بعض من معاناة والدها قبل رحيلها
اقتباس:
د/محمد الحضيف 21-4-2008 18:16
|
اقتباس:
السلام عليكم ..
وجدنا ابنتي هديل هذا الصباح في فراشها .. في غيبوبة . حينما وصلت المستشفى ، كان القلب والتنفس قد توقفا . هي الآن في العناية المركزة .
في عناية الله ، ثم دعاؤكم ..
أرجوكم .. أرجوكم ، ثم أرجوكم ، أدعو لها ، وحدثوا الصالحين ممن تعرفون .. بالدعاء لها .
أسأل الله ألاَ يفجعكم بحبيب ..!!
|
اقتباس:
“جزاكم الله خيرا جميعا ..
هديل في غيبوبة كاملة . لكنها .. تستجيب للرقية الشرعية بشكل بسيط ، بتحريك بسيط جدا لقدميها ، أو إرماش عينيها.
لا يسعني امام هذا الكم الهائل من الحب لهديل، الا ان اشكركم . تلقيت مئات الاتصالات والرسائل . لقد كان وقع الحدث هائلا .. صدع القلب ، وجاءت هذه الرعاية الجميلة، لتخفف المصاب .
هديل هي الحلم والمشروع الأجمل ، أسأل الله ألاَ يفجعكم بمن تحبون .
وأسأله سبحانه .. أن لايتركني وحيدا ..!
أن يعيد لي ( هديلي ) ..!
شكرا لكم .. شكرا .. لكل الحب والدعاء، الذي أغثتم به قلوبا.. فطرتها الفجيعة
|
اقتباس:
د/محمد الحضيف
ماذا يصنع بك المؤشر ..؟!
أمس .. انخفض مؤشر الضغط وضربات القلب ، المكلف بمراقبة قلب هديل، إلى فوق الـ( 60 ) بقليل ..! تعلمنا منهم ، أن نزول المؤشر دون الـ(70) .. نذير خطر ..!!
صرت أتابع المؤشر، وأنظر إلى عيني هديل المغمضتين . كان يصعد ويهبط بدرجة أو درجتين ..! من كان يمشي على الحبل، الممدود بين قمتين وتحته قرار سحيق ..؟ بالتأكيد .. ليست هديل الغائبة في سماوات ربها .. وتعدني بالعودة ، كلما ارتفع المؤشر . قلبي هو الذي كان يتأرجح ..! قلب الأب الذي كانت هديل .. ومازالت مشروعه الأجمل .
هذا حديث ..!
الحديث الآخر : (هم) يراهنون على موتها .. وأنا أراهن على حياتها ..! هم يتكئون على أجهزتهم .. ويتأملون غيبوبتها العميقة ، بقراءة أرقامهم ، وانطباعاتهم ..! لذلك .. لا يريدون نقلها لمستشفى حكومي ..!
وأنا أراهن عليه وحده ..! أراهن على من خلق هديل، وقال : “أدعوني أستجب لكم ” . ما كان عبثا أن يقول سبحانه ذلك، ويرد أكف الآلاف، الذين هرعوا في صلوات الأسحار يدعون لها ..! ولا أولئك الذين امتدت أيديهم الكريمة بالصدقة عنها .. وهم لا يعرفونها، إلا من خلال حب الناس لها .. وهي تستحق أن تحب ..!
منذ الاثنين .. ونحن نستجدي نقلها لمستشفى حكومي ..! لكن المحن، تعري المواقف . بعض (أصدقائنا) الأطباء ، حسبوها بطريقة مختلفة : هديل بنت محمد الحضيف لا يدخل والدها في حساب الربح والخسارة .. والمصالح، لتتم ( خدمته ) من أجل مصلحة مستقبلية محتملة ..! محمد الحضيف مجرد إسم (معروف) فقط .. لكنه بدون (رصيد) من أي نوع . لذلك كانت الإجابة دائما : ما عندنا سرير ، وما نقدر نقدم لهديل أكثر مما تحصل عليه الآن ..!
أصحاب الرواتب العالية من الأطباء ( التنفيذيين) .. لايعنيهم أن يدفع محمد الحضيف، فاتورة كبيرة في مستشفى خاص . لأن محمد الحضيف ، ليس مصلحة محتملة . لذلك .. ظل الرد التقليدي، المغلف بلغة مهنية : وضعها صعب .. ونحن بحاجة السرير ..! لا بأس .. لا يوجد سرير في بلدي،الذي يبيع برميل النفط بـ ( 118 ) دولار ..!
