بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فلنتنبه
إنني اعرف بأن موضوعي يعتبر غير جديد و البعض يعتبره مكرر و البعض الآخر يعتبره قديم ... ولكنه و مع هذا كله فهو خطير جداً و خطورته تكمن في عدم مبالاتنا به لأنه لا يطلب منا رسوم عليه و لا جمرك .... أتدرون ما هو إخوتي في الله ...
إنه الكلام
كلنا نتكلم و نتحدث عن أشياء و عن أناس و عن أفعال و عن مغامراتنا و رحلاتنا و عن ... و عن .... و عن ...
و لكننا للأسف نسينا أننا محاسبون عن كل كلمة نقولها و أخطر شيء نتحدث به هو أعراض المسلمين و المسلمات
فنقول فلانه فعلت و فلان رأيته في وضع كذا و كذا و فلانه تلبس كذا و تفعل كذا و تذهب إلى هنا و هناك و فلانه أسلوبها مريب و بيت آل فلان
فيهم و يخطئهم و تربية بيت فلان تربية غير جيدة ... أيها الأعزاء نحن لسنا ملائكة فأغلبنا يقع في هذا الخطأ سواء على مائدة الطعام أو في الديوانية أو في بعض المجالس أو المقاهي أو عند تجمع الأهل و الأقارب أو عند الرحلات أو عبر الجوال او النت و أغلب الكلام يكون مسيء لشخص ما و دائماً ما تكون هذه المحادثات عن أخطاء الناس و عن زلاتهم و كبواتهم و المدح يكون فيها قليل ... و دائماً ما نتهرب عن أي موضوع يتحدث عن الله عز و جل و عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و عن الدين و نحس بالحرية عندما نتكلم في مواضيع بغير ذات أهمية
... فبعض المراهقين هداهم الله كلامهم عن البنات و قد أخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه فقال : (( كل أمتي معافى إلا المجاهرين ، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ، ثم يصبح وقد ستره الله ، فيقول : يا فلان ، عملت البارحة كذا وكذا ، وقد بات يستره ربه ، ويصبح يكشف ستر الله عنه ))
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6069خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
و أغلب الشباب يحبون " التريقة " و " المحشات " على أصحابهم أو على عامة الناس أو على جنسية معينة و التكلم من وراء ظهورهم و من خلفهم و دائماً ما تشوب هذه المحادثات كذب و إفتراء و غيبة و نميمة و زيادة في الكلام ... فلننتبه بأن هذا خطأ و ذنب ... أو نتكلم على مشايخ و علماء أو نفتي و نحلل و نحرم من عندنا من دون أن نرجع إليهم أو إلى كتاب الله و سنة المصطفى صلى الله عليه و سلم فلنتنبه إخوتي في الله فمن نحن مقارنة بهم ؟ و بعلمهم ؟ ماذا قدمنا نحن ؟ و لمجتمعنا ؟ هل نحن علماء أو شيوخ ؟ أو مفتيين ؟ هل نحن أهل للإفتاء ؟ هل زكانا الله عز و جل حتى نتكلم سواء في الشيوخ أو العلماء أو حتى على عامة الناس قال تعالى : ( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) فلندرك جميعا مانقول قبل فوات الاوان قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ) سورة الحجرات آية 12
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( يا معشر من آمن بلسانه و لم يدخل الإيمان قلبه ، لا تغتابوا المسلمين ، و لا تتبعوا عوراتهم ، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم ، تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته ، يفضحه و لو في جوف بيته )) الراوي: أبو برزة الأسلمي و البراء بن عازب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7984خلاصة حكم المحدث: صحيح
و ليعلم كل من يقرأ كلماتي و أنا أولكم أن الشخص إذا تكلم على الناس فإن المثل القائل " من بيته من زجاج لا يرمي الناس بحجارة " سينطبق عليه يوماً ما و إن لم ينطبق عليه فإنه سوف يراه إما في أهله أو أحد أبناءه لذلك علينا التنبه و أن نتقي الله عز و جل في هذه المسألة و الله تعالى أعلم
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : ذكرك أخاك بما يكره ، قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : إن كان فيه ما تقول ، فقد اغتبته . وإن لم يكن فيه ، فقد بهته )) الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2589خلاصة حكم المحدث: صحيح نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا ، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا ، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ))
الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: النووي - المصدر: تحقيق رياض الصالحين - الصفحة أو الرقم: 264
خلاصة حكم المحدث: صحيح
إذا رمت أن تحيا سليماً من الردى **** ودينك موفور وعِرْضُكَ صَيِنّ
لسانك لا تذكر به عورة امرئ **** فكلك عورات وللناس ألسن
وعيناك إن أبدت إليك معايباً **** فدعها وقل يا عين للناس أعين
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى**** ودافع ولكن بالتي هي أحسن. انتهى.
ومما ورد عنه رحمه الله تعالى في بيان خطورة اللسان أيضاً قوله:
احفظ لسانك أيها الإنسان**** لا يلدغنك إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه**** كانت تهاب لقاءه الأقران
للإمام الشافعي رحمه الله بإذنه تعالى
وأبلغ من ذلك قول الله تعالى: (( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {النور:24} )) ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال لقد سألت عظيما وإنه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال ألا أدلك على أبواب الخير الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ النار الماء وصلاة الرجل من جوف الليل ثم قرأ ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) حتى بلغ ( جزاء بما كانوا يعملون ) ثم قال ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه الجهاد ثم قال ألا أخبرك بملاك ذلك كله قلت بلى فأخذ بلسانه فقال تكف عليك هذا قلت يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به قال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم ))
الراوي: معاذ بن جبل المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3224
خلاصة حكم المحدث: صحيح
و الله تعالى أعلم
إن كان هناك خطأ فصححوني جزاكم الله خيراً