الموضوع: أسحـــاار
عرض مشاركة واحدة
  #1 (permalink)  
قديم 20-03-2012, 03:16 AM
الصورة الرمزية دآنيال
دآنيال دآنيال غير متصل
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: لا أعلم
المشاركات: 730
معدل تقييم المستوى: 21474866
دآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداعدآنيال محترف الإبداع
أسحـــاار

أسحار ..

منذُ زمناً بعيد ، نسيت أشكال الحروف ، كيف أختار وأيها يُمثل ما أريد ،منذُ زمناً بعيد نسيت كيف أنسج خيوط أفكاري، وكيف أكحل أوراق مُذكراتي، منذُ زمناً بعيد ... تبعثرت أحلاميَ، وغاصت شجون العشق في مدونة الخيال.

ذلك العالم الخاص، الذي كُنت فيه ملكاً وأميراً آمر وأنهاء كيف ما أشاء .. أُحيك الخطط، وأربط أبعاد الزمان، أُعيد ترتيب صفحات الماضي، ليكون المستقبل، وأُجرد الأشياء من نواقصها لتصبح في ذاتها الكمال. في إحدئ سطور جبران خليل نحتً يقول " إن أيامنا مثل أوراق الخريف تتساقط وتتبدد أمام وجه الشمس " وذلك ما كان.

نادراً ما يداعبني الشعور بالسعاده بعد أن هجرتني في أياماً مضت وإن حضرت سريعاً ما تودعني. لها في قلبي وقعاً عند الحضور فما أكاد أن أستشعر ذلك حتى يُسارع البؤس إلى إعادة تصويرها على شاكلته، فيزيدني ذلك جفاءاً وكرها ليتمخض الحزن بجوهره ويتسلطن علي بجبروته الذي لا يرحم.

في أخر حدود الظلام، خيمة ونار، وعصاً شاخت حط الكاهلُ عمامته ، أشاح بوجهه تجاه ذاك المصباح المُعلق في السماء متأملاً حتى تناثرت دموع عيناه وقام يتمتمُ " ليكن العهد الجديد كما كان عهدي بها ليكن ذاك الضوء مُسلطا علي كما سُلط على مرقدها فما للأيام من بقاء وما مألوها الا للفناء، نفض ثوبه الأزرق الثقيل وهو قائم، يتعكز على عصاته التي أصبحت جزءاً من يده ، وسار يمشي حافياً، يمنة ويسره وكانه يصف حال دنياه في مشهداً صامت من حيث وُلد إلى أن شاخ .. وبعد أن أوصلته قدماه، إلى فراشه المتهالك.

وضع كفه المُجعد مُتلمساً وسادته، وأخذ يمددُ قدميه على قطعة القماش الباليه التي إكتوة من لهيب الشمس، بعد يوماً كانت مشاهدهَ عصيبه، رماء بيده على رأسه مُتأملاً في كل لحظه عاشهاً في صبيحة ذلك اليوم، متذكراً عندما بدئه بحفراً ليدفن فيه ، قطعة من جسده، مُتسائلاً أما كنت أنا المُستحق أن أوضع في ذلك التابوت ؟! أوليس ذلك جفاءاً من الحبيب يتركني حيث أمكث هنا وحيداً، أصارع خوفي قبل أن يستدرجني القدر إليها، أما للوصال حقاً على الضمير.

يا تراباً حارقاً حملته فوق كفوفي هناك ، يا نملاً شهد على ورائي لها يا كل ذرات الأرض، يا كل قطعة شجر نمت فوقها، يا كل طفلاً مولود، يا كل سحابة غيم يا ضياء شمساً، ويا نور قمراً، يا إنساناً كاملاً، يا حيواناً خالداً ، يا ورده تفوح ، يا حيواناً ينوح، يا دماً يغلي على كل مظلوم ، إلى كل ذاك أهدي لكم روحي الفانيه.


دانيال ..
رد مع اقتباس