وهذه رسالتي .. سقى ذيك الايام كنت باقي ماصرت ليبرالي
الوطن .. كلمة جذرها ( الحب ) لذا سأكتب إلى وطني العزيز ولعلها رسالة من كثير .. ولعله لايقرأها ولكن إن فتحت رسالتي يوماً ما ياوطني إليك ما كتبت.
وطني الغالي .. أكتب إليك معدماً .. فقيراً .. محطماً .. أكتب إليك آملاً .. حالماً .. متوسماً .. أكتب لك أشتكي منك .. أكتب لك شاكياً إليك .
أكتب مشتتاً بين ذكريات غرست في قلبي الحب .. وبين واقع مرير أوجع القلب ..
هل تذكر ياوطني عندما كنا صغاراً .. كنا نستلقي على رمالك الطاهرة نحدث القمر بأمنياتنا الصغيرة فترتسم على وجهه إبتساماتُنا .. نستيقظ على صوت العصافير تحدثنا بأن الغد جميل .. نركض بين رياض أزهارك نستنشق عبيرها ونزرع بين تلك الزهور أحلامنا . نتنفس من سمائك النقاء .. ونقطف من أرضك العطاء
كبرنا .. وشاخ ذلك القمر وأفل .. وذبلت تلك الزهور .. وماتت تلك العصافير
تغيرت ملامح تلك الصورة الجميلة .. لا أعرف ياوطن مالذي تغيرولكن كل شيء يبدو لي غير صحيح .
على أرضك ياوطن تنهب أمنياتنا .. وتوهب للغرباء عنا .. على أرضك ياوطن انقلبت المعادلات فالفاشل صار هو الناجح .. بسبب " الواسطة " والناجحون تركوا على أعتابك يطرقون أبوابك ولامن يجيب !
أصبحت يا أغلى الاوطان وطن لفئة دون فئة .. ولم تعدل بين ابناءك
تحطمت امنياتنا على شواطئ قسوتك .. عدنا نستلقي على رمالك بعد أن أجدبت نستدفئ بسمائك من برد الشتاء .. ربما الذكريات تنسينا الواقع المرير
هي كلمات أحد ابنائك ياوطن كتبها عاتباً وليس يائساً .. فلقد علمتنا أن الغد جميل !
ومهما أجدبت أرضك ياوطني سنمطرها بدموع آمالنا وآلامنا .. لعلها في يوم ما .. تنبت أحلامنا .