لابأس ياهديلي .. ستنهضين ، بإذن واحد أحد .. دون أن تحتاجي للتنفيذيين،
ستنهضين .. بإرادة الذي يحيي العظام وهي رميم ، دون أن تكوني من ( المحظيات ) ..!
ستنهضين من غيبوبتك الجميلة .. لتقولي : أبي .. أمي .. إخواني ، أحبابي كلكم ، كنت نائمة ! كنت امتحن صورة من صور القبح في بلدي ..! أبي .. حبيبي ، دمعك هذا .. تعال أسكبه على رأسي .. نخب فرح .
* * *
كلّنا معك يا ” هديل ”
ومعكِ ” الله ” أكبر منهم ومن قراراتهم
أقوى منهم ومن علاجاتهم
ياربّ اشفها وعافها وأغنها برحمتك عمّن سواك !
ياربّ قد تعلّقت قلوبنا بك .. وارتفعت أكفنا إليك ..
ياربّ لا تردّنا خائبين .. لا تردّنا خائبين
ياربّ
ياربّ
ياربّ
|
اقتباس:
د/ محمد الحضيف
ماذا يكتب رجلٌ، دخلت (ثمرة) قلبه في غيبوبة، رفعتها إلى سمـاوات ..؟ ماذا يفعل .. غير أن يطرق ابواب السماوات ..؟
يظل يطرق .. ويطرق، حيث رب رحيم .. يقول : ” إني قريب أجيب دعوة الداعي”.
ماذا يفعل .. غير أن يتسامى، ليصعد إلى حيث هي نائمة .. فوق سحاب أبيض .. مثل نقائها. ينغمس في السحاب .. ليبكي..! حتى إذا انهمرت دموعه على الأرض .. ظنه الناس، ماء السحاب. لأنهم يقولون : دمع الرجال صعب (!!) .
هو كذلك .. صعب ومُر.. إلا على امرأة مثلك ياهديل .
أتذكرين ياهديل ، قبل أشهر قليلة .. حين قلت لك ” أنت آخر امرأة اتوقع أن تخذلني أوتغدر بي ، لأنه .. ببساطة لو حدث ، لن يكون هناك شخص اسمه (محمد)، ليخوض تجربة حُبٍ مع امرأة أخرى ” . رددت علي : ” لن تجد امرأة تحبك مثلي” .. واتبعتها، بمعقوف يتبعه نقطتان فوق بعضهما ” (: ”
هاأنذا أكتب لك، بقلمك الـ( مون بلان)، الذي أهديتني إياه .. حين غافلتني في (د. كيف ) في مركز غرناطة.. مرفقا ببطاقة إهداء صغيرة، أحملها دائما معي، في محفظتي : ” ليس أجمل من أن تكون أبي ” ..!
أقلب البطاقة الصغيرة، وثمَة صمت عميق يعوي في قلبي.. يحرض على البكاء .. وأنا أشيح بوجهي إتقاء الناظرين .. أبكي وانتظر ..!
سيدتي هديل : منذ 1995 ، وأنا أمر بسنوات سود .. ما بها ليلة حالكة، مثل قتام هذه الليالي ، التي (غفى) فيها قمرُ حياتي .. أنتِ ..!
أتأملك في غيبوبتك . أنقّل عيني، بين عي*** المغمضتين، وشاشة العرض، في الجهاز الذي ربطوك به لـ(يساعدك) ..! أقرأ الارقام .. وأتشبث بإيمان .. ظل معي، لم يفارقني .. في كل سنوات المحنة ، والغدر .. والخذلان ..!
ستنهضين ..! ثقةٌ بربي ..
هذا إيماني . لأنك جزء من ( منظومة) ايمان وعقائد، بنيت عليها حياتي، منذ رسمت لحياتي، خطاًً واحداً .. مستقيماً .
أتأملك .. وتمر من أمامي صورٌ كثيرة، تكثفت في الفترة القصيرة، التي غفوتِ فيها.
الصورة الأولى .. لوحات ياسيدتي ..
