حافز يأكل أموال اليتامى!
لا أجد سبباً مقنعاً لما يحدث لبعض المواطنين -وخصوصاً المحتاجين منهم- جراء تحوير وتعديل القرارات والأنظمة التي وضعت في الأساس لخدمتهم، ومراعاةً لظروفهم، وكأن القائمين على تنفيذ تلك القرارات، لا يهدأ لهم بال حتى يُنغصّوا على المواطن «الغلبان» فرحته، ويحسدوه على صغر لقمته، ولو خصم من راتب أحدهم أو من مكافآته وبدلاته التي لا تعد ولا تحصى «ريال» واحد لأقام الدنيا ولم يقعدها!
الشواهد على ذلك كثيرة ومنها، ما يحدث لليتامى العاطلين المستفيدين من مستحقات الضمان الاجتماعي «الزهيدة»، والذين تشملهم «إعانة» حافز؛ حيث ابتكرت عقلية «التنكيد والتنغيص على المواطن التعيس» قراراً بالخصم من مبلغ إعانة البطالة، بحجة وجود إعانة الضمان، وكما يقول المثل الدارج «يحسد الأعمى على كبر عينه»، فبدلاً من زيادة مستحقات هؤلاء اليتامى ومضاعفتها يتم خصمها بالباطل؛ عن طريق الأنظمة العشوائية المتخبطة!
تقول إحدى اليتيمات المتضررات: «أنا فتاةٌ يتيمة، وعاطلة منذ (12) عاماً، ولدّي إخوةٌ أيتام، وبحكم كوني الأخت الكبرى والعائل لإخوتي، فإن بطاقة الصراف الخاصة بالضمان صدرت باسمي، وفي الشهر الأول تم خصم مبلغ (846) ريالاً من إعانة حافز الخاصة بي، لكن الجديد المؤلم ما حدث في الشهر التالي فقد تم خصم (1500) ريال مقابل مستحقات ضمان إخوتي المضافين معي، فما ذنبي وذنب إخوتي حتى يُسلب منّا هذا المبلغ الذي نحن بأمس الحاجة إليه؟».
الجدير بالذكر أن قراراً صدر بإيقاف الخصم من إعانة البطالة لصالح أبناء المستفيدين من الضمان الاجتماعي، لكنه لم يشمل الأيتام كحالة الفتاة اليتيمة أعلاه؛ فمن ينصفها، ويرفع الظلم عنها، وعن اليتامى المظلومين؟!
المصدر