[align=center]
صحوت هذا الصباح على صوت عمال في احدى البنايات القريبة, وهو صوت متقطع ويشبه صوت اطلاق الرصاص, فجلست في فراشي اتأمل - لا سمح الله- لو كان هذا فعلا صوت رصاص, خصوصا وقد نمت في الليلة السابقة على اخبار وتقارير عن الاحداث في سوريا وخصوصا في مدينتي حمص وحماة, تلك المدن التي اصبح فيها القتل شيئاً طبيعياً وفي كل عائلة شهيد او شهيدين, وهناك عوائل قتلت بكاملها كما حصل مع خنساء سوريا الشهيدة رشيدة الياسين
بعد هذه الدقائق القليلة حمدت الله على نعمة الامن, وقمت واعددت لنفسي فطورا من اوسط ما يأكل اي انسان , قشطة ,قليل من العسل , برتقالة, خبز , ماء..., وهو في كلفته الاجمالية لا يكلف بضع ريالات, فحمدت الله ثانية على نعمته التي انعم بها علينا
لا ادري لما لا نقدر النعم التي تبدو لنا بسيطة, واعتيادية ,ونطلب ونسعى الى ما وراء ذلك و ان لم نحصل عليه يستحوذ علينا الهم والغم, بل قد يقول بعضنا: يارب وش سويت حتى يحصل معي هذا !!
فلقيمات بسيطة من اي طعام كان حتى لو كان خبزا وماء فقط قد لا تعني لي ولك الا الفقر والجوع, لكنها لمثل هؤلاء تعني الغنى
هذه هي طبيعة الانسان لا يقدر الاشياء التي تعود عليها, لا فقير ولا غني, ولا استطيع ان اقول اني رأيت في حياتي انسان لا يشكو ظروفه بما فيهم نفسي
نعم انا شاب عاطل - حتى لم يستوعبني حافز - واطمح واسعى لان اكون انسانا افضل
لكن لنتوقف قليلا في سباق حياتنا المحموم, ونقول:
الحمد لله
[/align]