عندما يكون الإحباط مبررا بأسباب بيروقراطية غير مسؤولة يصبح أشد إيلاما ويقدح في قدرة المتضررين على التحمل، وعندما يتعلق ذلك الإحباط بالوظيفة التي يطمح اليها أي خريج ولا يجدها ولو انتظر لسنوات عديدة وصبر وتحمل دون نتيجة إيجابية تمتص المرارة التي يشعر بها فإنه يتحول الى كائن سلبي يهدر طموحه وطموح الوطن فيه بعد أن تعلم وتخرج وكان ينبغي أن يكون في الموقع التنموي الذي يشارك من خلاله في بناء الوطن.
بين الحين والآخر تصلني بعض الرسائل لشكاوى من بعض أبناء المجتمع أو من خلال الزملاء وأكثرها تتعلق بالطلاب والخريجين، وهي من الشرائح التي تعتمد بشكل كبير على الدولة والجهات المعنية بإدارة شؤونها، وحين يكون هناك تقصير لا بد أن يحدث فراغ في حاجات هؤلاء ينتهي بالشكوى على نحو شكوى رفعتها عدد من الخريجات اللائي لم يجدن وظائف رغم انتظارهن لسنوات عديدة دون مبرر موضوعي لتأخر استحقاقاتهن الوظيفية، وفيها أنهن حوالى 9 آلاف خريجة أقدمُهن تخرجت مُنذُ 20 سنة، وأقل خريجة منهن لها 13 سنة، تخرجن من مؤسسة تعليمية اسمها ...الكلية المتوسطة وهي دبلوم سنتين يُدرّس بعد الثانوية وكانت تفتح أبوابها في مناطق كثيرة في المملكة.. وهنُ خريجات تربويات مجال تخصصهن تدريس المرحلة الإبتدائية. بعد سنوات طُورت السنتان لأربع سنوات لتكون بكالوريوس واُقفل تماما ملف اسمه الكلية المتوسطة، ومن حالفها الحظ تعينت والمُتبقيات هن فقط 9000 خريجة يقبعن في نفق البطالة لأكثر من 15 سنة!!!!
وقالت الشاكيات «كُنا ضحية ظُلم وزارات سابقة أسقطتنا تماماً من مسيرات التوظيف رُغم أن الكثيرات منّا يعملن الآن مديرات ومشرفات وموجهات وحتى معلمات وإداريات.. فكيف نُستبعدُ نحن الخريجات المُتبقيات تماماً من التوظيف؟؟
بينهن الأرملة والمُحتاجة والمُطلقة والمريضة، وأقسمت الشاكيات بأنهن يعرفن الكثير ممن توفين رحمهن الله وعوضهن بجنات النعيم.... بانتظار الوظيفة!!! وقالت الشاكيات «كُنا ضحية ظُلم وزارات سابقة أسقطتنا تماماً من مسيرات التوظيف رُغم أن الكثيرات منّا يعملن الآن مديرات ومشرفات وموجهات وحتى معلمات وإداريات.. فكيف نُستبعدُ نحن الخريجات المُتبقيات تماماً من التوظيف لولا أننا تنبهنا مُنذ سنوات لتهميشنا لكُنا حتى الآن لا نعرف عن مصيرنا شيئاً.. استُبعدنا من نظام جدارة، استُبعدنا من حافز هُمشنا تماماً من مكرمة أبو متعب بتوظيف جميع العاطلين والعاطلات استُبعدنا تماما من أي أوامر ملكية..خرجت باسمنا توصية من مجلس الشورى بإيجاد وظائف لنا ولا حياة لمن تنادي».
الرسالة وصلتني منذ أكثر من أسبوعين تقريبا وكنت مترددة في الكتابة عن قضية خريجات الكليات المتوسطة لأنني لا أملك معلومات كافية حول الموضوع، غير أن علمت مؤخرا بأن هناك وعوداً بحلول لاحت في الأفق بخصوص هذه القضية والتي تعتبر عامة في مناطق المملكة حيث تعاني خريجات الكليات المتوسطة من نفس الماسأة والتي أتمنى أن تجد حلولا عاجلة جدا تعوض هؤلاء الخريجات مرارة الانتظار لسنوات طويلة بلا وظيفة. وهنا اتساءل إذا كانت هذه الكليات غير قادرة على تخريج مؤهلات يستحققن التعيين في نظر المسئولين فلماذا تمت عملية افتتاحها من الأساس؟ إلقاء الوزارات المعنية بالمسؤولية على بعضها في مثل هذه القضايا هي ما جعلت طوابير البطالة تمتد وسقف الإحباط يرتفع الى حيث لا يراه المسؤولون ولو وقف هؤلاء على أبواب وزاراتهم، والوعود لم تعد تصلح مخدرا وتطمينا لإحباطات هؤلاء، فإما أن يتم ابتدار معالجات حاسمة أو يعلن المسؤولون عجزهم فيستريحون ويريحون.
مقال صريح نشكر الكاتبة بارك الله فيها