اكتفي بما سطره الدكتور حسن العجمي حول هذي الدراسه واليكم المقال الرياض - حدث (خاص)
أكثر مقال حيرني وأكثر موضوع ما عرفت (من وين) أجيه ، قصة أن السعوديون أكثر شعوب الأرض سعادة!!! فعلاً دراسة عجيبة ومغالطة غريبة لا نعرف كيف سُبِكت ولا كيف نُشَرت ، معقولة نحنُ مِن أكثر شعوب الأرض سعادة؟؟؟!!! ، أيُ سعادة ونحن أكثر شعوب الأرض بطالة وأكثر شعوب الأرض (مرمطة) رغم الثروات المدفونة تحت أقدامنا ( بترول ـ يورانيوم ـ ذهب ـ كل شيء ) ــ ومع ذلك الوظيفة ما تجي إلَّا بالمذلة والقهر ، والزواج ما يجي إلَّا بالدَّين والشحذة ، وامتلاك سكن (أصلاً ما في أمل!!!) ، أي سعادة ونحن نفتقد إلى الاحترام والعيش الكريم؟؟؟!!! أي سعادة وضروريات الحياة لا تتوفر إلَّا عبْر الصدقات؟؟؟!!! أي سعادة ودخل الشاب السعودي (طول بعرض) ألفين ريال مع ألفين مِنَّة؟؟؟!!! ، هل يقصُد أصحاب التقرير سعادة الشعب السعودي؟ أم يقصدون سعادة النُّخبُ السعودية والقابضون على مصالحنا بيد من حديد؟؟؟ هل تم مسح عينات هذا البحث في مناطق المملكة أم في منتجعات كان الفرنسية و ماربيَّا الاسبانية؟؟؟!!! .
أي سعادة توفرت للمواطن البسيط في الأحياء الفقيرة والمناطق النائية؟ أيُ سعادة تحققت لسبعمائة وخمسين ألف مواطنة سعودية تُعاني الأمرين من أجل أبنائها المحرومون من جنسية أمهاتهم ، أي سعادة توفرت للمُعطَّلين عن العمل؟ أي سعادة توفرت للمرضى وهم في قوائم الانتظار؟ أي سعادة توفرت للحاصلين على الشهادات العليا وهم (مركونون) على الرف ؟ أي سعادة توفرت لخريجي المكتبات واللغة العربية والمعاهد الصحية وكليات المعلمين والبديلات المُستثنيات الذين ضاعت اعمارهم بين الرجاء والخيبة؟ أي سعادة ونحن نتحدث عن سبعين بالمئة من الشعب السعودي دون سكن ؟ أي سعادة ونحن نرى المليارات من ثرواتنا تتلاشى في الهواء لا ينوبنا منها سوى الغبن والقهر ؟ ، أيُ سعادة يعرفها الشعب وحكومته لاتزال تتحدث عن دراسة خُطط لِمُكافحة الفقر؟؟؟!!! فهل يُعقل بعد كُل هذا أن يتبجح أحدٌ بأننا أكثر شعوب الأرض سعادة (سُبحانك هذا بُهتانٌ عظيم!!!).
لا شك عندي ان هذه ردة فعلٍ مشبوهةُ الهدف مدفوعة الثمن يُقصدُ بها الطعن في حقيقة ظاهرة انتحار الشباب الذين وصل بِهم البؤس والغبن إلى تفضيل الموت على الحياة فبدل البحث لنا عن حلول حقيقية أصبحوا يُعلقوننا بأوهام مريضة ودراسات كاذبة ( يعني ما في أمل يتغيرون!!!) .
أن مثل هذه الخُرافات ليست إلَّا ذراً للرماد في العيون و إمعاناً في تجاهل تطلُعات الشعوب ، وكأني بأحد المُطبِّلين من جماعة (ليش ما عزمتني يا بخيل) قد ذهب إلى خادم الحرمين ليُخبِره أن شعبه من أسعد شعوب الأرض!!! وقد كذب والله ، بل نحن يا خادم الحرمين متعوسون مدعوسون مغبونون ينقُصُنا كُل شيء حتى الهواء النقي.
إذا طالبنا بعيش كريم ضربوا لنا مثلاً براوندا وزيمبابوي وإذا تحدث أحدٌنا عن الأمن ضربوا له مثلاً بالعراق وأفغانستان!!! وإذا صبرنا واحتسبنا قالوا أسعد شعوب الأرض (كفاية ضحك ترى قهرتونا).
يجب أن تُصدِر وزارة الخارجية بياناً يُكذِّب هذه الدراسة وينفي علاقتها بشعب المملكة البريء من هذه السعادة الزائفة وتلك التُهم الباطلة .
د/حسن العجمي