اللوحة الأولى ، بريد تلقيته من بريطانيا، من أخت مسلمة . سأتركك تتأملينه.. ولن أعلق :
From: الحمد لله
Date: Apr 26, 2008 1:41 AM
Subject: السلام عليكم
To: malhodaif@gmail.com
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيها شفاء لايغادر سقما
لابأس طهور إن شاء الله
أخى انا من مسلمى بريطانيا وإذا أردت أن فى حضور إبنتك هنا علاجها فيشرفنى أن افتح لك ولاسرتك بيتنا واسعد بخدمة اى مسلم
أقر الله عينك بإبنتك ولاتترك أخى الدعاء فى السجود
وسأمنحها دعواتى وقت السحر إن شاء الله
حفظها الله وأزال عنها كل مكروه
From: الحمد لله
Date: Apr 28, 2008 11:33 AM
Subject: عاااااجل
To: malhodaif@gmail.com
أسأل الله أن يشفيها هديل ويقر عينك ووالدتها بها
انا اخى اخت لك فى الله ولدى مبلغ احتفظ به حق لأطفالى وموجودة بالرياض حاليا ان كنت تحتاجه لنقل ابنتك لمستشفى حكومى فوالله احب على من ان اخبيه لاطفالى وهم لازالوا صغااار
فلاخير فينا ان لم نرسم بسمه او نساعد فى تخفيف حمل على اخوة لنا فى الله
لا اعرف عن اجراءات المستشفيات لديكم ومالمسته فى حرفك هو انه تحتاج ان تكون ابنتك فى مستشفى حكومى فاذا المستشفى يطلب المال فاعتبرنى اخت لهديل ووالله انه احب لى ان اضيفه لرصيد ان تسعف ابنتك
خفف الله عنك واقر عينك بشفائها
واعيد طلبى لك السابق ان كنت تستطيع ان تسافر بها لندن فبيتنا تحت امرك وتجد هنا جالية مسلمة تكون لك نعم المعين بعد ربنا ان شاء الله
اللوحة الثانية ياهديلي ..
اتصال تلقيته من ( رجاء الصانع) و( نهى السليمان ) .. في أمريكا . رجاء بذلت جهودا ، لتسهيل نقلك لمستشفى الـ ( V.I.P.s ).. حيث (الأنقيــاء ) فقط، من اصحاب المقامات (المقدسة)، يحق لهم الانتقال هناك ..!! العرفان قليل في حق رجاء.
معذرة هديل .. مؤهلاتنا ( الطبقية )، أفشلت جهود رجاء . كذلك الجهود المضنية التي بذلتها بدور العوين وهديل العبدان .. وجهود آخرين وآخريات رائعين. نحن ياهديلي .. لانحمل (دماء زرقاء) .. ليوفروا لك سريرا ..!
أما نهى السليمان .. ما صنعت نهى ..؟ تبكي نهى من أجلك .. وتدعو ..! قلت لها :
هديل نائمة .. سترد عليك قطعاً . هي في ( رحلة) لن تطول . كل أحاديث الملأ الاعلى تقول ذلك ،حيث الآلاف يطرقون أبواب السماء .. من أجلك .
الصورة الثانية (سريالية) .. ياسيدتي ، وهي لوحات كذلك ..!
اللوحة الاولى :
لست من أنصار مدرسة العبث .. لكن تأملي ..! اتصل علي أخ كريم، من دولة الامارات .. وقال : دكتور.. إذا عجزتَ أن توفر سريرا لهديل في بلدكم .. (دبي) كلها سرير لهديل . أنت قل : ( تمَ ) ، وأنا الآن احجز لها سريرا في أرقى مستشفيات دبي ، وسكن لك ولعائلتك، في الفندق المجاور للمستشفى .
شكرته ياهديل .. وسكت، وأنا أعوم في بحر من الألم والدمع ..!!
اللوحة الثانية :
قال لي أخ عزيز .. وهو أحد المدونيين، أنه كان على ( الماسنجر) مع احدى صديقاتك الكويتيات . يقول أنها كانت تبكي .. وتقول : استحوا على انفسكم ، أنا سأكلم الأمير الشيخ صباح، لينقلها للعلاج في الكويت ..!!
بلعت ريقا مراً ياهديلي : هي تستطيع أن تكلم الأمير، الشيخ صباح الأحمد ، وأنا لاأستطيع أن أناقش ( استشاريا ) .. في حالتك . ناهيكِ .. أن أصل إلى ( التنفيذيين ) ، .. لأقول :
هديل ابنة هذا الوطن . إثنان من أجدادها، وأحد أعمامها .. قاتلوا في مرحلة التأسيس، من أجل قيام كيان اسمه ( المملكة العربية السعودية ) ..! هي الآن متعبة، تريد سريرا تستريح عليه .. قبل أن تنهض من غيبوبتها ..!
Tuesday, 29 April 2008 @ 12:12pm]
|
اقتباس:
د/محمد الحضيف
ليلة عاشرة .. والصمت ســيد المكـــان ..!
