حافز ومصلحة الزكاة
عبداللطيف الملحم
عندما صدر أمر صرف الإعانة المسمى بحافز. استفاد منه حوالي نصف مليون مواطن. وهذا شيء جميل أن تولي الدولة فئة ممن لم يسعفهم الحظ بالوظيفة. ولن أتحدث عن إيجابياته أو سلبياته. أو مدى تأثيره على الطبقة الفقيرة. لأنني بدأت أتساءل عن آخر تقرير لمصلحة الزكاة والدخل التي أعلنت أن إيراداتها بلغت (20) بليون ريال. وهذه الإيرادات الرسمية. ولا تشمل الزكاة التي يدفعها المواطن الذي ليست له علاقة بالتجارة. وكذلك المبالغ التي تصل للجمعيات الخيرية من رجال الأعمال والمواطنين عامة. وعند ذلك قمت بقسمة (20) بليون على نصف مليون. وهذه كما ذكرت فقط المبالغ التي تم تحصيلها رسميا. وكانت النتيجة أربعين ألف ريال.
وبهذه القسمة البسيطة يتضح أن أموال الزكاة الرسمية وغير الرسمية من الممكن أن تقوم بإعطاء نصف مليون أسرة مبلغا يزيد على (50) ألف ريال سنويا.
سمعنا قصصا غريبة لا تصدق عن تجاوزات بعض الجمعيات الخيرية. ولدينا جمعيات وصلت بها الجرأة أن تدخل وتستثمر وتقوم بتسليف شركات مساهمة في البورصة السعودية. ومع ذلك لم نسمع بأية نتيجة لمحاسبة أي مسئول. وفي نهاية اليوم نسأل: لماذا لدينا فقر؟
ولكم أن تتصورا كيف أن هذا المبلغ سيحل مشاكل مادية لمعظم الأسر. والسؤال يبقى: أين أموال الأسر الفقيرة من الأموال المحصلة لمصلحة الزكاة والدخل للسنوات الماضية. وبهذا يصبح نظام حافز ليس له أي منة على أي مواطن فقير. وأما بالنسبة لمن يقول بأن هناك أناسا لا يستحقون حافز أو أي زكاة. فهذا أمر طبيعي يحدث في جميع دول العالم. حيث ان نسبة مما لا يستحقون المساعدة يقومون بأخذها بطرق ملتوية أو بسبب أخطاء. وعادة يكونون قليلين.
نحن الآن في عصر المعلوماتية. فبواسطة التكنولوجيا نستطيع معرفة تاريخ الدخل العام للأسرة. وكم عدد أطفالها. ومستوى معيشتها. ومن الممكن أن يكون دخل مصلحة الزكاة وما يصل إلى الجمعيات الخيرية كافيا لسد الثغرة بين جميع الطبقات. ومن الممكن أن تتخلص الكثير من الأسر من جزء كبير من الديون لو أن هناك آلية شفافة في توزيع أموال الصدقات. ولكن لا أظن أن برنامج حافز سيعوض المواطن أو المواطنة عن الوظيفة. ويجب الضرب بيد من حديد كل من يتلاعب بأموال تخص الفقراء. ولابد من محاسبة كل مسئول عن أي جمعية خيرية ومراقبة نفقاته ونفقات الجمعية. فقد سمعنا قصصا غريبة لا تصدق عن تجاوزات بعض الجمعيات الخيرية. ولدينا جمعيات وصلت بها الجرأة أن تدخل وتستثمر وتقوم بتسليف شركات مساهمة في البورصة السعودية. ومع ذلك لم نسمع بأية نتيجة لمحاسبة أي مسئول. وفي نهاية اليوم نسأل: لماذا لدينا فقر؟
المصدر
http://www.alyaum.com/News/art/43350.html