بقلم .. تركي العبدلي> > > > دخلت مكتبي في الصباح الباكر ، وإذ ببطاقة بهية المظهر ظريفة الإخراج وضعت على سطح المكتب ، وبعد فتحها علمت أنها دعوة رسمية لحضور افتتاح ( المؤتمر العالمي الثامن للإعجاز العلمي في القرآن والسنة )، وكم كنت أتمنى أن لا يفوتني حضور الإفتتاح غير أن ظروف عملي لم تسمح لي بذ لك، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله .. وفي المساء توجهت للقاعة الماسية في فندق الشيراتون في العاصمة الكويتية حيث يعقد المؤتمر هناك، وخلال مسيري للقاعة كانت عيناي تلمح في أروقة الفندق بعض قادة العمل الإسلامي وبعض الأدباء والمفكرين والذين كم كنت أتمنى السلام عليهم وتبادل أطراف الحديث معهم لولا تأخري عن المحاضرة المنتظرة، وبعد دخولي للقاعة فإذا بعريف الجلسة قد بدأ بتقديم المحاضرين. فإذا به يقدم طبيبتين سعوديتين قد لبستا لباسا فضفاضا وقد غطت كل واحدة منهما وجهها بالنقاب لدرجة كاد النقاب أن يغطي عينيهما ،> > > > وبكل صراحة كان مثولهما أمام الجمهور بهذه الصفة أثار الدهشة، فلقد رأينا كثير ممن ينتسبن للعمل الإسلامي في الندوات والمحاضرات والمؤتمرات بل وفي اللقاءات التلفزيونية أيضا ولكن كاشفات الوجه آخذات ببعض الأقوال المعتبرة من أقوال فقهائنا ، أما بروز النقاب بهيبته وبضوابطه الشرعية في مؤتمر عالمي كهذا كان له أثر عظيم، و مما تبادر لذهني عند رؤيتهما تساؤل مفاده ما الذي سيقدمانه هاتين الطبيبتين للحضور، وكم من متربص ومتربصة بهذا النقاب من الصحفيين الذين كانوا يحتلون مساحة لا بأس بها في القاعة، بل ومن الغربيين الذين قد وضعوا السماعات على آذانهم لسماع الترجمة المباشرة لهما، ولا أخفيكم سرا أني كنت أخشى اخفاقهن في العرض خوفا من فرح خصوم المرأة المتدينة ( والمنقبة ) على وجه الخصوص.> > > > بدأت المحاضرة وكلي آذان صاغية لما سيقولانه، قامت الأولى وبدأت بعرض ما لديها . تقدمت بكل هدوء نحو اللاقط وجهاز العرض وبدأت بالسلام ثم قالت إنني لن أذكر اسم الدواء الذي اكتشفته مع مجموعتي الطبية إلا بعد أن أشرح لكم مفعوله الطبي ومن ثم يحق لكم أن تحكموا على هذا العلاج. بمعنى أنها ستخالف كل من سبقها من الأطباء والذين ذكروا مصادر علاجهم، وكان هذا الموقف كفيل في إثارة الفضول لدى الحضور في معرفة الدواء، وللعلم أنها تكتمت على مصدر العلاج خلال نشر نتائج البحث في العام المنصرم وقد نشرت عدة مواقع إخبارية عالمية كـ CNN نتيجة البحث من غير ذكر مصدره الطبيعي. فأخذت الدكتورة بعرض الشرائح والصور الحية التي قامت بها على بعض فئران التجارب ، حيث حقنتها بخلايا مصابة بسرطان الرئة. ثم قامت بعلاج هذه الفئران بالعلاج المُخْتَبَر، ولقد رأينا العجب، وذهل كل الحضور من النتائج، حيث عرضت ستة عيون أو أنابيب إختبار للخلايا المريضة والتي رأينا كيف يضمحل المرض مع طول فترة العلاج إلى أن اختفت الخلايا المريضة تماما.