كان ( ماراثوناً ) طويلا .. صامتا، حزينا، ودامعا .. ذلك الذي مشيناه أنا وأنتِ ياهديلي .. بين السرير رقم ( 14) ، في وحدة العناية المركزة، في (مستشفى .......)، والسرير رقم (21)، في وحدة العناية المركزة، في (مستشفى...........)في رحلتنا الماراثونية .. سرتُ وإياك ياهديل، فيما يشبه ( سرداب موت ). مررنا على كثير من مشاهد ( القبح ) .. وسمعنا اللغة المخاتلة الذرائعية، التي تلبس معطفا ابيضا، وقناعا (ملائكيا) .. وتتسلح بالمهنية ..!
هديلي .. سأحكي لكِ يوما عن التنفيذيين، و( وحوش ) الطب، وكم وردة مثلك .. سحقوها، وهم يركضون، ليدفعوا عربات (خدم القصور)، إلى الأجنحة الخاصة، ويحشدوا في خدمتهم، طوابير الممرضات ..!
- دكتور محمد .. وصلت موافقة من مستشفى ........
هززت رأسي . وقعت فواتيرهم .. وبدأوا بنزع الأجهزة .. والأنابيب ..! التوتر وصل لدي أقصاه .. الممرضة تفصل أنبوب أكسجين السريرعن هديل، ولا تعرف كيف تفتح أنبوبة الأكسجين، المرفقة بالعربة المعدة لنقلها إلى سيارة الإسعاف. شعرت بوجع هائل يخترقني. أحسست بصدر هديل يضيق.. وأنا أختنق. قلت بصوت واهٍ :أرجوك أسرعي ..! حتى القدرة على الصراخ والانفعال .. فقدتها .
تحسست صدرها .. كان ينبض . لم تعد عيناها المغمضتان، قادرتان على أن تصلني بالحياة. غفت .. فغاب البريق، الذي طالما استلهمت منه الضوء،لأتعرف على معالم الطريق. نَفَسُهُــأ صار يهديني ..!
سرنا في الممرات الطويلة . نمر على الناس .. وينظرون . ثمة اثنان على السرير : جسدها الغافي .. وروحي الثكلى . حين أرفع بصري .. أبصر غمامة بيضاء تبتسم .. روحها . تنادي .. وهي تحوم فوقنا، مطرزة بزرقة السماء، التي تقرعها أكف ألاف الضارعين : ” لاتحزن إن الله معنا ” .
وصلنا سيارة الإسعاف . رفعت العربة، وتكرر مشهد الأكسجين .. والممرضة. صرخت هذه المرة . كنت أشد قلقا، وأكثر وجعاً .. لاحظوا ذلك . قالت : “don`t worry sir ! every thing is OK”. لا أقلق ..؟! ما أسهل الطلب ..! ينزعون روحك .. ويقولون : لا تقلق ..!
ركبتُ .. وطلبتُ أن يكون اتجاه شاشة المؤشر، الذي يعرض الأرقام، إلى غير ناحيتي .. ما بي طاقة لاحتمال الوجع، من ذلك الذي يصنعه تبدل الأرقام .
حين سارت السيارة، كان كل شيء مظلما وحاراً. هل كان نور السيارة الباهت .. أم هما عيناي، اللتان خبا ضوؤهما .. إذ تغفو هديل ..؟ أكان الجو الحار الخانق، داخل السيارة، أم هي الدنيا التي ضاقت .. فغدت مثل خرم ابرة، إذ تسرق الغيبوبة الهواء من صدر هديل ..؟ كنت في مؤخرة السيارة، رأس هديل إلى الداخل، وقدماها من جهتي . صرت أتحسس قدميها، أتلمس نبض الحياة فيهما .
بدا لي أن قدميها باردتان، أكثر من المعتاد، رغم الحر الخانق داخل السيارة. سألت الممرضة بوجل : هل كل شيء على ما يرام ..؟! أجابت بنعم . ناديتها .. هديل، كانت ماتزال نائمة ..! تذكرت حديثا قديما . قلت : هديل .. أعلم أنك نائمة ، وهذه ليست المرة الأولى، التي تتأخرين فيها بالكلام ..!
هديل .. تذكرين أنك لم تتكلمي، إلا حين بلغت الثالثة . كنا في رحلة بين ( لانسنق /ميشيجان) و( أورلاندو/ فلوريدا) .. وكانت أيام عطلة أعياد الفصح، في ابريل .. حين نطقت أول كلمة لكِ .. في السيارة . كنت وأمك قلقين من تأخرك في الكلام، وحين تفجر ينبوعك ، بتلك الكلمة (الفصيحة). كان (عيدنا) الحقيقي، وقررنا أن نحتفل.. فتوقفنا عند أول ( rest area ) .. وشربنا قهوة، واشترينا لك ( دونت) وعصير ..! تأخرت ياهديل في الكلام، وحين تكلمت.. نطقت عطرا، وجمالا .. وروعة بيان .
كنا في ابريل .. وكانت أول مرة أكذب فيها ( كذبة ابريل) .. وأجد دليلا دامغاً يدعمني. تكلمتِ .. بعد صمت . وأنا الآن .. لا أصدقهم . لا أصدق الذين يراهنون على صمتك . أنا مؤمن بالفجر يبزغ من عي*** . مؤمن بصوتك، الذين سأظل انتظره .. يقول : ” إنما أمره إذا أراد شيئا ، أن يقول له .. كن فيكون ” .
مؤمن بك .. وأشرعت قلبي ويديَ لخالقك : ” سبحانك .. لا إلــه إلا أنت ” .
Thursday, 1 May 2008 @ 12:35pm
|
اقتباس:
العربية.نت
بعد حملة بالإنترنت ضد رفض مستشفيات متخصصة استقبالها
شخصيات نافذة تتدخل لقبول علاج مدوِّنة سعودية من الغيبوبة الكاملة
دبي - فراج اسماعيل
بعد 9 أيام من دخولها في غيبوبة كاملة، تم نقل المدونة السعودية الشابة “هديل” إلى مدينة الملك فهد الطبية بالرياض بعد حملة للمدونات على الانترنت أدت إلى تدخل شخصيات نافذة في محاولة لانقاذها.
وقال والدها الأديب والكاتب د.محمد الحضيف لـ”العربية.نت” إنه حاول جاهدا طوال الأيام السابقة نقلها إلى أي مستشفى حكومي تتوفر فيه امكانيات التعامل مع حالتها التي لم يتم حتى الآن تشخيصها، لكنه قوبل بالرفض بمبرر عدم وجود سرير خال، أو أن حالتها متأخرة ولا يستطيعون تقديم أي إضافة طبية لها تزيد عما تلقته في مستشفى التأمينات الاجتماعية الذي تم نقلها إليه بمجرد اكتشاف حالتها.
وشنت المدونات السعودية حملة على الانترنت طوال الأيام الماضية مطالبة الجهات المعنية بالتدخل لعلاج هديل داخل أحد المستشفيات المتخصصة أو في مدينة الملك فهد الطبية.
وكانت أسرة “هديل”، وهي صاحبة مدونة باسمها على الانترنت، قد فوجئت بها ترقد بغرفتها في غيبوبة كاملة مع زرقة في وجهها، عندما ذهبت لايقاظها صباح الاثنين الماضي 21-4-2008 فتم على الفور استدعاء الهلال الأحمر لاسعافها.
وأكد الحضيف أنه لم يكن متاحا سوى نقلها إلى أقرب مستشفى للبيت وهو يتبع مؤسسة التأمينات الاجتماعية، خاصة أن شوارع العاصمة الرياض مزدحمة في هذا التوقيت، وعند وصولها كان القلب والتنفس متوقفان، وعادا للعمل بعد تعريضها للانعاش، لكنها ظلت في مرحلة حرجة جدا وخطيرة.
وتابع “لم يطرأ جديد عليها حتى الآن رغم مرور 10 أيام. حتى الآن لم يستطع الأطباء تشخيص حالتها، يقومون حاليا في مدينة الملك فهد الطبية بإجراء الفحوصات لها، لكن النتيجة قد لا تظهر قبل غد الخميس”.
عودة للأعلى
تأخر نقلها لمستشفى حكومي
د.محمد الحضيف
وأوضح د. محمد الحضيف أن كل ما قاله الأطباء في المستشفى حول سبب غيبوبتها تخمينات، مثل القول إنها تعرضت لنوبة صرع أثناء نومها، خصوصا أن ذلك المستشفى لا تتوفر فيه الامكانيات اللازمة.
