يحكى أن نسر كان يسكن قمة جبل ووضع في أعلى القمة عشه وكان يذهب في الصباح الباكر للصيد ويعود قبيل الغروب ..
وفي يوم من الايام وبينما النسر في جولته المعتادة سقطت بيضته التي في العش وتدحرجت إلى الوادي لتستقر في حضيرة الدجاج ...
وجدت البيضة الرعاية من الدجاجة حتى فقست
وخرج منها نسر جميل
تربى مع صيصان وفراخ الدجاج وتعلم زقزتهم وأصبح مثلهم
وكبر النسر مع من يعتقد أنهم أخوته
حتى جاء يوم من الايام تزاحمت الفراخ على قصعة الماء وهو معهم ليرى في الماء أن شكله مختلف عنهم فهو ذو منقار حاد وعين قوسية الشكل ....
وليس له غرة حمراء مثلهم ...
بدأ النسر يضع علامات الاستفهام ....
ويكتشف الفروق فيما بينه وبين الدجاج ويكتشف قدراته
ليدرك حينها قوة جناحيه ويحاول الطيران ويطير
في الأفق حيث بيئته الصحيحة
حيث وضعه الطبيعي
بهذه القصة أبدأ لكم أحبتي
الشاب السعودي لا يعيبه أو ينقصه شيء غير أنه يعيش حياته بعقلية الوارث
نعم عقلية الوارث الذي يأمل أن أباه بلغ من العمر عتيا وسيترك له كل هذه الخيرات فلما العمل ولما التعب والجهد فهو مأمل أمل كاذب أمل يقول كان أبي وليس ها أنا ذا.....
حين تكثر في شوارعنا الداخلية المكاتب الوهمية التي تفتح لا لغرض التجارة بل لغرض الاتجار في الفيز ومن ثم بيعها على الوافدين .....
أتعلم أخي الكريم ماذا فعلت .... أخبرك
أحضرت شخص باع ما يملك ورهن بقرته ودوابه من أجل أن يحضر هذا البلد المبارك بلد تكثر به الفرصة ...
الاموال على قارعة الطريق تنتظر من يلتقطها
جاء بعد أن دفع الغالي والنفيس ليستقر بهذا البلد.....
ترى ماذا سيفعل ليسدد ما عليه من دين ....
يسرق نعم
يتاجر في المخدرات نعم
يبيع أفلام خليعة نعم
يغش تجارياً نعم
كل ما يخطر في بالك يحدث
ينفذ نظرية وحيد القرن بأن يدهس من يقف في طريقه كي يسدد ويغتني من خيرات هذه البلد ....
والنتيجة يا أنت يامن أحضرته هل تعلم أنك بإحضارك له ......جنيت على أبناء بلدك وعلى نفسك .....
ثم تأتي تولول : الاجانب أكلونا الاجانب ما خلونا نعيش الاجانب والاجانب
طيب من أحضرهم ألست أنت حين بعت وطنك بحفنة من الريالات .....
_قصة :
كان في محل ابن عمي بنقالي ضعيف مسكين مضى له في العمل في السعودية ثلاث سنوات وكنت كلما أشتريت من المحل يحمل أغراضي كي يوصلها للسيارة وكنت أعطيه ماتجود به نفسي من ريالات .....
وأمس ذهبت للمحل فافتقدته فسألت عنه أبن عمي أين عاملك البنقالي
تعرفون ماذا قال قال : في السجن مسك قبل رمضان هو ومعه مجموعة من بني جلدته في أحد الفنادق يلعبون قمار ....
نعم قمار
تخيلوا كم قبضوا معهم من نقود : يقول صادروا مايلي :
مبلغ 480000 ريال كانت على الطاولة
قلت له : ياشيخ من جد
قال : والله وأنا كفيله ورحت عشان أشوف وضعه في القضية قالوا لي :
أنه أعترف أن 198000 ريال عائدة له وأعترف زملاءه ببقية المبلغ
تخيلوا من أين أحضر هذا المبلغ ....
الا يدل على أنها بلد خيرات فقط تنتظر من يغرف ولكن يجب أن يعرف من أين يغرف وكيف يغرف و لا يكبر المغرف ليغرف..
أبناء بلدي :
والله لا ينقصنا مهارة أو دراية أو خبرة ولكن ينقصنا حب العمل
كم من شاب أثبت وجوده في شركات وكم من شاب تململ وقال : مستواي ماهو كذا أنا مستواي أفضل .....
لا نقاش فالموضوع محسوم كلنا بشر لهم أذان يسمعون بها ولنا أذان نسمع بها لهم أعين يبصرون بها ولنا أعين نبصر بها لهم أيدي يبطشون بها
ولنا أيدي نقبض بها ...
غير أن الاهداف والاتجاهات تختلف هم ينظرون إلى قمة الجبل ...
ونحن ننظر إلى ظل القمة
نعم
إلى ظل القمة كي نستريح...
إن شليويح ومن معه من صبية يجلسون على رصيف سوق الخضار والفواكه محاربون ... لا أنكر ولكن النصر حليفهم إن هم أثبتوا وجودهم و ثابروا من أجل البقاء أولا ومن أجل تحقيق الاهداف وهو الاهم ....
وسيظفر شليويح بما تمنى ولكن الصبر ثم الصبر ثم الصبر ..
فأرتقبوا إني من المرتقبين
حظ موفق
دمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاغ