اللهم صلي وسلم على أمامنا وحبيب قلوبنا محمد وعلى آلِ بيتة الطيبين الطآهرين:
إستوقفتني بعضـ المشاهد العامة بين الأشخاص وسكوتهم عن بعض الامور المهمة وعدم إبداء الرأي فيها ولو بكلمة
حق ، وتذكرت حينها قصة المعتصم الذي اطلق جل جيوشة من اجل امراءه ، قبل فترة قرأت بعض الكتب الدراسية
في مراحل الابتدائية والمتوسطة والثنوي ، وللأمانة لم أري مايغذي العقول من مواد علمية تجعل من الطالب نابغة او
عالم جليل وإنما لازالت تدور في فلك واحد ، فلم اجد فيها من القصص الممتعة التي حدثت في الماضي وفي العصر
الحديث ، فلدينا رموز مهمة لم يذكر أي منهم رموز حديثه وقديمة ومواقف عظيمة لهاؤلاء الرموز ، فلا زال عنتر
في الصداره في كتب الادب فهل انقرضت كل القصص ولم تبقي إلا قصة هذا الشخص ، المعلوم ان لدي العامة
ان التاريخ العربي مزدهر بلكثير من الرموز والاحداث والاكثرية لا يعرفونهم لسبب واحد ، ان المناهج لدينا عقيمة
لا تفيد بشي ولا ينتفع منها الانسان ، اصبح العالم من حولنا سريعا جدا في التعليم والطب والهندسة وغيرها
والناس من حولنا اصبحوا مفكرين وعباقرة ، وفي بعض البلدان المناهج تتغير كل سنة لتواكب العصر الحديث
ونحن كتبنا لم تتغير ولم يتغير أبطالها القدماء ، في الشيشان كان هناك مجاهد أسمة الخطاب مات قبل بضع سنوات
قليلة له اعمال بطولية كثيرة لم يخلد أسمة في المناهج ولم يذكر اصلا وغيره من الاسماء الكثيره وله من القصص
الكثيرة التي لم يخلدها تاريخنا ولم يذكر بعض منها ، وايضا بعض المواقف التاريخية لم تذكر وكأنها لم تحدث
لا اود الإطالة ولكني مستاء لتقدمنا البطيء في بعض المناهج ونمشي مشي السلحفاه لمواكبة العلوم الفكرية و
الشرعية ، إليكم قصة عظيمة للمعتصم واعمالة البطولة وهذه القصة ذرة من بحر القصص التي يفتخر بها اي عربي
فبإستطاعتكم المقارنة بين القصة وبين قصص عنترة التي لاتسمن ولا تغني من جوع::
*يقولون كانت المراه في أحد الاسواق وفيه رجل من الروم مار بالسوق فراء المراه وحاول أن يتحرش بها وامسك بطرف جلبابها فصرخت وامعتصماه فسمع صوتها رجال المعتصم فبلغوه فأمر بتجهيز جيش كبير والاستعداد للحرب.
وتذهب رواية أن الروم استغلوا انشغال الخليفة المعتصم في القضاء على فتنة بابك الخرمي، وجهزوا جيشا ضخماً قاده ملك الروم، بلغ أكثر من مائة ألف جندي، هاجم شمال الشام والجزيرة، ودخل مدينة زِبَطْرة التي تقع على الثغور، وكانت تخرج منها الغزوات ضد الروم، وقتل جيش الروم من بداخل حصون المدينة من الرجال، وانتقل إلى "ملطية" المجاورة فأغار عليها، وعلى كثير من الحصون، ومثّل بمن صار في يده من المسلمين، وسَمَلَ أعينهم، وقطع آذانهم وأنوفهم، وسبى من المسلمات فيما قيل أكثر من ألف امرأة.
وصلت هذه الأنباء المروعة إلى أسماع الخليفة، وحكى الهاربون الفظائع التي ارتكبها الروم فتحرك على الفور، وأمر بعمامة الغزاة فاعتم بها ونادى لساعته بالنفير والاستعداد للحرب.
وخرج المعتصم على رأس جيش كبير، وجهّزه بما لم يعدّه أحد من قبله من السلاح والمؤن وآلات الحرب والحصار، حتى وصل إلى منطقة الثغور، ودمّرت جيوشه مدينة أنقرة ثم اتجهت إلى عمورية في جمادى الأولى 223 هـ == أبريل 838م وضرب حصارا على المدينة المنيعة دام نصف عام تقريباً، ذاقت خلاله الأهوال حتى استسلمت المدينة، ودخلها المسلمون في 17 رمضان سنة 223 هـ == 13 أغسطس 838م بعد أن قُتل من أهلها ثلاثون ألفا، وغنم المسلمون غنائم عظيمة، وأمر الخليفة المعتصم بهدم أسوار المدينة المنيعة وأبوابها وكان لهذا الانتصار الكبير صداه في بلاد المسلمين، وخصّه كبار الشعراء بقصائد المدح.