كان شليويح شاب على الفطرة كان مشتت الفكر يرى في التجارة ملاذه الامن من تسلط المدير ... حينما مات أبيه وخلف له ثروة تقدر ب 400,000 ريال وجد ضالته في التخلص من الوظيفة ذهب إلى مديره يطلب منه المشورة في أنسب مشروع يقوم بعمله ويتخلص من أغلال الدوام ... ذهب إلى المدير وكان في معيته حمدان جليس المدير الذي كان دائما يحمل الجوال في يده ليقرأ على المدير آخر النكت .... ترفيهاً وتبطين للمدير ويعد حمدان هذا الرجل المقرب من سعادة المدير ... دخل شليويح على المدير وقد كان يقهقه من شدة الضحك على أسفه نكته سمعها من حمدان ... إنقلبت مباشرة تجاعيد وجهه من المرحة إلى الجادة ليسأل شليويح : خير ايش عندك يا شليويح وقد كان واقفاً شليويح من هيبة المدير ومكتبه قال : انا حاب أستشيرك طول الله عمرك في موضوع قال له : استريح يا شليويح جلس شليويح واسبل يديه على الاريكة وقال : طول الله عمرك جاءت حصتي من ورث أبي رحمه الله 400,000 ريال وحقيقة انا أرغب بفتح مشروع تجاري حتى أعيش حياة كريمة لي ولمن أعول ... فهذا الزمن وكما تعلم المعاش ما عااااااااااااااش وانا محتار في أنسب المشاريع لي .... قال له : ما هي طموحك يا شليويح قال : بيت ملك لي ولعيالي بدل الاجار ... قال : اول شيء الارض صح قال : نعم صح طول الله عمرك قال : أشتري الارض وابدأ البناء قال : بس طول الله عمرك الفلوس اللي معي ما تكفي قال : خذ الارض وقدم على قرض من البنك من هنا ومن هنا ومع راتبك وربي ييسر لك الامر ... اما أنك تفك مشاريع فوالله مافيها الفائدة والعمال راح يسرقوك ويطفشوك ومشاكل مكتب العمل والبلدية خذها من قاصرها يا شليويح وخذ ارض وابدأ بلا مشاريع بلا وجع رأس خرج شليويح منتشي راقصاً من رأي المدير... قال حمدان للمدير : ليه نصحته يشتري ارض وفلوسه ما تكفي للعمار ضحك المدير بخبث وقال : تبغاه يفتح مشاريع ويصير تاجر عشان بكره يشوف نفسه علينا خليه طول عمره بالاقساط عايش ..... عشان يشتغل ويعرف قيمتنا .... اما لو فتح محلات راح يعرف قيمة نفسه ويتكبر علينا ... ومضى العمر بشليويح سكن في طرف المدينة .... بدور ارضي نصف تشطيب ..... وقد تربح منه كثير من شريطية السيارات ببيع سياراتهم عليه بالاقساط .... فلا تكن شليويح في يوم من الايام وثق أن الحياة خلقت لك لتحياها لا لتختبئ بها كالضب في جحر ملك ..... فارتقبوا إني من المرتقبين حظ موفق دمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاغ