الطَّيَرَانُ مَعَ المَلائِكَةِ سعد العثمان | 24/11/1432 هـ هل تحبُّ أن تعيشَ السَّعادة الحقيقيَّة؟؟. هل ترغبُ أن تكون هادئَ البال، منشرحَ الصَّدر، مرتاحَ الضَّمير؟؟. هل تتطلعُ لأن تغرِّدَ مع الملائكة، وتطيرَ معها؟؟. هل تريد أن تطردَ الشَّيطان، وتقمعَه، وتكسِرَه؟؟. وتُرضِيَ الرَّحمن عزَّ وجلَّ عنك، وتتقرَّب إليه، ويزولَ همُّك وغمُّك، ويفرحَ قلبُك ويُسَرَّ، وتُفتحَ عليك أبوابُ الرِّزق، وتُكسَى المهابة والحلاوة والنُّضرة، وتُحطَّ خطاياك وذنوبَك، وتزولَ الوحشة بينك وبين ربِّك تبارك وتعالى، وتنزلَ بك السَّكينة، وتغشاكَ الرَّحمة، وتحفَّك الملائكة، ويذكرك الله فيمن عنده.. إذا كانت إجابتك ب: نعم، فاتبع الأمور الآتية: أولاً: الاستيقاظ وقت السَّحر: خذ طهارتك الكاملة، ثمَّ صلِّ ركعتين خفيفتين، ثمَّ اجلس لمدة ربع ساعة، مستقبل القبلة، وردِّد هذا الذِّكر المبارك، الذي وردت ألفاظه في صحاح السُّنَّة: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أستغفر الله، وأصلِّي وأسلِّم على رسول الله. ثمَّ بعد ذلك قمْ وصلِّ صلاة التَّهجد، ناجِ الله في صلاتك، بخشوعٍ وحضور قلب، وابقَ على هذه الحال، إلى أن يؤذِّن الفجر، وبعد أذان الفجر، صلِّ ركعتي سنَّة الفجر في بيتك.. ثانياً: المشي لأداء صلاة الفجر جماعة: امشِ إلى المسجد، وعليك السَّكينة والوقار، وقل عندما تخرج من منزلك: بسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم!! اجعل في قلبي نوراً، وفي لساني نوراً، واجعل في سمعي نوراً، واجعل في بصري نوراً، واجعل من خلفي نوراً، ومن أمامي نوراً، واجعل من فوقي نوراً، ومن تحتي نوراً، اللهم!! أعطني نوراً. فإذا وصلت باب المسجد، فقدم رجلك اليمنى، وقل: باسم الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك، أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم من الشَّيطان الرَّجيم، ثمَّ صلِّ ركعتي تحيَّة المسجد، ثمَّ اجلس اذكر الله، واتلُ كتابه، إلى أن تقام صلاة الفجر، ثمَّ صلِّ صلاةً ذات خشوع وخضوع، ثمَّ بعد التسليم من الصَّلاة، قل أذكار عقب الصَّلاة. ثالثاً: الجلوس عقب صلاة الفجر إلى الشُّروق: اجلس بعد صلاة الفجر، فقل أذكار الصَّباح، ثمَّ ابتدأ بتلاوة جزء كامل من القرآن الكريم، وابقَ على حالتك هذه تالياً ذاكراً، حتى تشرق الشَّمس قدر ميل، ثمَّ قم فصلِّ ركعتي سنَّة الضُّحى، ثمَّ عقب ذلك ارفع يديك، وادع ربَّك واطلب منه خيري الدنيا والآخرة، ثمَّ انصرف راشداً إلى البيت. رابعاً: قم إلى الصَّلاة جماعة فور سماعك للأذان: واحرص على الصَّفِّ الأوَّل، وذكر الله، وتلاوة القرآن، والاستغفار، بين الأذان والإقامة، ثمَّ صلِّ الصَّلوات الخمس جماعة، بخشوع وحضور قلب، ولكن!! بعد صلاة العصر، وبعد أذكار عقب الصَّلاة، قل أذكار المساء، وأبقِ لسانك طوال ساعات النَّهار رطباً بذكر الله، وبعد صلاة العشاء توجه راشداً إلى البيت. خامساً: احذر السَّهر بعد صلاة العشاء: السَّهر بعد العشاء مضرٌّ بالدِّين وبالبدن، مضرٌّ بالدِّين