا دينار؛ ولكنه ضاربَ وما هي إلا أيام، حتى ربح شيئاً من إقطٍ، وشيئاً من سمنٍ، ثم على مدى أسبوعٍ تزوج عن غِنى، ولم يكن محتاجاً إلى لجنةٍ خيرية، ولا إلى محسنٍ متصدق، ولكن أغناه الله تعالى بالضرب في الأسواق، والسبق فيها بما أحل، حتى استغنى وأغنى بإذن الله عز وجل.
منقول