^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
دخلت غرفة المعلمات كانت صغيرة رغم ذلك لم تكن مكتظة فهذه المعلمة في أجازة وضع والثانية نقلت قبل أسبوع بواسطة والأخرى استقالت ... المهم وجدت مكان بقرب معلمة اسمها عائشة كانت عبارة عن تلفزيون متحركة ( فالتها بقوووووه ) ... أسلوبها الطريف والمسلي ينسينا هموم الحياة وتعب الطريق وإرهاق الحصص الذي لا يتوقف .... دخلت علينا ذات مرة مستخدمة اسمها نورة امرأة كبيرة في السن رغم ذلك كانت تسلينا أحيانا كثيرة ... كانت هي التي تصنع لنا الشاي في أبريق الخزف الملون وكان طعمه لذيذا جدا ( البريق هو سر الطعم اللذيذ اتمنى أن لاتغضب شركة السيف علينا ) ... كانت في المدرسة مديرتان واحدة على المرحلة المتوسطة والثانوية والأخرى على المرحلة الابتدائية مجتمعات في غرفة واحدة وتحت سقف واحد ( الم تتذكروا دعاية مكتبة جرير ليست مجرد مكتبة ) ... للمعلومة فإن الحارس متزوج من ثلاث زوجات هن : المستخدمة منيرة صاحبة سيارة الونيت ومديرة المرحلة الابتدائية أما الثالثة فهي ( صاحبة حلال ) أي تملك قطيع من الماشية ( يعني أبا عايض عقلية أقتصادي وحاسبها صح ) .... كانت منيرة صاحبة علاقة لطيفة ومحببة ترتدي برقع رغم أننا نساء أمامها لأن تلك التقاليد والعادات مازالت متواجدة هناك بكثرة .... كانت شابة ويبدو أننا تحب أن تتطور رغم بعد قريتهم عن الأسواق ( تسأل عن اسماء العطور الفاخرة) ... كانت غالبا ما تسأل بعض المعلمات عن أسماء العطور والموضة .... القرية بعيدة عن المدينة وطريقها غير معبدة لعدة أسباب ... خوفا على القطيع من السرقة وقطاع الطرق .... السبب الثاني لأن النساء هناك يقودون السيارة ... كنت أدخل الحصة وأخرج بدون ماأسمع الجرس حيث كان من النادر أن يدق الجرس لذلك حين تنتهي المعلمة من درسها تخرج وتحضر المدرسة التالية ... ( لو كانت معانا بريطانية لانهارت من عدم دقةالتوقيت والفوضى العارمة) ... كانت الفوضى عارمة رغم ذلك كانت المدرسة هادئة وقليلة المشاكل ... مديرة المدرسة الثانوية كانت لطيفة إلى حد ما ومتعاونة ومرنة كانت حين تهم بالخروج ترتدي البرقع والرداء وتركب سيارتها ( اللاند كروزر ) .... كانت الساعة تمام الحادية عشر .... وفجأة تدخل علي أحدى زميلاتي ولم أكمل الدرس وتستدعيني للخارج ... خرجت لها بسرعة فإذا هي تقول : أبو عبده سوف ينطلق للرياض وجميع المدرسات بالسيارة .... أنهيت الحصة ( لا تقولن كيف انتهت بدبلوماسية ) خرجت مسرعة وركبت الفان فإذا بسيل من الشتائم ينصب علي من المعلمات ... لقد تأخرنا بسببك ... قلت : عفو لم أكن ادري بتوقيتكم لنهاية الحصة ... مرة أخرى سوف أكون أولى من يخرج ( وحدة ما صدقت خبر ) ... ركبنا السيارة وانطلقنا إلى الرياض .... وكالعادة بدأت موجة الرقص العارمة تهز السيارة هز والمعلمات بدأنا رحلت ( الغيبة ) في المديرة ... كنت أنا جديدة فلم أعرف بعض الأسماء وليس لدي خلفية لما يتحدثون عنه فلم أشاركهم ففضلت الاستماع والمشاهدة ...
مضت الأيام وأنا في رحلة يومية مابين الرياض الخروعية... عندما وقعت أحداث الحادي من ديسمبر كنت أعتقد أننا في معزل عن العالم هناك لم أكن أدري أن سكان القرية يصلهم التلفاز عن طريق الطبق الفضائي لأن الإرسال التلفزيوني العادي للتلفزيون السعودي البث الأرضي لا يصل إليهم ... كنت احسبهم لم يعرفوا بالأمر حين وقعت احداث الحادي عشر من سبتمبر إلا حين سألتني طالبة ذات يوم : من هم يا أستاذة الجيش الأحمر ؟؟؟!!! أنا طبعا لم أتعمق معها في الحديث السياسي بل قلت إنهم جماعة اشتبهت أمريكا بتورطهم في تفجير برجي التجارة .... ذات يوم كنا خارجين باكرا كالعادة من المدرسة وقد شعرنا بالجوع فقررنا أن نوقف أبو عبده عند محطة البنزين لنشتري بعض مغلفات فطائر الجبن والعصير والمياه المعدنية .... وعندما بدأنا نفتح المغلفات وانطلق بنا السائق دون أن اشعر وقعت عيناي على تاريخ صلاحية الفطائر لقد كانت منتهية منذ ثلاثة أيام .... أخبرت زميلاتي فبقينا بدون فطور ذلك اليوم .... كانت تأتي لي فترات أفكر جديا بالاستقالة وترك مهنة التدريس لكن شي داخلي يأمرني أن اصبر كنت قد أجهدت نفسيا وجسديا من هذا الوضع الجديد ... فكرت ذات مرة أنا وصديقتي أن نستقر في القرية ونجتمع في منزل صغير نتكفل كلانا بدفع الأجرة ونوفر بعض الأثاث البسيط والطعام ... فكرنا وبعد فترة بسيطة قررنا السكن في أحد البيوت الصغيرة ... توجهنا لنشاهد المكان كان عبارة عن غرفة ودورة مياه ومطبخ وجميعها من الحجم الصغير يعني ( ميني هاوس ) ذهبنا إلى بيوتنا وفكرنا مرة أخرى ... قررنا أن لا نسكن وإنما نتحمل الترحال اليومي هروبا من الغربة .... لم يمضي وقت طويل حتى صدر قرار نقلي عن الخروعية التي كانت ذكرى بداية رحلتي في عالم التدريس .....
انتـهـت