صناعة أي شيء قائمة على مجموعة كبيرة من العوامل المتجانسة، وهفوة واحدة قد تودي بحياة العشرات، فتعالوا نتعرف كيف أدت أخطاء حسابية بسيطة لكوارث عظيمة.
طائرة ركاب تتحطم لخطأ هندسي بسيط
في خمسينيات القرن الماضي، بدأت الكثير من شركات الطيران عمليات تطوير لطائراتها بحيث تكون قادرة على استيعاب عدد أكبر من الركاب وتمتلك قدرة أكبر على التحليق, لتظهر الطائرة الرائدة "Havilland comet" التي امتلكت الكثير من المميزات، لكن الطائرة سرعان ما تعرضت إلى حادث مأساوي أودى بحياة 56 شخصاً في عام 1954 دون وجود سبب واضح، في وقت لاحق توصل مهندسون إلى أن تصميم الطائرة يحمل عيباً جسيماً وقاتلاً وأنه بدا للعيان غير خطير، فنوافذ الطائرة كانت مربعة الشكل, مما يجعل حواف هذه النوافذ غير متحملة لضغط الهواء أثناء التحليق وبالتالي انفجارها في الجو.
ممر الموت
عملية الهبوط بالطائرة من أصعب المهمات التي تواجه قائدها, خصوصاً في الحقب الماضية حيث كانت المسألة برمتها تعتمد على مهارة قائد الطيارة، إضافة إلى تصميم ممر الهبوط إذ كانت هناك طائرات تستعد للإقلاع في الجهة المقابلة, الأمر الذي يهدد بكارثة مروعة في حالة عدم نجاح قائد الطائرة الهابطة في إيقافها تماماً، ممر الموت هذا توقف تصميمه بعد أن توصل مهندسي البحرية الأميركية إلى طريقة تجعل من عملية الهبوط شيء سهل, وهو تغيير زاوية الهبوط مع بعض التوسع للممر, وهو ما قضى تماماً على احتمال تصادم الطائرات الهابطة بالطائرات المقلعة.
مفصلة باب تقتل المئات
هذه الحادثة المؤلمة حدثت في مدينة بوسطن الأميركية عام 1942 في إحدى الملاهي الليلية المشهورة آنذاك، ففي تلك الأوقات كانت مقاييس السلامة لا تؤخذ بجدية، فعلى سبيل المثال كانت سعة هذا الملهى 460 شخصاً, لكن القائمين على المكان سمحوا لضعف هذا العدد بدخول المكان، كما أن ديكورات المكان كانت تتكون من مواد قابلة للاشتعال، وبالفعل حدث حريق وتدافع الناس على الأبواب التي لم تكن تفتح إلا للداخل، فمات العشرات خنقاً ودهساً.
جسر ينهار بسبب الهواء
جسر "Tacoma Narrows" كان يعتبر تحفة معمارية ودليل على قدرة الإنسان البنائية، لكنه انهار نتيجة تيار من الهواء، فأي جسر توجد به فتحات تهوية حتى لا يجعل تيار الهواء يؤثر على أساسه، جسر "تكوما" لم يبال بهذه الحقيقة الهندسية وبني كاملاً من الحديد دون فتحات تهوية، الأمر الذي جعله يهتز كسنبلة عند وجود أي تيار هوائي حتى انهياره كاملاً.
خطأ في التصميم يغرق تيتانيك
من أكبر وأشهر الحوادث، وقد أرجع المهندسون أن سبب الغرق يكمن في الدفة الرئيسية للسفينة التي كانت مصممة بحيث لا يكون في استطاعتها الرجوع بالسفينة إلى الوراء, الأمر الذي جعل تفادي الجبل الثلجي الذي اصطدمت به درباً من المستحيل.