> > > > وقالت إننا سلكنا في بحثنا هذا الطريقة الغربـية في البحث ، حيث أن الأصل عدم صحة الدواء إلى أن يثبت عكس ذلك من خلال المختبر، لا أننا مكذبين للإعجاز العلمي في ديننا، لكن اقناعا لأمم الأرض والتي يدين أغلبها بغير الإسلام. وقالت إنه وبعد ظهور هذه النتائج والتي استهلكت وقتا ليس بالقصير والذي بلغ أربع سنوات - حتى أننا في ذروة البحث واصلنا في بعض الليالي الليل بالنهار - خشينا أن يكون لإيماننا بالنصوص الشرعية أثّر في مجريات البحث ، فأخذنا عينات من العلاج المكتشف بالإضافة لخلايا مريضة وبعثنا بها لجهة محايدة ولم نخبرهم بنوعية المادة المعالجة ، وبعد ظهور النتائج والتي طابقت تماما ما وصلنا إليه حُقّ لنا أن نفاجئ العالم بهذه الحقيقة العظيمة، والمعجزة النبوية والتي جاءت من غير مختبر وميكروسكوب، بل جاءت بالوحي الرباني وأن نكشف عن أصل مادة الدواء وهي مأخوذة مما ورد في صحيح البخاري ( أن رهطا من عكل، ثمانية، قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم ، فاجتووا المدينة ? أي مرض، فقالوا: يا رسول الله ابغنا رسلا، قال: ( ما أجد لكم إلا أن تلحقوا بالذود فانطلقوا فشربوا من أبوالها وألبانها ، حتى صحوا وسمنوا ).> > > > فقالت الدواء المكتشف هو من ( بول الإبل ) فاعترت الدهشة الكثير، فواصلت قائلة أن للحديث بقية، أرجو ممن تسرب لقلبه شك من جدوى هذا العلاج، ولا يرضى إلا أن يكون علاجا مستخدما عالميا، فرجائي أن يبحث بالإنترنت عن العلاج بالبول وستجدون أن كثير من المصحات الأوربية والأمريكية وكذلك الهندية قد أخذ العلاج بالبول حيزا في صيدلياتهم، ولكن للأسف أن الذي يتعالجون به هو بول الإنسان، ولكننا هنا نعالج ببول الإبل ونحن واثقون مما نقول بالنص النبوي وكذلك بأنبوبة الاختبار وأردفت قائلة: ونتيجة هذا البحث دليل آخر نضيفه في صفحة كفاحنا دون شخص نبينا صلى الله عليه وسلم ويثبت بأن دفاعنا عنه ليس عاطفة مجردة من دعائم واقعية أومن دوافع حقيقية تحتم علينا ذلك. وختمت قائلة: و نقول لكل من تسول نفسه بالمساس بشخص نبينا صلى الله عليه وسلم والذي جاءنا بما يشفي أرواحنا وأسقامنا أننا سنبذل دونه أرواحنا وأموالنا وكل ما نملك. وكانت هذه الكلمات كفيلة بأن تلهب مشاعر الحاضرين فعجت القاعة بالتصفيق الحار من جميع الحضور مع صيحات التكبير، وهي شامخة بنقابها ثابتة واثقة من نفسها أمام الجموع ،وقد اقشعر بدني من هيبة الموقف.> > وأخيرا أقول :> > > > هذه الشخصية الحقيقية للمرأة المسلمة والتي حافظت على إسلامها قلبا وقالبا، و روحا ومنهجا وسلوكا ، فكون أنها امرأة تسعى لإثبات حقها في الحياة وأن تكون فعّالة في مجتمعها وأن لها حقوقا لا بد من جنيها ، لم يكن ذلك يتعارض البتة مع ما جاء به الدين من أحكام شرعية يجب عليها تطبـيقها من حجاب كامل ومحرم في سفر وغيرهما مما أمر الله به المرأة المسلمة، وهاهي المرأة جاءت بما لم يستطع أن يأتي به كثير من الرجال من غير أن تتنازل عن شيئ من دينها.> > > > يعلم الله كم احترمت هذه المرأة وكم كَبُرت في عيني بل وفي ظني أنها شمخت واعتلت وتبوأت مكانا عاليا في ميدان البحث العلمي فلله در الدكتورة فاتن خورشيد ( رئيسة وحدة زراعة الخلايا والأنسجة بمركز الملك فهد ) وزميلتها الدكتورة صباح المشرف والتي قاسمتها شرح الموضوع
اعتز بها وامثالها ملطوش للفئدة