دماغيات :
يلدغ عقرب الساعة من ينتظر الحصاد ....
المكان محاصر بالضجيج
وأصحاب المحلات التجارية يندبون حظهم من قلة ذات اليد وأن ما يصرف أكثر مما سيأتي....
الكل متذمر من موزعين الشركات التي تمتص دخلهم اليومي ....
وأنا أجلس مبتسم على فوهة رصيف التأمل....
جاء جاري صاحب محل الملابس يتولول بأنه لا يملك شيء وأن المحل يدخل عليه غلة يومية قوامها الاف الريالات ولكنها تذهب ....
أين لا يدري ....
والان الدكان ينقصه الكثير من البضائع ....
وجاء الافغاني صاحب محل المكياج وباح على رصيف التأمل لي بشكواه ومشاكله المالية مع الموزعين ....
وجاء صاحب الكافتريا ....
الكل ينعي ضعف وفقر ذات اليد ...
أين يذهب الدخل واين الخلل .....
جلسنا سوياً وجلست اناقشهم ....
الاول : أنا يذهب ريع محلي كاملا للايجار وللعمال ....
قلت له : وهل تأخذ من المحل شيء لك ....
قال : نثريات ....
قلت : النثريات أحيانا قد تفوق ميزانية الدخل يجب أن تضع لنفسك راتب مثلك مثل البقية ...
الا تستحق أن تكافئ نفسك على تعبك وسهرك ....
قال الثاني : إن ما أجنيه يذهب للمحل ...
قلت : كيف
قال : اشتري بكل الغلة للمحل بدأت ب 20000 ريال والان لدي بضاعة ب120000 ريال
قلت له : خطأ
قال : لماذا خطأ
قلت : لانك لم تكافئ نفسك ....ووضعت بيضك كله بسلة استثمارية واحدة ....
قال الثالث : أما أنا فلم استطع أن أقبض غلة يوم لتواجد مندوبي الشركات كي يستلموا قيمة ما أحضروه لي من بضاعة بالاجل أقوم بتسديدهم على دفعات ...
قلت له : خطأ يجب أن تحدد يوم لكل موزع في كل اسبوع وعندما يقترب المبلغ من الانتهاء تحدد له موعد يوم كل اسبوعين وحاول أن تبيع ما لديك ولا تغرق نفسك بديون جديدة ذات سلسلة طويلة ....والاهم ان لا تكثر من عدد الموزعين والموردين ان وجدت واحد او اثنين و لاتكثر وبعدها نوع من الاخرين........
وقفت وقفة الخطيب على المنبر يوم الجمعة وقلت :
هلموا يا جيراني وضعوا أياديكم بيدي ....
نحن الان 10 محلات متجاورة .....
صحيح
قالوا : نعم
قلت نربط أنفسنا بجمعية يومية مقدار السهم بها مائة ريال ثابت .... تودع بحساب شخص يتم انتخابه من قبلنا لادارة الجمعية ....
بمعنى يومياً 1000 ريال تكون بالحساب يستلمها شخص واحد كل عشرة ايام 10000 ريال
بمدة مائة يوم......
ويكون الدفع يومي او كل تسعة ايام مع دفع اليوم العاشر تحول الى حساب مدير الجمعية ....
وتكرر كلما انتهت المدة مائة يوم آخرى .....
يجب أن تكافؤا أنفسكم وتكافؤا من تعولون ولكن
وفق جدول ومعيار زمني ومادي لا تتجاوزوه كي لا يتحول إلى هلاك للاستثمار ....
انا خصصت المائة ريال اليومية حسب الخطط الزمنية والمكانية احيان للاستجمام مع العائلة برحلة خارج ربوع الوطن .....
واحيان لفتح نشاط جديد واحيان لعمل خيري حسب أجندة الخطط الاهم هو عدم ادخالها بالمشروع.....
أسست بحمد الله وتوفيقه لي
أول جمعية تجارية في منطقة المدينة المنورة
والان عدد المحلات المشاركة معنا بالجمعية يزيد عن اربعين محل تجاري والبعض بعدة أسهم ....
و لا يتم إدخال شخص جديد كونها الان تعتبر مكتملة بل نحتاج أن ننقص منهم .....
ولكن تم سياق الجمعية لا تسويقاً لها وانما ليتم توصيل فكرة التحكم بالتدفقات النقدية للمشروع .....
كثير هم من يملكون مشاريع تعد ذات تدفق نقدي عالي ولكن لا يتم التحكم بالتدفق النقدي ....
ويتم سحب مبالغ استهلاكية من قبل صاحب المشروع يعتبرها هو قليلة غير مدرك
أن جبال الكحل أفنتها المراود
جبال الكحل أفنتها المراود ...
أجعل لنفسك راتب شهري .....
واجعل فاتورة جوالك تدفع من حساب المحل واجعل لك ملف خاص بما تم سداده....
لا تجعل سحوباتك عشوائية إن كل شيء في هذا الكون يسير وفق نظم وأسس كذالك هي المشاريع التجارية ...
أنظر إلى الكون
قال تعالى ((الشمس والقمر بحسبان ))
أنظر إلى خلية النحل وتوزيع المهام بين النحل نفسه .....
أنظر إلى النمل ....
كل شيء بنظام ومتى ما أدخلت النظام إلى حياتك أرتحت وأرحت من يعمل معك او من تخالطه....
ومتى ما كنت عشوائي
سيأول بك الحال إلى مزبلة التاريخ والفشل ....
لا تسلم الامور بشكل عشوائي لا لنفسك او لغيرك من العمالة ....
رتب حياتك ووزع مهام عملك ....
فالناجحون يملكهم النظام ...
أجعل ميزانية ثابتة لمشروعك وأستخدم كمبيوتر ببرنامج محاسبي لنشاطك التجاري وإن لم تجد فاقل شيء دفتر تقيد به .... كل ما تم صرفه اوما تم أخذه ....
وانا وأثق أنك متى ما أدخلت النظام إلى حياتك سيكون النجاح حليفك .....
فارتقبوا إني من المرتقبين
حظ موفق
دمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاغ