السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
قرأت هذه الرسالة وتأثرت بها فأحببت ان انقلها لكم ....
استغرقت في التفكير بل وأطلته
همت في الخيال بل نسجته
قلبت النظر بل أحددته
وتذكرت تلك السنين الخوالي
حيث الكل يرمقني بنظراته ويقول : (سجلتوا الشاطر في المدرسة)
ما أجملها من لحظات وما أروعها من متعة عندما وطئت قدماي الصغيرتان أرض المدرسة
كنت أتلهف للذهاب وأنصت للمعلم وأنتظر وقت الفسحة المدرسية لكي ألهو مع أقراني
أذهب للمنزل وأؤدي واجباتي المدرسية فور وصولي لكي أعيش بقية يومي
وأنا أحكي حكاية الألف ليلة وليلة عن مدرستي لأمي وأبي وأهلي !!
وياه كم كنت مجداً !! حيث كانت امتحاناتنا الشهرية تقارب الأربعة امتحانات في الفصل الدراسي الواحد !!
ويمضي الزمان وتنقضي الأيام حتى أكملت المرحلة الإبتدائية بنجاح وتفوق على أقراني !!
فلم أنزل أبداً عن المرتبة الثالثة على فصلي !!
وأكملت المرحلة المتوسطة ومن بعدها الثانوية حتى وصلت لدراستي الجامعية واخترت تخصصي بنفسي دون إجبار من أحد فاخترت اللغة الإنجليزية فقد أحببتها منذ الصغر !!
وكافحت في الدراسة وتعلم اللغة وسهرت الليالي وواصلت حتى أتى يوم الفرح والسرور يوم التخرج !!
ارتدينا (بشوت) التخرج وذهبنا في المسيرة فنحن رجال الغد !!
رجال الغد الذين يحملون العلم الذي تعلموه وسهروا من الليالي من أجله !!
وبعد مضي شهر على ذلك اليوم الذي كنا فيه عرساناً !!
ذهبنا لاستلام وثائق التخرج !! ولا تسألوني عن مشاعري في ذلك اليوم !!
رأيت كل زملاء الدراسة يجنون الثمر معي وحانت بيننا ساعة الفراق !!
إختلط الفرح بالحزن !!
آآه ما أقسى الفراق ..
لكن عزائنا هو أن الأيام ستجمعنا بين أسوار العمل الذي سنخدم فيه وطننا الغالي !!
بدأت مسيرتي التي لا أعلاف نهايتها في البحث عن الوظائف وقدمت أوراقي على كل جهة أسمع بها !!
بل وضعت نسخ كثيرة من سيرتي الذاتية في السيارة وكل ما سمعت عن جهة ذهبت إليها !!
واستمرت رحلتي ما يقارب الشهرين حتى أطلق علي المجتمع القاسي لقب (عاطل) !!
وبدأت الألسن والكلمات التي تحرق القلب وتغيظه !! وبجانبها كانت تطل النصائح (العبقرية) !! والتهم (النارية) !!
وبدأت الإسطوانة المعتادة :
(يا أخي شبابنا مدلعين ما يبون إلا شغلة مكتبية يدورون الراحة وبس) !!
(شفنا كثير من الشباب يشتغل في مهن شريفة مثل بيع الخضار وسواقة الليموزين والعمل في كوفي شوبات ومطاعم .. هذولا الشباب الجادين) !!
(جالس في بيتكم وتبي وظيفة ؟)
أصابني الحَول من قراءة إعلانات الوظائف !!
حتى استحدثت حلاً عبقرياً وهو أنني لا أنظر في مسمى الوظيفة المطلوبة بل أنظر مباشرة في سنوات الخبرة حتى تقع عيني في النهاية على وظيفة لا تتطلب خبرة وأرمقها بعيني بكل أمل فأجدها
... (عامل نظافة)...
عذراً وطني الغالي !! أنا لم أقضي سبعة عشر سنة من حياتي في تعلم نظريات فيثاغورس !!
وقانون الجاذبية !!
والمعادلات الكيمائية !!
وقانون حفظ الشحنة لدائرة كهربائية معزولة !!
والجملة الإسمية والجملة الفعلية !!
وأن سارة أخت أحمد وأحمد أخ لسارة !!
لكي أصبح نادلاً في مطعم أو سائقاً لسيارة أجرة أو بائعاً لخضرة !!
كلها مهن شريفة ونحترم أصحابها !!
لكننا قضينا السنين !! وعشنا الأيام وسهرنا الليالي لكي نصل لما وصلناه ولكي ننال ما تمنيناه !!
لم أتوقع في يوم من الأيام أني سأحمل هذا اللقب (عاطل) !! لكن تلك هي الأيام وذلك هو النصيب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا والحمد لله!!
لست بشاعر ولم أوهب في الشعر لكن أحببت معارضة أحد الأبيات
فقلت
تعيبون شبابنا والعيب فيكم
وما لشبابنا عيب سواكم
وفي النهاية هي صرخة من القلب وأخص بها أصحاب الجهات التي تطلب الخبرة ثم الخبرة ثم الخبرة فأقول بأعلى صوتي :
عـــذرأ وطــنــي الــغــالــي
منقول من منتدى صديق
لــــســت عـــاطـــلاً ! بــل مُــعَــطَـــل !!