وأشار إلى أنه ظل طوال الأيام الماضية يطلب سرعة نقلها لمستشفى أفضل خصوصا أن كل ساعة من التأخير تؤثر سلبيا عليها، “لكن كل طلباتي ورجاءاتي للأسف لم تجد صدى، وكنت أواجه برد واحد وهو أنهم لا يستطيعون أن يقدموا لحالتها أكثر مما قدمه المستشفى الذي كانت فيه، ومن ثم لا يمكنهم منح سرير لها”.
وأوضح أن تلك المستشفيات بنت كلامها ذاك على التقرير الأولي لمستشفى الذي استقبل حالتها، “مع أنني عندما نقلتها إليه، كان السبب الوحيد هو محاولة سرعة اسعافها وليس لقناعة به، فالأمر كان بالنسبة لي مسألة وقت لانقاذ ابنتي، ولا مجال أمامي لألعب بالدقيقة الواحدة”.
وقال د.الحضيف: اضطروا للموافقة على قبول هديل بعد عملية تصعيد على الإنترنت لم أصنعه أنا وإنما حب الناس لي ولها، فهي مدونة ناشطة ومعروفة، بالاضافة إلى أنها كاتبة للقصة وشخصية معروفة ومنفتحة في طروحاتها وأفكارها. صحيح أنها من أسرة ملتزمة محافظة لكنها كسبت حب جميع الأطياف في المجتمع السعودي.
أضاف: جاءت لادارة المستشفى مئات الاتصالات من أشخاص متنفذين وضباط ورجال أعمال حتى يتم قبولها في مدينة الملك فهد الطبية التي يتوفر به كادر طبي ذو كفاءات كبيرة وأجهزة متقدمة، وقد قاموا بعملية فحص وأشعة لها أمس الثلاثاء، وعملوا اليوم الأربعاء تخطيطا للدماغ.
وتابع د. محمد الحضيف: تلقيت انطباعا أوليا بوجود مبشرات، بعد أن كان هناك للأسف توجه لاقرار أنها في حالة موت دماغي أثناء رفضهم لها ليبرروا ذلك، بعد أن جاء طبيب من المستشفى التخصصي وقام بفحصها سريريا أثناء وجودها في المستشفى الذي استقبل حالتها
وقال: وصلت هديل الآن إلي مكان نستطيع أن نطمئن إلى أنها تتلقى فيه العلاج المناسب ونترك الباقي على الله فنحن معلقون بين الرجاء فيه سبحانه وتعالى ودعوات الناس لها. تلقينا آلاف الرسائل والاتصالات والايميلات.
وتناولت بعض المدونات في السعودية حالة هديل بالدعاء لها ومطالبة المستشفيات الكبرى بالتدخل لانقاذها من الغيبوبة.
وقال خالد الدوسري صاحب مدونة “ماشي صح” لـ”العربية.نت” إن نقلها لأحد المستشفيات الحكومية كان صعبا جدا ويحتاج لوساطات. والدها شعر بنوع من التجاهل لحالتها من مستشفى التأمينات التي كانت تعالج فيه.
وأضاف “شيء مؤسف ومخجل التأخر مع حالة “هديل” في غياب وجود تشخيص لها”.
ونشرت مدونة “ابراهيم” لصاحبها المدون السعودي ابراهيم القحطاني موضوعا بعنوان “هل يكفي كون هديل سعودية لكي تتلقى العلاج اللازم”. وقالت “منذ يوم الاثنين (قبل الماضي) وأهل هديل يحاولون نقلها إلى مستشفى حكومي دون فائدة، ولا زال يمارس عليها المسلسل الذي مورس على كثير من المرضى، لا يوجد سرير واحد ولا يوجد أمل، والرضى بالقضاء والقدر، نعم أهل هديل راضين بقضاء الله وقدره. ألا يكفي كونها سعودية لكي تتلقى العلاج اللازم في مستشفيات حكومية”.
وظهرت على مدونة “هديل” رسائل تدعو لها بالشفاء منها “لا بأس هديل. طهور ان شاء الله. ندعو ونبتهل”. وأخرى تقول “أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ولا بأس” ورسالة بتوقيع “حرية” تقول: كم مضى الآن. مولاي كن لها.
د. محمد عبدالرحمن الحضيف والد “هديل” هو أديب وروائي واستاذ سابق للاعلام في جامعة الملك سعود، من رواياته الشهيرة “نقطة تفتيش” التي صدرت عام 2006 و”موضى.. حلم يموت تحت الأقدام، والمجموعة القصصية “غوانتنامو” وله كتاب “كيف تؤثر في وسائل الاعلام.. دراسة في النظريات والأساليب”
|
اقتباس:
د/محمد الحضيف
ها أنذا أقف على عتبات اسبوع الصمت الثالث ..
