[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأبدأ لكم بسرد روايتي مع الزمان ومع المكان وقصص لا تنتهي مع التجاره
ومع الربح والخساره
فكل تجربه مررت بها انضجت عودي وسقته بالمزن وجعلته صلباً لا يكسر
لن اتفلسف واكتب لوغاريتمات لغويه
ولكن سأضع لكم تجارب عشرات السنين ببساطه وسأحاول ان انهيها خلال اسبوعين قبل سفري القادم الى ( .... )
سيكون لنا قصه مع هذه الدوله ولكن عندما يحين وقتها
الحلقه الاولى
خرجت من المدرسه بعد ان انهيت الصف الاول ثانوي رغم تفوقي ولكنها الكوره وما ادراكم ما الكوره وعشقها الذي لا ينتهي
كنت اهرب من المدرسه لاذهب الى ملعب الدمام او بيوت الشباب
فقط لاتعلم على تسديد الفاولات في الزاويه ونجحت في ذلك نجاح مبهر ..
كنت اقضي يومياً قرابه الثمان ساعات في تسديد الفاولات
حتى جائني الطرد من المدرسه
فحمدت الله لاني كنت دائماٍ اقنع نفسي ان التجاره لا تحتاج لدراسه
وكنت اريد الخروج منها بعد المتوسط
ولكن ضغوطات اخواني والذين يتبوأون الان مراكز عليا حالت دون ذلك
والان انا حر طليق لم يعد هناك مدرسه وسأمارس التجاره بكل اصنافها ولعب الكوره
واشباع ذاتي في تمرير الكرات الى المهاجمين بكل احترافيه
بعد شهرين من النوم والكوره اشتغلت مخلص جمركي في ميناء الدمام لدى احد اقربائي
والذي قام بأعطائي ( وانيت عراوي ) وسحب منه المكيف وعملوا حركه بالوانيت ما يمشي اكثر من 110
كل ذلك ليعطيني درس لاعود الى مقاعد الدراسه
ولكن هيهات هيهات بعد ان اصبحت حر طليق ان اعود الى تلك المقاعد الممله
ووجوه اولئك المدرسين الكئيبه الذين يرددون نفس الكلام منذ عشرات السنين لكل جيل يمر بهم
وليتخرج اجيال تردد مافي الكتب من اجل الاختبار لا من اجل المعرفه
نعود للميناء حيث عملت مخلص جمركي
واعطوني وانيت بدون مكيف ولا يمشي اكثر من 110 واشتغلت وثابرت وعمري لم يكن قد تجاوز ال 18 ونسيت الكوره .
فعمل الميناء لا يترك لك فرصة الا للنوم .
وللعلم لم اكن اعمل براتب بل هكذا لدى قريبي حسب ما يكرمني به ..
اذكر بأني بعد شهرين من العمل بالجمرك كسبت ثقة صاحب العمل
لحركتي السريعه لانهاء المعاملات بين اقسام المنافست
ومكاتب المقاطعه وبنك القاهره في ذلك الوقت والذي كان الوحيد داخل الميناء .
. كنت اعمل من الساعه الخامسه فجراً الى ما بعد العشاء
واذا جائنا بواخر فيها الاسمنت السائب في ميناء الجبيل اقضي اكثر من 48 ساعه داخل الميناء
.. انام في السياره وأكل بمطعم الميناء مع العمال
وكان برفقتي دائماً شخص نيجيري يتحدث العربيه مهمته فقط بدي قارد لحضرتنا
لان العمل مع اكثر من 2000 سائق سيارات بمختلف توجهاتهم وجنسياتهم يعرضك للخطر الدائم
في يوم من الايام اخذ بي الارهاق مأخذه فنمت بالوانيت
وكانت الساعه الثانيه فجرا وبما ان طولي 185 فقد تعبت من الانحناء
وقررت افتح شباك الوانيت لامدد رجلي ماهي الا ثواني ويعضني كلب ابن ستين كلب .
. من يومها اكره الكلاب ولدي فوبيا غير طبيعيه عند رؤيتهم
.. اثناء عملي بالميناء كانت الحرب على اشدها بين العراق وايران .
. وقامت ايران باستهداف البواخر التجاريه العراقيه فتحولت البضائع العراقيه الى ميناء الدمام
وكان مكتبنا المخول بتخليص تلك البضائع ..
وللامانه كان العراقيين اناس يحبون بلدهم الى درجة الجنون
طبعا حكايات الميناء كثيره ومتشعبه ولكن سأختصرها لكم في نقاط ليتسنى لي الانتقال الى الحلقات الاخرى وليستفيد الشباب من تجارب من سبقهم
1 – عمل الميناء مرهق الى درجه الجنون ولكنه مربح الى درجه الجنون ايضاً
2 – سبحان من يسخر للبعض وظائف مريحه ونظيفه واخرون في وظيائف لا اقول عنها الا زباله .. كان بالميناء رجل سعودي كبير السن وظيفته ان لديه مكتب وعدد من الفديوهات وطاوله كبيره .. وظيفته ان يتفرج على الافلام والصور الاباحيه .. تخيل ولا احد يقدر يكلمه موظف رسمي .. احياناً اذا جائتنا بضائع تختص بعمله اذهب اليه بمكتبه واعطيه ما لدي وااااتنح من كثر المجلات على مكتبه وعمري 18 وكنت اقول بنفسي يامن يدفع مليون ريال ويحصل مثل هالوظيفه
3 – في عمل الميناء تستطيع ان تكون مليونير في اقل من سنه ولكن اذا نسيت ربك ولم تفرق بين حلال وحرام .. طبعا الميناء مقسم الى عدة ارصفه وكل رصيف فيه بوابات وعليها عساكر لتفتيش الداخلين والخارجين ولكنك تستطيع تمرير بعض الاشياء الثمينه
4 – احد العساكر اعطاني درس لن انساه في حياتي .. اثناء خروجي من الرصيف وكانت لدي سياره مدير المكتب الكندي الجنسيه ومقفل الداريش ومشغل المكيف والدنيار حر لا يطاق .. فأوقفني العسكري وفتش الشنطه وانا مقفل الدريشه .. ثم جائني وقال من الذوق تفتح الدريشه فنحن في الشمس والحر من اجلكم .. والله ياجماعه من يومها صرت احيانا اخذ معي مياه واخليها بالفريزر واذا نزلت اخذ كم حبه معي اذا لقيت عمال بلديه اعطيهم واحيانا في نقاط تفتيش اعطيهم كلها بسبب تلك الكلمات اللتي قالها العسكري
5 – في الميناء كل شي يمشي بس شغل مخك تاكل ملبن على راي اخواننا المصريين .. بيوم من الايام جائني للمكتب شخصيه تجاريه ورغم وجود مدير للمكتب ونواب له ولكن لا يمر شيء دون توقيعي فانا السعودي الوحيد والمخول بالموافقه على المواصفات ومراجعه المكاتب وانهاء الاجراءات .. جائني ذلك الرجل نافخ نفسه وكان فيه سياره طبلونها 360 رفضت الجمارك دخولها .. كنت استطيع ادخالها اذا غيرت المواصفات بالاوراق وحبة خشم مع موظف الجمارك .. ذلك الرجل اخذني خارج المكتب ووعدني بمبلغ كبير ولكن الحمدلله لم تغريني وخرجت من الميناء وسيارته لا تزال عالقه في انتظار الفرج
6 – كانت اهم مرحله من عملي بالميناء عندما توليت تخليص البضائع العراقيه .. ارهاق .. وحرص .. ومسئوليه .. ولا مجال لتأخير أي بضاعه والا دفعت غرامات كبيره
عموما سواليف الميناء لو اكتبها بكتاب ما خلصت ولكن سأنتقل للحلقه الثانيه مع بعض المداخلات المفيده بأذن الله
[/align]
ربما تكون هذه الحلقة الاولى ممله ولكن اعدكم بكنز من المعلومات وثروة من التجارب
v
v
v
v