نظرة إسلامية.. إلى مفهوم البطالة!
الفئات الرئيسية للموضوع دراسات ** اسم الكتاب: البطالة. العمالة. العمارة من منظور إسلامي
اسم المؤلف: د. زيد بن محمد الرماني
** الناشر: دار طويق الرياض 2001
** البطالة آفة العصر الحديث، ويعاني منها الشعوب الإسلامية والعربية أكثر من غيرها من شعوب العالم، وتعتبر علامة خطر يجب التنبه لها ومعالجتها، والبطالة هي وجود قوى وأيد عاملة أكثر من فرص العمل المتوفر.
وهذا الوضع يصل إلى مرحلة الخطر في بعض الدول العربية، حيث تقول النظريات الاقتصادية إن نسبة عطالة 15% من الأيدي العاملة القادرة والباحثة يعني وجود أزمة اقتصادية، ووجود فرصة للقلاقل الاجتماعية وعدم الاستقرار.
نظرة إسلامية:
هذا الكتاب يقدمه لنا أحد رجالات الاقتصاد وخبرائه، ويقدمه لنا بطعم جديد، إذ يسبغ على كتابه الفكر الإسلامي والنظرة الإسلامية إلى مثل هذا الموضوع، وكيف يكون التعامل والمعالجة الإسلامية للظروف الاقتصادية السيئة، والتي لا يسلم منها أي مجتمع، وإن حسنت الأحوال في زمن فإنها تسوء في أزمان أخرى.
ويقول الكاتب في مقدمته "إن موضوع البحث موضوع اقتصادي اجتماعي تتدخل فيه عوامل يصعب فصل بعضها عن بعض، كما يصعب دراستها مجتمعة. كما أن التأصيل العلمي في الاقتصاد الإسلامي ما يزال في بدايته، وما هو موجود هو مجرد اجتهادات ومحاولات طيبة، لكن لم تصل بنا إلى التأصيل العلمي الشرعي الاقتصادي المنشود.
ومع ذلك قمت بالبحث والدراسة والتحليل جاهدا حسب استطاعتي، يحدوني الأمل وتدفعني الرغبة في البحث أن أكتشف تصورا لموقف الاقتصاد الإسلامي من البطالة والعمالة والعمارة".
أنواع البطالة:
بعد أن يشرح المؤلف أسباب البطالة، نجده يتعرض لأنواع البطالة، ويقسمها إلى خمسة أنواع، هي البطالة الإجبارية، والاختيارية، والتعبدية، والانكماشية والبطالة الأخيرة أسماها البطالة الاحتكاكية. وتطرق لكل من هذه البطالات من منظور إسلامي.
فالبطالة الإجبارية حيث لا اختيار للإنسان فيها، وهذه الحالات تنطبق على من لا يجيد مهنة أو لاندثار مهنته لعدم الحاجة إليها.
وهنا يقول المؤلف: يتدخل الشرع ويطلب من ولي الأمر تدبير وسيلة لاحتراف وعمل لهؤلاء العاطلين، بمنحهم ما يحترفون به، كأن يعطى الشخص أرضا يزرع فيها، أو أن يعلم مهنة جديدة.
أما البطالة الاختيارية والتعبدية، فالإسلام يحاربها ويمنعها، بل يمنع الزكاة والمساعدة عن العاطلين باختيارهم، لكيلا نشجعهم على الاستمرار فيها.
واما البطالة الانكماشية أو الاحتكاكية وهي حيث يكون الراغبون في العمل أكثر من فرص العمل المتاحة، يقول المؤلف وهنا على الأغنياء أن يتدخلوا لفتح فرص العمل وعدم اكتناز الأموال، فالله يطرح في هذه الأموال البركة في حالة استخدامها واستثمارها.
فصول الكتاب:
يقدم المؤلف بحثه الاقتصادي الجديد في ثلاثة فصول، جعل الفصل الأول للبطالة وقسمه إلى ثلاثة مباحث عن مفهوم البطالة في المفهوم الوضعي، ومن المنظور الإسلامي ، والمعالجة الإسلامية والفكر الإسلامي نحوها.
والفصل الثاني جعله للعمالة، ويحمل نفس المباحث السابقة بما يخص العمالة.
والفصل الثالث يخصه المؤلف لموضوع العمارة، وبنفس المباحث للفصول السابقة.
العمارة هي التنمية:
ويستبدل المؤلف كلمة التنمية بكلمة أوسع واشمل وهى كلمة أو مصطلح العمارة بديلا عن التنمية، ويرى كلمة (إعمار) تساعده على التخلص من الانتقادات الموجهة لمصطلح التنمية الاقتصادية الذي يفهم منه حصر فكرة التنمية اقتصاديا، والارتباط بين هذه الفكرة والتجارة واللحاق بالغرب.
ويشير المؤلف إلى الآية الكريمة التي يقول الله تعالى فيها "هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها" (هود 61) ويقول إن التعمير والتنمية واجب على المسلمين، إذ أن السين والتاء في قوله تعالى (واستعمركم) تفيد الطلب، والطلب المطلق من الله تعالى على الوجوب.
فالتنمية في الإسلام تشمل تغييرا بنيانيا، وتامين حياة كريمة للجميع. وهذه تجمعها وتدل عليها كلمة الإعمار، ولا تفهم من كلمة التنمية.
العمارة عند السلف:
ويقدم المؤلف العديد من الأفكار الناجحة والمشبعة بالروح الإسلامية، ويأخذها من أحداث حدثت في أيام العصور الأولى للإسلام، ويذكر منها حرص الجميع على توفير العمل الكريم والفرصة في توزيع الثروات وعدم احتكارها.
ويذكر ستة من الأحداث والأقوال المسندة إلى عمر رضي الله، ومنها في مقولته الشاملة عن سياسة عمر في الإعمار في رسالة إلى واليه في أحد الأقاليم "إن الله قد استخلفنا على عباده لنسد جوعتهم ونستر عورتهم، ونوفر لهم حرفتهم، فإذا أعطيناهم هذه النعم تقاضيناهم شكرها، إن الله خلق الأيدي لتعمل" .