د.نوال العيد
موقف اليقين الناضج تراه في سيرة يعقوب لما جاءه بنوه يتباكون على فقد يوسف الذي أكله الذئب، لقد قال الرجل الذي غاب عنه ابنه(فصبر جميل)، وانتظر الرجل أن يؤوب الغائب المتردد بين الموت والحياة، وطال الانتظار دون جدوى،ومرت السنون على الشيخ الآمل،وإذاهو بدل أن يعود ابنه المرتقب يفقد ابنه الآخر،وجرح جديد يقول فيهفصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعا)
إن القنوط لم يصدمه فينشج،بل ظل على تشبثه برحمة الله،يرمق الغد وفى فؤاده شعاع من رجاء لم تطفئه الأحداث،وقال لأبنائه (اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه) فلن يكون مصابك كمصابه، فصبر جميل!