بسم الله الرحمن الرحيم
كان هناك رجل اراد ان يتفرغ بقية حياته للعبادة ويبتعد عن المغريات والفتن
فأخذ بعض الاغنام وذهب بها الى احد ضواحي المدينة التي كان يسكنها
وبقي هناك لعدة شهور .. يعبد الله في هدوء وسكينة
فأغاض هذا الأمر الشيطان وقرر ان يحرفه عن العبادة
فذهب اليه بصورة شيخ تبدو عليه علامات الوقار .. على انه مجرد عابر سبيل
وحين وصل الى الرجل وجده يصلي كعادته
فانتظره حتى فرغ من صلاته ... وقدم له نفسه على انه عابر سبيل
رحب به الرجل وقام بضيافته وقدم له الطعام والماء .. وتجذابا اطراف الحديث
ثم قال الشيطان :
يابني .. على مايبدو انك من الصالحين وممن يحفظون شيء من القران ... واريد ان اسألك سؤالا"
فقال الرجل :
تفضل ياعم
قال الشيطان :
الم يقول الله تعالى في محكم تنزيله : ( جنة عرضها السموات والأرض ) ؟؟
قال الرجل : ( بلى )
قال الشيطان :
اذا كانت الجنة عرضها السموات والأرض ... فأين سيضع الله النار ؟؟؟
اطرق الرجل برأسه كثيرا" وقد بدت على وجهه علامات الحيره ثم قال : ( لاأعلم )
هنا ابتسم الشيطان ابتسامة خبث ثم أردف قائلا" :
يابني سوف اطلعك على أمر ( لايطلع عليه ) الا (اهل العلم والصلاح ) فهل تحفظ السر ؟؟
فقال الرجل بصوت متلهف :
نعم .. احفظ السر ولا اخبر احد فتفضل ياعم
قال الشيطان بصوت فيه خشوع مصطنع :
يابني ( ان الله غفور رحيم ) و ( الله رؤوف بالعباد ) ولم يخلق الله البشر لكي يعذبهم
يابني لاتوجد نار ولن يعذب احد ... بدليل هذه الآية الكريمة ( جنة عرضها السموات والأرض )
وانما ذكر الله النار في القران للناس ( لكي يجتهدوا في العبادة ولا يتكلوا )
ثم قال الشيطان فورا" بعد انتهاء كلامه :
لقد تأخرت يابني ويجب ان اذهب الآن لكي اكمل طريقي
ثم نهض وسار في طريقه واختفى عن انظار الرجل .. واخذ يراقب الرجل من بعيد
ولم تمضي الا دقائق معدودة .. حتى قام الرجل بجمع اغراضه وساق اغنامه
وقفل راجعا" للمدينة تاركا" حياة الزهد والعبادة فقد ( ضمن الجنة )
نعوذ بالله من الشيطان الرجيم
من همزه ونفخه ووسوسته
ولنتذكر ان الشيطان لن يصل الى فئه من الناس
(وهم المخلصين )
فقد ذكر الله ذلك في محكم الكتاب
قال تعالى:
(قال فبعزتك لأغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين )
تحياتي للجميع