هلا وسهلا بكم من جديد في
الحلقة الرابعة من قصتي
والتي سوف أروي لكم فيها بعض القصص الطرائف والنصيحة بكيفية التعامل مع الجهات المالكة وأصحاب الأعمال كما بودي أن أطلعكم على مجموعة من الأمور الهامة والتي نادرا ما ينجح شخص ويصعد بأمان دون المرور فيها .
ألا وهي
الأول
مشكلة الفساد الإداري التي قد تصادف الشخص في بعض أعماله وشرح الطريقة المثلى التي وجدتها للتعامل معه دون صدام قد يعرضه الشخص للتعثر أوالإفلاس.
وبدون أن يتجاوب مع الفاسدين في تحقيق مطالبهم فيدخل في المحظور
أما الأمر الثاني
فهو نقاوة القروض والمديونيات التي قد يلجأ إليها صاحب العمل عند الضرورة من الربا .
حيث أن البعض يلجأ للبنوك ويتعامل معها بالطريقة الأسهل والأرخص نوعا ما وهي الطريقة التقليدية ( الربوية )
ولا يلجأ لطريقة التورق الإسلامي السليمة .
وعليه فأني أقول لكم
أولًا
فيما يخص الفساد الإداري الذي قد يواجه البعض في مسيرتهم , وأثناء تنفيذ أعمالهم
لنبحث عن أهل الفساد منهم
فقد يكونون أنا أو أخي أو ابن عمي أو قريبي أو جاري أوشخص من معارفي أو غير ذلك .
ثم لنعرف كيف نشأ هؤلاء وظهروا على السطح وأزدادوا في الفترة الأخيرة بكثرة
أقول أن ذلك بسببنا نحن التجار, وأصحاب الأعمال , وخصوصا من بعض الأجانب الذين لا يحرمون ولا يحللون في كثير من الأحيان
ولا يهمهم غير الكسب المادي .
حيث أن أكثرنا يريد أن ينهي العمل بسرعة وبمكاسب مهما كان ويتجاوز الزمن والجودة والمواصفات بأي طريقة
والثاني لأننا لا نريد تصعيد الأمور إلى الأعلى بالشكوى والتظلم خوفا من النتائج التي قد تكون عكسية وكارثية
وننسى أن لنا كمسلمين رب يقول في محكم كتابه
ومن يتق الله يجعل له مخرجا , ويرزقه من حيث لا يحتسب .
كما يغيب عنا أننا لوقمنا بأعمالنا ونفذناها بطرق سليمة وشفافة , وحسب المطلوب لن نخشى من أحد مهما كان حتى لو صعد الموضوع طالما أننا نتبع النظام الذي كفل لنا حقوقنا بموجب المخاطبات الرسمية والتحفظ على أي عوائق أو تأخير أو ظلم من قبل الجهة المالكة أو المشرفة
لأن ما يحدث من بعض أصحاب الأعمال هو التعامل الشفهي مع الجهات المشرفة أو المالكة والاعتماد على الوعود .
ونتجنب الكتابة الرسمية خوفا من تأثيرها على مستقبلنا, وهذا ما يجعل الفاسدين يضعون السكين على رقبة صاحب العمل في الإبتزاز أو التهديد بالغرامات والخصومات والتعطيل وغيرها .
مما يضطر بعض أصحاب العمل للانصياع لطلبات الفاسدين الغير شرعية مبررين الضرورة
ثم أنني يا أخوان ومن خلال تعاملي لم أجد من المسئولين الكبار من يقف خلف الفساد .
وإنما كان معظمهم من قلة يستغلون موقعهم وعدم ثقافة ومعرفة من يتعامل معهم من المقاولين أو أصحاب الأعمال بالنظام .
أو أنهم يستغلون فساد صاحب العمل نفسه ورغبته بأخذ شيء ليس من حقه بطرق ملتوية . إما من خلال التلاعب بالمواصفات أو الجودة أو تغييرفي بنود أسعارها متدنية بدون داعي .
وبمناسبة قيام الدولة في الفترة الأخيرة بشن حملة على الفساد وتضييق الخناق عليهم فهذه فرصة لأصحاب الأعمال النزيهين للتعاون مع المسئولين وتصعيد الأمر للجهات المختصة ضد من يشعرون أنهم من هذه الفئة
ومن المعلوم بأن الدولة لن تستطيع بين ليلة وضحاها , القضاء على الفساد , ولكن بوقفتنا نحن من يساعد على تحجيم هذا الفساد حتى ولو كان من قبل مسئولين كبار.
لأن هذا الفاسد لو واجه حربا من الجميع لما ضل في مكانه , وأهتز كرسيه وأنفضح على الملأ
ولكن كما قلت هناك فئة من الناس تريد الصعود بسرعة وتتجاوز كل خطوط حمراء .
وصدقوني أنني خلال مسيرتي شاهدت كثير من الناس صعدوا بسرعة لخانات عشرات الملايين بطرق غير مشروعة ولكن ما لبثوا أن عادوا للأسفل أسرع مما صعدوا
وقد يكونون دخلوا في قائمة المفلسين
فالله الله يا أخواني بالحلال فمهما قل فإن فيه بركة عظيمة وراحة نفسية وطمأنينة
ثانيا موضوع البنوك الذي ذكرت
فلا أخفيكم أنني كنت خلال أكثر من 25 سنة تقريبا أعمل شبه خادما للبنوك رغم أن ذلك ليس بطوعي ولكن بسبب الآخرين .