أقول لكم : يقولون .. “لانستطيع أن نصنع لها شيئا” .. فأزداد تشبثا بالسماء ..!
لغة الخطاب قاتلة، تزرع أنصال ألا ف الاسئلة، في قلب مثخن .. ولا ثمَة لديهم ، إلا لغة اليأس.
قلت لهم : سأظل واقفا عندها، على قدم واحدة .. وأدعو ..! مادام قلبها ينبض، فسأبقى منصتا له .. ” وأفوض أمري إلى الله” .
” ربنا مسنا وأهلنا الضر .. وأنت أرحم الراحمين ” .
: ” وكم لـلــه من أمـر خفي
يَدِق خفـاه.. عن فهم الذكي
وكم من أمـر تُسَاءُ صباحاً به
وتأتيك المسرة في العشي
وكم يسر أتى من بعد عسر
يفرج كربة القلب الشجي
إذا حارت بك الأقدار يوما
فثق بالواحد الفرد العلي
يسألني كثير من الأحبة عن التفاصيل ..! ما فائدة التفاصيل .. إذا كانت تؤدي إلى نفس النتيجة ..؟!
فليعذرني الأحبة الذين يتصلون ، ولا أرد عليهم .. لا أستطيع أن أرد، ما بي طاقة للحديث، ولا لوجع الاسئلة ..!
أريد أن أطلب منكم طلبا . من يعرف أحداً يستحق الصدقة، فليرسل رقم حسابه لي، وتعريفا به.
على بريدي malhodaif@gmail.com
أو على جوالي
هذا ما احتاجه منكم ..
وما تحتاجه هديل : الدعــــــــــــاء ..
دمتم .. بكل الجمال الذي غمرتونا به
Tuesday, 6 May 2008 @ 10:10am
|
اقتباس:
هديل … بنت محمد الحضيف
عبدالله ناصر العتيبي الحياة - 30/04/08//
تقول القاصة هديل بنت محمد الحضيف في أول تدوينة لها في مدونتها «عتبات الجنة»: «حكت الحمامة.. فكنتُ أنا!
أستطيع أن أسرد تاريخاً طويلاً، كنتُ فيه أنا البطل - البطل ليس سعيداً دائماً بالمناسبة!- كما يمكنني أن أفتش في الأعوام العديدة التي كنتها، ولا أجدني، لا أجد صوتاً، ولا رائحة، ولا أثراً، وفي كلتا الحالتين لكم أن لا تصدقوني!
حسناً، لأكن أكثر دقة، من أجلكم اسمي: هديل، ولدتُ في ليلة من شهر أبريل 1983، كانت صرختي إيذاناً لرجل أن يكون أباً للمرة الأولى، ولأم أن تنجب من بعدي سبعة إخوة… تنازعت طفولتي مدن كثيرة، أكثر من أن أذكرها، وأكثر من أن تكون الصور الفوتوغرافية - الكثيرة هي الأخرى- أمينة بتوثيقها جميعاً، إلى أن عادت بي الدروب إلى الرياض، فلم أغادرها أبداً بعد 1992.
هنا تنتهي حقبة، لتبدأ أخرى كانت قاحلة تماماً من الذاكرة، من الصور، من كل ما يستحق أن يُذكر، ربما يبرر ذلك أني لا أحب فترة مراهقتي، أو ربما كان الأخير مبرراً للأول! الآن أتساءل: هل حقاً هناك من يأبه بكل تلك الحياة التي تسردينها؟ ربما سيكون هناك من يأبه بأني بدأتُ عمري الافتراضي من عام 2001، وتسكعت في أماكن كثيرة، بعضها غائر في النسيان، وأخرى ما عادت أوطاناً تستحق البقاء.
أول بريد ملكته كان في صناديق نسيج، وسيكون من الغريب أن أعترف بأن أول منتدى سجلتُ به كان منتدى الزعيم الهلالي! قبل أن تلم شتاتي جسد الثقافة لوقت طويل، ويكون لها الفضل في أن ألتقي بأصدقاء جميلين جداً، وروح وارفة جداً، وعمر مليء بالانتصارات والخيبات أيضاً، إلى أن غدا المكان غريباً، وكان لا بد لي من هجرة، لأمتهن رحيلاً مستمراً…!
الآن وأنا أكتب من هذه النافذة الخاصة بي، النافذة الأولى التي أملكها تماماً في هذا الفضاء أشعر بأن أوان السفر آن له أن ينتهي، وآن لي أن أستريح بعد أن وصلتُ شيخوخة عمري الافتراضي! هنا عتباتي للسماء»!
