الموضوع: من دفتر كشكول
عرض مشاركة واحدة
  #14 (permalink)  
قديم 28-02-2012, 03:02 PM
الصورة الرمزية الغازي
الغازي الغازي غير متصل
نجم المنتدى
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 8,050
معدل تقييم المستوى: 21474888
الغازي محترف الإبداعالغازي محترف الإبداعالغازي محترف الإبداعالغازي محترف الإبداعالغازي محترف الإبداعالغازي محترف الإبداعالغازي محترف الإبداعالغازي محترف الإبداعالغازي محترف الإبداعالغازي محترف الإبداعالغازي محترف الإبداع

لو نظرنا إلى جموع الناس في بيت الله الحرام و الناس في المولات .... لأعتقدنا أنهم في قمة السعادة أو قمة الراحة
و لكن لو تمعنا قليلاً ... لعرفنا أن هؤلاء الناس و كاتب هذه الكلمات منهم
أن الذين أتوا إلى بيت الله الحرام و إن وجدنا ملامحهم غير حزينه أو غير سعيدة فإنهم جاؤوا و في داخلهم شكوى وحزن أو طلباً للمغفرة أو خوفاً من العقاب لذنب ارتكبوه فلجأوا إلى الله عز و جل عند بيته المحرم يدعونه تضرعاً و خيفة بينهم و بين إلهنا المعبود الذي يعلم ما تخفيه القلوب و السرائر ... فيغفر و يرحم و يستر و يعفوا عنهم لأن باب التوبة مفتوح و لأنه حليم كريم رحمن رحيم ... لا يرد دعوة المظلموم و لا يترك الضعيف المغلوب فيرحم المريض و يتفضل على الفقراء و يجبر بمكسور الخاطر ... فيستبشر كل من أتى إليه راغباً خائفاً ضائعاً تائهاً راجياً رحمته و مغفرته و عفوه طالباً الجنة و مرافقة النبي محمد صلى الله عليه و سلم منتظراً إستجابة ربه له من بعد ذلٍ قاساه و فقر حطمه و ظلم كسره أن يحقق الله مراده ... و كيف لا ينتظر و يستبشر فهو الذي لا ينقصه شيء في الأرض ولا في السماء سبحانه و تعالى فهو ملك الملوك كاسر الجبابرة أغنى الأغنياء كريم حنان منان أحن من الإنسان على نفسه ... سبحانك ربي ما أعظمك جل جلالك و تقدست أسمائك و صفاتك لا إله إلا الله محمداً رسول الله


فلننظر الآن إلى الذين ذهبوا إلى المولات .. بعضهم للتنزه و للترويح عن النفس و بعضهم للمعاكسة و التحرش و أذية خلق الله و بعضهم للشراء .. للنظر إلى مناظرهم إنهم في أتم الأناقة في الملبس و التعامل
و لكن كيف هي نفوسهم ؟ البعض منهم مهموم و البعض يداري لوعته و حزنه بالتنزه و البعض مغموم بسبب إرتفاع الأسعار ... فيمثل البعض دور السعادة ... فيضحك و يتكلم مع أصدقاءه لينسى قليلاً من ذاك الملل و الهم و يمثل دور الكمال في السعادة بأنه لا ينقصه شيء ... فيخرج من المول و يتمنى و يتمنى و كأنه ينظر إلى سراب و حلم و أماني و يحمل فوق ظهره كومة من ذنوب و معاصي ... و تخرج تلك التي تعطرت و هي تعرف أن عطرها هذا إثم و ذنب عليها ... هي أغرت أحداً ما من الشباب و حسبت بذلك أنها أرضت غرورها و لكنها ما تلبث إن تصل البيت إلا و الهموم تتآكلها لأن شعور النقص ما زال و لا زالت تحس به و هي تضحك على نفسها و تتوهم بأنه غير موجود ... فرق بين الواقع و التمثيل ...
بين واقع الديون و نقص المال حتى يكون المظهر غير كاذب أمام الناس و فرق بين التمثيل أن كل شيء على ما يرام ..... خرج ذاك من بيت الله الحرام بعد أن طاف و دعا و قرأ القرآن الكريم و شرب من زمزم و الذي هدأ باله و استبشرت نفسه و ارتاح قلبه

و خرج ذاك من المول و هو يضحك و بعد قليل بعدما يدخل غرفته في البيت يتخاصم مع تلك التي تعرف عليها في المول




أتى ذات مرةٍ ....... إلى ملاهي الألعاب وسيماً أنيقاً و الحارس الشخصي يرافقه فرأينه المراهقات فتهافتن إليه كل واحدةٍ منهم تود لو أنه يأخذ رقم جوالها فرمين عليه أوراق صغيرة مكتوب فيها أرقامهن ... وهو ينظر إليهن بكل إستعلاء و تكبر .... منظر يحطم القلب و يحزن النفس صار العرض يرمي نفسه في ورقة ولا ينتشلها من أراده العرض .... فابتسم من شاهد هذا المشهد إبتسامة حزن ممزوجة بألم

رد مع اقتباس