السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عجبتني مقالة كتبت منذ فترة
لكاتب
عبده خال
يتناول اهل جدة وما قيل عنها من اشاعاااات
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
نسمع أن جدة مدينة متفسخة.. منحلة!
وتكون مواسم هذه التهم مرتبطة بمواسم الاجازات حيث يهل الى هذه المدينة آلاف من مختلف مناطق المملكة...
بينما نحن الذين نعيش داخلها لانرى ذلك الانحلال أو مايقال عنها من تفسخ.
إذاً لماذا اكتسبت مدينة جدة الصفات المشينة من زائريها المؤقتين.؟
قبل البحث عن الاجابة سأذكر قصة أحد الاصدقاء القادمين من الجنوب حين جاء معبأ بهذه الفكرة ظانا أنه ذاهب الى دولة أوروبية وليس الى مدينة من مدن المملكة.
هذا الصديق يقول ..
"كنت أتصور أن بمجرد وصولي الى مدينة جدة سأجد كل ماتبحث عنه نفسي من ملذات وحين عشت فيها سنوات طويلة تكشف لي زيف الشائعات التي يتناقلها الزوار المؤقتون عن هذه المدينة
وأن الحياة فيها تسير وفق التطبع الذي تنهجه أنت كساكن."
من هنا يمكن لكل من عاش في هذه المدينة لسنوات طويلة تغيير فكرته عما يشاع عنها حينما يدخل في نسيجها الاجتماعي..
ومنذ زمن طويل كانت مدن الحجاز مدناً ذات نمط سلوكي واجتماعي مغاير لبقية مناطق المملكة لكونها مدناً تفد اليها جميع الاعراق والثقافات في تقارب وتعايش وتسامح بقبول بعضهم بعضا،
ولهذا كانت مدناً هاضمة لكل الثقافات ومنتجة سلوكها الاجتماعي الذي تفردت به عن بقية مناطق المملكة
ومع توافد سكان المدن الداخلية اليها طلبا للعمل أو الدراسة،
وجدت بعض الفئات منها ان النمط المعيشي لسكان جدة مغاير لنمط الحياة في تلك المدن الداخلية القادمين منها فنزع البعض منهم الى تشكيل تجمعات سكانية خاصة بهم حيث تجد ان
حيا من الاحياء تجمع فيه ابناء منطقة واحدة ممارسين سلوكهم الاجتماعي الذي اعتادوا عليه في منطقتهم..
ومع تزايد القادمين اليها وعدم دخولهم في النسيج الاجتماعي جعل المدينة متعددة الاوجه في معيشتها بينما بقى أهل جدة (أهل البلد) محافظين على نمط معيشتهم وسلوكهم الاجتماعي..
ومع تحول مدينة جدة الى مدينة سياحية جعلت القادمين اليها من مناطق العمق يرون في السلوك العام لأهلها نوعاً من الانحلال والتفسخ وهي رؤية قاصرة عن معرفة المكان،
فللمكان شخصيته وهويته التي يتحرك بها..
فهل نفهم أن كل التجمعات البشرية تنتج سلوكها الخاص الذي يجب احترامه بدلا من تشويهه..
ومعرفة شخصية المكان ليقودنا الى أهمية كيف يمكن بث الرسائل التوعوية (مثلا من رجال الهيئة) حيث يجب أن تكون الرسائل منتهجة نهجا يتناسب مع شخصية المكان المنعكسة على أهله،
كما أن اختيار من يتحرك في هذا الوسط المكاني يجب أن يكون الباث (أو الداعي) خارجاً من نفس المكان بحيث يفهم سلوكيات أفراده يفهمها أكثر من شخص قادم من جهة أخرى لايفهم المحركات الثقافية لهذا المكان.
مرة أخرى علينا أن نقرأ ونفهم شخصية المكان قبل أن نطلق كلمات غير محببة.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،