وتقول في آخر تدوينة في الثامن عشر من نيسان (أبريل) الجاري: «منذ شهر وأنا أعد نفسي بالغد، رتبت لاحتفال كبير، وخططت لكل شيء فيه، التفاصيل الصغيرة اعتنيت بها جيداً، وحرصت أن تخرج الحفلة كما يليق بالعام الخامس والعشرين من حياتي… فكرت بأني يجب أن أحتفل جيداً هذا العام، وأحتفل وحيدة، لا أريد مباركات الأصدقاء، ولا مجاملات المعارف، فوصولي لمنتصف العمر شيء يخصني وحدي، ولا أظن أن أحداً سيذكره لو لم يذكر ذلك في صفحة (فيس بوك)، أو منبه الميلاد الذي راسلني الجميع بشأنه، طالبين مني إدراج تاريخ ميلادي، لئلا ينسوه! خصوص فكرة منتصف العمر، فقد كانت نابعة من أمنيتي القديمة والمستمرة بأن أموت عند سن الستين، لذا فالسنوات منذ غد وحتى بعد خمس سنوات، هي سنوات منتصف العمر الذي حددته لنفسي، وسيكون من المهم أن لا أقصر مع نفسي بشيء خلالها، وأدللها قبل أن يبدأ الزمن بالعد لي تنازلياً… غداً ميلادي، وأعرف أن ذلك لا يهم أحداً حقيقة، حتى والديّ لا يعنيهما كثيراً يوم ميلادي، على رغم أني ابنتهما البكر، لكن ٧ أتوا من بعدي يشفع لهما نسيانهما، أو تناسيهما… كل عام وأنا بخير جداً، كل عام وأنا أجد في نفسي ما يستحق الاحتفال، كل عام وأنا أعثر على مبرر جديد لأحبني
|
مـاتــت هديـل؟! أمـات الطـهر والأدبُ……والخيــر والحسـن والإصـلاح والأربُ
رحمــاك ربي بها واجــعل مـنـازلـها…… في جنـة الخــلد لا هـمٌ ولا وصـَبُ
تبكـيك أرضٌ صــدحتِ فوق أيكتـــها…… ويح المحابــر جـفّت بعـدها الكـتبُ
يبـكيـك بيـتٌ عرفـنـاكِ بسـاحـتـهِ…… حقــاً لقد صار نـحو الجنة العـَتـَبُ
قد كنــتِِ في حلـكة الأكـوان سـاريـةً…… تدنو من الفـُلْكِ بالبـشـرى وتقتربُ
عــاريـَّةًُ جـاد فيـها الله مـالكـهـا………واليوم تُفضــي لبـار يها وتنـقلبُ
لله فيــنـا شـؤونٌ لا نـعارضـهـا…………فالله ألله ياأحبــابها احتـسـبوا
لنــا لقــاءٌ طـويلٌ غير منـقطـعٍ…………بإذن ربـيَ في الفردوس فارتقبوا
رثاء / لمـياء العقـــيل
اللهم ارحم هديل الحضيف و اغفر لها و تجاوز عنها ..
اللهم أبدلها داراً خيرا من دارها و أهلا خيرا من أهلها و أدخلها الجنة و أعذها من عذاب القبر ومن عذاب النار .
اللـهـم اجزها عن الإحسان إحسانا وعن الإساءة عفواً وغفراناً.
اللـهـم ادخلها الجنة من غير حساب ولاعذاب .
اللـهـم اّنسها في وحدتها وفي وحشتها وفي غربتها.
اللـهـم انزلها منزلاً مباركا و أنت خير المنزلين .
اللـهـم انزلها منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
اللـهـم املأ قبرها بالرضا والنور والفسحة والسرور.
اللـهـم انقلها من مواطن الدود وضيق اللحود إلي جنات الخلود .
اللـهـم احمها تحت الارض واسترها يوم العرض ولا تخزها يوم يبعثون “يوم لا ينفع مال ولا بنون إالا من أتي الله بقلب سليم”..
اللـهـم انزل على أهلها الصبر والسلوان و ارضهم بقضائك.
عزاؤنا لكَ يا دكتور محمد الحضيف و لأهل هديل و جميع ذويها و محبيها و نحن معكم .
اللهم لا نسألك رد القضاء و لكن نسألك اللطف فيه .. اللهم آمين.
</B>