لأنَّه يؤثِّر على صلاة الفجر، ومضرٌّ بالبدن لأنَّ السَّهر بشكل متواصل يؤثِّر على صحة الإنسان، كما أفاد بذلك الأطباء، ولذلك عليك أخي المسلم النَّوم قدر الإمكان بعد صلاة العشاء، وألا تطيل السَّهر بعدها، حتى لا يرتبك نظامك وبرنامجك، لأنَّك لو سهرت لم تقم وقت السَّحر، وربَّما لم تقم حتَّى على صلاة الفجر. وقبل النَّوم توضَّأ وأحسن الوضوء، ثم صلِّ ركعتين، ودِّع بهما الدنيا، ثم انفض فراشك قبل الدُّخول فيه، ثمَّ قل أذكار النَّوم كاملة، ثمَّ نم على شِقِّك الأيمن، مستقبلاً بوجهك القبلة. استمر على هذا البرنامج، مدة أربعين يوماً، تجدْ الفوائد والنَّتائج الآتية: أولاً: تشعر بسعادة، وطمأنينة، وانشراح صدر، لو علم ذلك الملوك، وأبناء الملوك، لجالدوك عليها بالسُّيوف. ثانياً: تكتب لك براءتان، براءة من الشِّرك، وبراءة من النِّفاق، كما ورد ذلك في الحديث الصَّحيح. ثالثاً: تحصيل رضا الله وحبِّه لك، فالله يحبُّ من يلزم ذكره، ويستقيمُ على شرعه ودينه، ويحرص على كلِّ ما يقرِّبه من ربِّه جلَّ وعَلا. رابعاً: الذَّاكر قريب من مذكوره، ومذكوره معه، وهذه المعيَّة معيَّة خاصَّة، غير معيَّة العلم والإحاطة العامَّة، فهي معية بالقرب، والولاية، والمحبة، والنُّصرة، والتَّوفيق. خامساً: يقول ابن القيم رحمه الله: الذِّكر يجمع المتفرِّق، ويفرِّق المجْتَمِع، ويقرِّب البعيد، ويبعِّد القريب. فيجمع ما تفرَّق على العبد من قلبه وإرادته، وهمومه وعزومه، ويفرق ما اجتمع عليه من الهموم، والغموم، والأحزان، والحسرات على فوت حظوظه ومطالبه، ويفرِّق أيضاً ما اجتمع عليه من ذنوبه، وخطاياه، وأوزاره، ويفرِّق أيضاً ما اجتمع على حربه من جند الشَّيطان، وأمَّا تقريبه البعيد؛ فإنَّه يقرِّب إليه الآخرة، ويبعِّد القريب إليه وهي الدُّنيا. سادساً: الملائكة تستغفر للذَّاكر، كما تستغفر للتَّائب، فالعابد لربه والذَّاكر له، تكون الملائكة معه، ومحيطة به. وفي الختام: يبقى أن نتذكَّر ونتذاكرَ: أنَّ عليك – أخي المسلم - أن تجتهدَ في نقل هذه الفوائد إلى الآخرين، ومن يدريك لعل إنساناً يسمع منك ما تقول، فيستنير قلبه، ويندفع بسببك إلى الله تعالى، ثمَّ يتذكر دلالتك له، وهو مع الله في جوف ليل؛ فيدعو لك في تلك السَّاعة؛ فينفعك الله بدعوته لك، وعلينا مع هذا كلِّه أن نلهج بالدُّعاء المتواصل، وكلُّنا ثقةٌ بأنَّ لنا ربَّاً رحيماً كريماً، يجيب دعوة عباده الفقراء المحاويج، وقد فتح لنا باب الرَّجاء على مصراعيه، فقال وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )، وقال جل شأنه أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ) ونحن مضطرون دائماً إليه، لأنَّه لا رب لنا سواه، في رحمته نخوض، ورحمته نرجو، لولا رحمته لهلكنا جميعاً، ولا حيلة لنا في شيء، نعم والله؛ ولا حيلة لنا في شيء، نحن تحت رحمته، نرضى بما قسم لنا، ونرجوه أن يتولَّى أمورنا، ولا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، والله الهادي والموفق إلى سواء السَّبيل. منقول للفائدة .........