خبر قديم
أعضاء هيئة التدريس من غير السعوديين
ناصر الحجيلان
تضع كثير من الأقسام الأكاديمية شروطًا عالية لانتقاء عضو هيئة التدريس الوافد، وقد تتهاون بعض الأقسام حينما تعتمد على تزكيات أعضاء هيئة التدريس الموجودين ممن يوصي بعضهم بزملائه أو أقاربه بعيدًا عن الشروط العلمية. واللطيف في الأمر، أن الضعاف سرعان ما يكتشفون حينما يوضعون على المحك العملي؛ ولكن هذا على حساب الوقت والجهد وضياع الفرصة على مرشح أفضل.
ومن نافلة القول الإشارة إلى وجود عدد من أعضاء هيئة تدريس من دول عربية وأجنبية قد لايتميزون على نظرائهم بشيء يذكر من الناحية العلمية أو النفسية، ولكنهم ليسوا ضعافًا بشكل واضح. ورغم انتفاء الاستفادة منهم إلا أن وجودهم لفترات محدودة جدًا قد يكون نافعًا لهم لتطوير قدراتهم. وفي الوقت نفسه هناك فئة متميزة وواضحة للجميع بشهادة القسم الذي ينتمون إليه والطلاب أو الطالبات الذين درسوا أو عملوا معهم. ولهذا فإنهم يستحقون معاملة تراعي هذا التميز العلمي ليس فقط بتوفير المسكن والبدلات المعيشية المناسبة، بل كذلك بتهيئة الجو العلمي المناسب للقيام بأعمال بحثية تثري القسم الذي ينتمي إليه وتنفع البقية من حديثي العهد بالبحث العلمي أو من هم في طور تعلم أسس البحث العلمي التطبيقي أو الإنساني.
ويبين واقع الحال أن قلة التمويل إلى جانب بروتوكلات غير مسؤولة تفرق أحيانًا بين عضو هيئة التدريس السعودي وغير السعودي وتجعل الباحث يهدر وقته في أمور خارجة عن عمله مثل مناقشة أمور إدارية أو تكنيكية تأخذ من وقته وجهده وتفكيره نصيبًا كان بالإمكان استثماره في عمل مفيد.
إن الإنجاز العلمي لا يرتبط بجنسية أو ثقافة محددة؛ لذلك فمن غير المعقول أن تحصل تفرقة بين الباحثين على اعتبار من ذلك.
إنه من المجدي أن يجد هؤلاء تمييزًا إيجابيًا عن سواهم. ويمكن للجامعات السعودية أن تحتذي بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في فكرتها الرائدة التي تقوم على عدم التفرقة بين أعضاء هيئة التدريس على أساس من الجنسية أو الدرجة بحيث يحصل الجميع على مختلف الفرص العلمية والمالية بالقدر ذاته؛ وبهذا يمكن خلق بيئة أكاديمية غنية وناضجة يتعرض فيها المتعلمون لفرص تحصيل علمي متميز وثقافة غنية يفهم من خلالها أهمية الاختلاط مع الثقافات الأخرى والانتفاع منها وتبادل الخبرات.
والحقيقة أن إعطاء الباحث غير السعودي اهتمامًا عاليًا من الناحية المادية والمعنوية لا يعتبر إهدارًا للوقت والمال على شخص معرض لمغادرة البلد في أي وقت؛ لأن هذا الباحث سيسهم في تخريج كوادر وطنية مؤهلة. لذلك فالمال الذي ننفقه يعود إلينا بطرق استثمارية مختلفة، وقد انتفعت به جميع الأطراف.
http://www.alriyadh.com/2008/01/22/article310960.html