النعيم الذي يكون لأدنى أهل الجنة منزلة
فقد روى مسلم في صحيحة أن الرسول عليه السلام قال :سأل موسى ربه ما أدنى أهل الجنة منزلة ؟ قال هو رجل يجيء بعدما أدخل أهل الجنة الجنة , فيقال له ادخل الجنة
, فيقول اي رب , كيف و قد نزل الناس منازلهم و اخذوا آخذاتهم ؟ فيقال له : أترضى أن يكون لك مثل مُلك ملك من مولوك الدنيا ؟ فيقول رضيت ربي فيقول لك ذلك و مثله و مثله و مثله و مثله , فقال في الخامسة : رضيت ربي : فيقول : هذا لك و عشرة أمثاله و لك ما اشتهت نفسك و لذت عينك , فيقول رضيت ربي ,
و يكون كذلك لأدنى أهل الجنة منزلة عشرة آلاف من الولدان المخلدين يسعون لخدمته و هم خلق خلقهم الله من غير أب و لا أم , ليسوا بشرا و جنا و لا ملائكة و قد ورد في و صفهم ما قال الله عز وجل ( و يطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون ) سورة الطور 24 أي يطوف عليهم للخدمة غلمان لهم كانهم من الحسن و البياض لؤلؤ مكنون أي مصون لم تمسه الأيدي
بإحدى يدي كل و احد منهم صحيفة من ذهب و الأخرى من فضة كما قال الله تعالى (يطاف عليهم بصحاف من ذهب و اكواب ) فيشرب المؤمنون من هذه الأكواب كما يشاءون من غير ان تثقل في كفهم , وروى الطبراني ان الرسول عليه الصلاة و السلام سئل فقيل له يا نبي الله هذا الخادم فكيف المخدوم ؟ أي الخادم كأنه لؤلؤ مكنون فكيف بأهل الجنة , فقال إن فضل المخدوم على الخادم كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب
و هذه عباد الله هي جنة الفردوس التي أعدها الله تبارك و تعالى لعباده المتقين الذين طلقوا دنياهم فلم تغرهم ملذاتها و عملوا لآخرتهم فنالوا أعلى الدرجات فان جنة الفردوس أعلى الجنة أعدها الله للمؤمنين و سقفها عرش الرحمن الذي خلقة الله إظهارا لقدرته و لم يتخذه مكانا لذاته
فقد روى البخاري في صحيحة ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اذا سألتم الله الجنة فسلوه الفردوس فانه أوسط الجنة و أعلى الجنة و فوقه عرش الرحمن و نعيم هذه الجنة لم يُطلع الله عليه احد من خلقة حتى خازن الجنة الملك رضوان عليه السلام لم يَطلع على كل نعيم الجنة
كما جاء في الحديث القدسي الذي رواه مسلم في صحيحة ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: قال الله عزوجل : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر