بعد تعثر حصولهن على «الآيبان» للتسجيل في إعانة «حافز»
«الإرث» والاستعانة برصيد الوالد.. «حيل» الفتيات لإغراء البنوك على فتح حساب
مع الإعلان عن صرف الدفعة الأولى من إعانة ''حافز'' المخصصة للعاطلين والعاطلات عن العمل، كان هناك الكثير من الفتيات لم يفرحن مثل أقرانهن في تسلم هذه الإعانة، بسبب تعطل حصولهن على حسابات بنكية ورقم ''الآيبان''. هذا الحرمان من الإعانة عزا أسبابه الكثير من الفتيات إلى شروط البنوك التي وصفوها بـ ''العثرة'' أمام نيل حقهن من الإعانة التي أقرتها لهن الحكومة.
منيرة العصيمي إحدى ضحايا ''الآيبان'' ـ كما أطلقت على نفسها - إحدى الفتيات الحزينات بسبب عدم تلقيها الحافر كونها عاطلة عن العمل منذ سنوات، حيث لم تفلح في الحصول على ''الآيبان'' حتى اليوم على الرغم من أنها فتحت حسابا في أحد البنوك منذ أسبوعين، وقيل لها إن ''الآيبان'' سيرسل برسالة على هاتفها المحمول، وقد أتعبها ترقب تلك الرسالة التي ما زالت تنتظرها على أحر من الجمر، أكثر من ترقبها لـ ''حافز'' نفسه. وتقول منيرة: ''تم صرف إعانة ''حافز'' لبعض المستفيدين خلال هذا الأسبوع وأنا ما زلت أنتظر ''الآيبان''، حيث إنني سجلت في برنامج ''حافز'' بدون تعبئة خانة الآيبان، ولا أعرف ما إذا كان تسجيلي سيعتبر مقبولا في المستقبل عندما يأتيني ''الآيبان'' أم لا''.
فيما تروي نجلاء يحيي - إحدى المتقدمات على ''حافز'' بأنها ذهبت لفتح حساب في أحد البنوك، وطلب منها إيداع 5000 ريال، وعلى الرغم من أنها تعرف أن هذا الشرط مخالف لشروط مؤسسة النقد، إلا أنها وبعد توفيره، طلب منها إحضار ورقة من صندوق البريد للتعريف بها. متسائلة ''لماذا لا يكتفون برقم صندوق البريد الذي قدمته لهم، خاصة أن التواصل الآن يتم برسائل الجوال أو الموقع الإلكتروني؟ معتبرة أن هذه الشروط هي من باب العقبات. وظلت نجلاء بدون فتح حساب، وبالتالي لم تحصل على ''الآيبان'' ولم تسجل في ''حافز''.
ولم تكن معاناة الشابة فاطمة الموسى بعيدة عن التي قبلها من الفتيات، حيث ذهبت هي الأخرى لفتح حساب مصرفي وتنقلت بين عدة مصارف كل منها يرسلها على الآخر، ويطلب منها أخذ موعد يمتد لأشهر.. وهي تقول ساخرة: ''ربما كانوا يعتقدون أنني كنت أبحث عن موعد في مستشفى حكومي ويتطلب الأمر توافر سرير شاغر''.
مع هذا التأخير في الحصول على ''الآيبان'' اضطر بعض السيدات إلى اللجوء لأفكار جديدة أو ''حيل''، كما يسميها البعض لإغراء البنوك على التعامل معهن والإسراع في فتح الحساب وإعطائهن رقم الآيبان، حيث يتداول بين البعض منهن بأن هناك من ذهبن لفتح حساب وأخبرن الموظفة بأنهن سيرثن مبلغا ماليا كبيرا قريبا، وبعضهن استعان بحسابات أحد أخواتهن أو والدهن، حيث يتوافر فيه رصيد عال. وكانت تلك الحيل تنجح - على حد قول البعض.. وهنا تقول الفتاة عهود الشامل إنها فتحت حسابا لدى البنك، وحصلت على ''الآيبان'' في نفس اللحظة، لأنها دخلت عن طريق حساب والدها، ولم تأت بصفتها الفردية للتقديم على ''حافز''، وتؤكد عهود أن كثيرات من الفتيات يبدين رغبتهن للموظفات في فتح حساب سريع لوضع مبلغ الإرث لهن، ويتمكن من فتح الحساب بسهولة، ناصحة الفتيات بألا يخبرن عن نيتهن فتح حساب لأجل ''حافز''، لأن وقتها توضع الصعوبات ولا تتمكن من فتح الحساب إلا بصعوبة.
من جانبه، قال لـ''الاقتصادية'' طلعت حافظ أمين عام لجنة الإعلام والتوعية المصرفية في البنوك السعودية، إن مؤسسة النقد أعطت الحق لأي شخص أن يفتح حسابا دون توافر مبلغ نقدي معين، ومن الطبيعي أن يحصل كل صاحب حساب على رقم ''الآيبان'' مباشرة, قائلا: ''إنه ربما حسابات ''حافز'' تحتاج إلى شروط وإجراءات تختلف عن الحسابات العادية، وهذا ما يحتاج التأكد منه''.