أبناء جازان يودعون البيوت المتهالكة إلى الفلل المجهزة
مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز للإسكان التنموي في جازان الذي تم تدشين المرحلة الأولى منه أمس.
ودع أبناء جازان النازحين منهم أمس، البيوت المتهالكة التي كانوا يقطنونها من عشش وصنادق وبروكسات غير صالحة للسكنى إلى الفلل المجهزة والمتكاملة والحياة الكريمة ضمن مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز للإسكان التنموي في جازان، عندما دشن المرحلة الأولى منه، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن ناصر أمير منطقة جازان. وتشرف على تنفيذه مؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان التنموي.وقص أمير جازان الشريط إيذانا بافتتاح المرحلة الأولى من المشروع في موقع الحصمة التابعة لمحافظة أحد المسارحة، ثم افتتح جامع الملك عبد العزيز الذي يتسع لأكثر من 1500 مصلٍ وتتوافر فيه مجمل الخدمات من فرش وتكييف ومرافق خدمية مساندة.وتجول الأمير محمد بن ناصر على إحدى الوحدات السكنية النموذجية، حيث اطلع على ما تضمه من غرف للاستقبال والنوم المؤثثة بالكامل والمرافق الخدمية الأخرى التي تمت تهيئتها لسكن المستفيدين. ثم افتتح مدرسة الأميرة فهدة بنت العاصي الشريم في مقر إسكان الحصمة، وتجول على أقسام المدرسة التي تم بناؤها وتجهيزها وفق أحدث المواصفات التعليمية.واطلع على معرض مؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز للإٍسكان التنموي الذي يضم عروضا ومجسمات ولوحات عن المشاريع الذي تنفذه المؤسسة في مختلف مناطق المملكة. بعد ذلك قام بجولة ميدانية تفقد خلالها مشروع الإسكان في الحصمة، واطلع على مجمل الوحدات السكنية في المشروع والخدمات والمرافق التي يشتمل عليها.
ودع النازحون في جازان مساكنهم القديمة إلى الوحدات الجديدة ضمن مشروع الإسكان التنموي أمس.
إحدى الوحدات السكنية التي تسلمها النازحون في جازان أمس.
وأوضح الدكتور يوسف العثيمين وزير الشؤون الاجتماعية المشرف العام على إسكان النازحين في المنطقة، أن المرحلة الأولى من هذا المشروع تشتمل على ألفي وحدة سكنية جاهزة للسكنى من أصل ستة آلاف وحدة سكنية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين لهذا المشروع الذي يتوزع في خمسة مواقع في المنطقة تم اختيارها في مواقع آمنة وقريبة من مواقع النازحين الأصلية، وبتكلفة بلغت ستة مليارات ريال، يتم تسليمها تباعاً للمستحقين من النازحين خلال هذا العام.من جانب آخر، يوفر مشروع الملك عبد الله لإسكان النازحين والمنتشر في خمسة مواقع 35 مدرسة للبنين والبنات أنشئت على أحدث المواصفات وسط مدن تنموية حضارية.وأكد شجاع بن محمد ذعار مدير عام التربية والتعليم في منطقة جازان، أن الصروح التعليمية والتربوية التي تأتي ضمن منظومة مشروع إسكان الملك عبد الله لأبنائه النازحين تعد نقلة حضارية وتنموية كبيرة تضمن ترعرع أبنائنا الطلاب والطالبات في بيئة تربوية مشجعة. وعبر باسمه واسم منسوبي ومنسوبات وطلاب وطالبات التربية والتعليم في المنطقة عن شكره لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين على ما يوليانه من رعاية شاملة وكريمة لأبنائهم المواطنين في جميع أنحاء مملكتنا الحبيبة. وكان شجاع قد قام بجولة تفقدية على مدارس مشروع إسكان الملك عبد الله للنازحين في موقع الحصمة في محافظة أحد المسارحة الذي تم تدشينه أمس.واطلع ابن ذعار على المدارس وما تحتويه من تجهيزات تعليمية حديثة من شأنها أن تحسن من العملية التعليمية والتربوية في تلك المدارس، واستمع إلى شرح من المشرف على المشروع عن التصاميم الحديثة للمدارس والتجهيزات وعدد الفصول الدراسية. وعاد ابن ذعار ليؤكد أن المدارس التي تم تشييدها ضمن الواحدات السكنية المخصصة لسكان الحد الجنوبي ستغير من مجرى الحياة وسيكون لها انعكاسات كبيرة على المخرج التعليمي والتربوي الذي ترمي له الوزارة. وأشار إلى أن من أهم ما يميز تلك المدارس وجودها داخل النطاق العمراني وتلك المجمعات الحضرية التي تتوافر فيها جميع المقومات الصحية والاجتماعية والأمنية والتعليمية وغيرها من المتطلبات الضرورية التي يحتاج إليها المواطن.