أثق برزق الله ولكن لم أتدبر هذا .. كما تدبره الأعرابي ..!
قال تعالى في سورة الذاريات : " وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴿22﴾ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ﴿23﴾".
وقال الأصمعي :
" أقبلت ذات مرة من مسجد البصرة إذ طلع أعرابي جاف على قعود له متقلداً سيفه و بيده قوسه فدنا و سلم .
وقال الرجل : ممن الرجل ؟
قلت : من بني أصمع .
قال :أنت الأصمعي ؟
قلت : نعم .
قال : ومن أين أقبلت ؟
قلت : من موضع يتلى فيه كلام الرحمن .
قال : وللرحمن كلام يتلوه الآدميون ؟
قلت : نعم .
قال : فاتل على منه شيئا .
فقرأت " وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ﴿1﴾ " إلى قوله " وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴿22﴾ " .
فقال : يا أصمعي حسبك !! .
ثم قام إلى ناقته فنحرها وقطعها بجلدها ،
وقال : أعني على توزيعها ، ففرقناها على من أقبل وأدبر ، ثم عمد إلى سيفه وقوسه فكسرهما ووضعها تحت الرحل وولى نحو البادية وهو يقول :" وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴿22﴾ " .
فمقتُ نفسي ولُمتها ،
ثم حججت مع " الرشيد " ، فبينما أنا أطرف إذا أنا بصوت رقيق ، فالتفت فإذا أنا بالأعرابي وهو ناحل مصفر ، فسلم على وأخذ بيدي
وقال : اتل على كلام الرحمن ، وأجلسني من وراء المقام
فقرأت : " وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ﴿1﴾ " إلى قوله " وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴿22﴾ "
فقال الأعرابي : لقد وجدنا ما وعدنا الرحمن حقا ، وقال : وهل غير هذا ؟
قلت : نعم ، يقول الله تبارك وتعالى : "فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ﴿23﴾".
قال : فصاح الأعرابي
وقال: يا سبحان الله !
من الذي أغضب الجليل حتى حلف ! ألم يصدقوه في قوله حتى ألجئوه إلى اليمين ؟
فقالها ثلاثا وخرجت بها نفسه !!!.
...
قال الحسن ـ رحمه الله تعالى ـ في هذه الآية :
بلغني أن النبي صلي الله عليه وسلم قال :" قاتل الله أقواما أقسم لهم ربهم بنفسه ثم لم يصدقوه !
اللهم اغفر لنا وارزقنا من حيث لا نحتسب ..
[align=center][mark=#FF9999].[/mark][mark=#FF9999] لا إله إلا الله ,, فدا العسكرية [/mark][mark=#FF9999].[/mark][/align]