يذكر أن هذا المشروع التنموي عبارة عن ضواح سكنية متكاملة الخدمات والمرافق، حيث تشمل إضافة إلى الوحدات السكنية ما يلزمها من المساجد والمدارس للبنين والبنات والمراكز الصحية والحدائق، وكذلك الخدمات الضرورية من المياه والكهرباء والصرف الصحي والهاتف والطرق والأرصفة. وقد بنيت هذه الوحدات السكنية على أحدث المواصفات، كما أنها مؤثثة بالكامل، ومجهزة بجميع وسائل الراحة من المكيفات والأفران والثلاجات التي تساعد الأسر النازحة على الاستقرار والمعيشة المريحة، وذلك وفقاً لما وجه به خادم الحرمين الشريفين.كان الدكتور أحمد العرجاني أمين عام مؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان التنموي قد أوضح في وقت لاحق، أن العدد الإجمالي للوحدات السكنية في مشروع جازان بلغ ستة آلاف وحدة سكنية مع توفير جميع مرافق البنية التحتية.وأفاد أن النماذج التي تم تصنيفها في مشروع جازان تعددت لتبلغ خمسة نماذج تفي باحتياج كل أسرة على حدة، حيث بنيت جميع الوحدات السكنية على مساحة 500 متر مربع، وألف متر مربع، بني فيها الثلث من المساحة الإجمالية، وتتسع المساحة المتبقية لبناء بيت آخر، حيث إنه باستطاعة صاحب المنزل أن يتوسع أفقيا أو عرضيا بحسب احتياجاته في المستقبل. وأشار إلى أن اختيار موقع الإسكان روعي فيه أن تكون هناك أماكن فائضة، حيث تختلف المنطقة عن القرية باتساع الشوارع، وتقارب الخدمات، واكتمال البنية التحتية، وتوافر المرافق الصحية والتعليمية، وكذلك المساجد والجوامع والمياه والصرف الصحي والكهرباء والحدائق العامة.وعد المشروع من أهم مشاريع المؤسسة إذ اشتمل على خمسة مشاريع متفرقة في المنطقة ذاتها، حيث كانت حصة ''مشروع الحصمة'' من الوحدات السكنية 2249 وحدة و11 مسجدا ومركزين صحيين، و15 مدرسة. وبلغ عدد وحدات ''مشروع روان'' السكنية 1063 وحدة، وستة مساجد ومركز صحي وأربع مدارس. ومشرع الخارش بلغ عدد وحداته 1246 وحدة، وستة مساجد ومركز صحي وست مدارس، بينما بلغ عدد وحدات ''مشروع رمادا'' 995 وحدة، وخمسة مساجد و مركز صحي وست مدارس، و''مشروع السهي'' عدد وحداته السكنية 447 وحدة، وثلاثة مساجد ومركز صحي وأربع مدارس.وأضاف أنه تم تأثيث الوحدات بقيمة إجمالية بلغت ستة مليارات ريال، مشيراً إلى أنه تم اختيار المواقع الخمسة للمشروع من بين أكثر من 19 موقعاً تم ترشيحها من أمانة منطقة جازان، وذلك بناءً على عدد من المعايير تم وضعها بالتعاون مع مستشارين في هذا المجال. وأفاد أن القرار السامي ينص على أن من حصل على بيت من المشروع لا يستفيد من الصندوق العقاري، وأن قيمة الوحدة السكنية تفوق قيمة قرض الصندوق.وبخصوص مساحات الوحدات السكنية أوضح العرجاني أن المؤسسة قامت بدراسة أعداد وخصائص النازحين من خلال لجان متخصصة لذلك، وتم تدقيق البيانات من خلال جهات مختلفة كوزارة التربية والتعليم، والدفاع المدني، والأحوال المدنية، وشركة العلم في وزارة الداخلية، ومشايخ القبائل. وبعد الحصول على معلومات دقيقة حول حجم الأسر النازحة ومواقع وجودها وعدد أفرادها تم تصنيفها حسب حجمها ومواقع تجمعها، ومقارنة تلك المعلومات بالمساحات المتوافرة للمواقع المرشحة. وتم توزيع الأعداد النهائية للمساكن على كل موقع بناء على ذلك. وأكد أن المؤسسة لم تغفل الجوانب الاجتماعية والاقتصادية التي يمكن أن يحققها المشروع لأبناء المنطقة، حيث تم التنسيق مع مكتب العمل لتوظيف أكثر من 1500 شاب في المشروع في مجالات مختلفة إدارية وفنية وأمنية، كما تمت الاستفادة من تشغيل عدد كبير من مقاولي وموردي مواد البناء في المنطقة، وتم تنفيذ برنامج تنموي مشترك لتشغيل أكثر من 100 فتاة في صناعة أجزاء كبيرة من أثاث الوحدات السكنية.وقال العرجاني بخصوص مشاركة المرأة من المنطقة: ''تم تصميم وتنفيذ جزء كبير من أعمال الأثاث في المشروع من خلال برنامج تنموي تبنته المؤسسة يهدف لتشغيل أكثر من 100 فتاة في صناعة أجزاء كبيرة من أثاث الوحدات السكنية، يتلاءم مع طبيعة المرأة''. وأكد أن المؤسسة ستقوم بعد فترة من التسكين بعمل دراسة تقويمية لما بعد الاستخدام لمعرفة الجوانب الإيجابية والسلبية لقياس مدى نجاح المشروع في تحقيق أهدافه والاستفادة منها في تنفيذ مشاريع مستقبلية.