إلا أن أي مكاسب أحصل عليها يذهب حوالي 95% منها إما عمولات بنكية , أو غير ذلك أي أنها بدون بركة
لأني وكما تعلمون عندما تأخر صاحب مستشفى الشمال بدفع مستحقاتي كنت قد دفعت للموردين والمقاولين مستحقاتهم عن طريق اعتمادات بنكية مؤجلة على أساس أني أسدد البنك بعد صرف الشيكات
ولكن بعد تأخر الشيكات 7 سنوات سجل البنك المبالغ على حسابي وأصبح يضيف عليها فوائد وقد فاقت نصف مستحقاتي طوال 7 سنوات .
ولم تتغير حالي إلا بعد ما قررت قبل حوالي عدة سنوات أن أغلق جميع التعاملات البنكية المشبوهة وأتجه إلى نظام التورق الإسلامي , والذي والله أنه فعلًا قد غير من حالي ومالي إلى الأفضل
ولا تخافون من أي نتائج , فالله سبحانه سيكفل لك النجاح طالما اتبعت شرعه وعملت بأمانة وضمير حي ومن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه
ثم أحبب أن أروي لكم حادثتين تؤكد لكم بأن الله سبحانه وتعالى يجعل للشخص مخرجا من أي خطر إذا أخلص النية أتمنى أن نكون مخلصين
وأقسم لكم بالله أني أرويهم لكم كما حدثت معي
الأول
أخذت مشروع في ا حالة عمار عبارة عن مظلات للجمارك , وكان ذلك أيام الأزمة العراقية وخسرت فيه آن ذاك حوالي مليون ومائتي ألف ريال والمشروع كانت قيمته الكلية حوالي مليونين ونصف وهذه الخسارة تعتبر آن ذاك كبيرة
ولكن في نفس الوقت رزقني الله بمشروع مع شركة حائل بقيمة مليونين وأربع مائة ألف ريال كسبت من ورائه أكثر من مليون ومائتي ألف ريال وعوضني ربي عن الخسارة السابقة
ثم أني أخذت مشروعين لن أذكر أسمهم بوضوح حيث أن قضيتهم لا تزال منظورة في ديوان المظالم رغم أنه تم تسليمهم قبل أكثر من 11 عاما بمبلغ 30 مليون خسرت فيهم أكثر من 6 ملايين وفي نفس الوقت رزقني الله مشروع آخر قيمته حوالي 30 مليون كسبت من ورأه 6 ملايين ريال فسبحان الله .
ثم أن مشروع شركة حائل الذي كسبت من ورائه مليون ومائتين ألف كان له قصة غريبة تثبت أن ( حسن النية عاقبته حميدة ) فقد أتتني دعوة لمشروع من ضمن مجموعة من الشركات لتسوية عدد 18 دائرة زراعية بشركة حائل فتقدمت بسعري مليونين وأربع مائة ألف ريال وكان عبارة عن تسوية الدوائر ولكن بشرط تأمين عدد محدد من المعدات للتنفيذ.
وكانت خبرتي في هذا المجال قليلة , وبعد ما فتحت المظاريف كان سعري أقل العروض بفارق كبير حيث كان سعر الثاني 3,5 مليون و لقد سألني مسئول المناقصات هناك هل أنت قابل بسعرك رغم قلته فقلت له نعم وطلب مني أن أعيد الكرة وأزور الموقع , ومن ثم أحضر إليهم للتأكيد والتوقيع النهائي على عرضي وأن ألتزم بتنفيذه مهما كان .
فذهبت فعلا واستفسرت من ذلك الشخص عن بعض الأمور حيث قلت له بأن المشروع عبارة عن تسوية دوائر زراعية ومن غير الممكن أن تجعل الدائرة متساوية مثل الكف , فكيف يكون القياس فقال لي يستدل بأقرب دائرة زراعية قائمة في الموقع وأطلعت على الدوائر ووجدت أن التسوية فيهما عادية جدا , وأن المشروع قابل للتنفيذ ,
ثم سألته كذلك بأنكم حددتم 4 أشهر لإنجاز العمل وبالوقت نفسه حددتم أعداد محددة للمعدات
ألا يمكن أن تتركوا لي الحرية بالعدد فقد أزيد في نوع وأنقص في آخر وقد أعمل (شفتات) خارج دوام وما يهمكم هو الالتزام بتسليمكم العمل قبل ميعاده . فوافقوا على ذلك .
وكنت أعرف شخص في المنطقة من أصحاب المعدات لديه خبرة في هذا المجال فعرضت عليه الشراكة في هذا المشروع فوافق بالمناصفة , وأن يتم إحتساب أجور معداته مثل سعر السوق ويشرف هو على تنفيذ العمل وكتبنا العقد واتفقنا على أن يؤمن كل شخص منا مبلغ 250 ألف ريال كرصيد للصرف منه على المشروع حتى يتم صرف مستخلصاتنا من قبل الشركة
وبعد ما أتفقنا أتاني من الغد وقد تغير كلامه
فقلت له ما بك قال أني لا أستطيع تأمين سيولة في هذا الوقت
قم بتأمين السيولة أنت
فقلت له ما فيه مانع
ولكن يجب ن تكون الحسبة كما يلي .
لك 40% ولي 60% فرفض ذلك إلا مناصفة وأحسست بعد ذلك أن هذا الشخص يريد ألغاء الاتفاق بأي وسيلة وأنه خائف من المشروع
فأحضرت له العقد وقلت له إما الالتزام بما أتفقنا عليه وإلا هذا العقد أمامك صادق على إلغائه وانسحابك من المشروع .
فما كان منه إلا أن ألغاه ووقع فقلت الله يسهل أمري وأمرك
ثم قلت له فلنتفق على تأجيري المعدات فعرض علي 15000 للشيول شهري و13000 للقلاب وتانك المياه وطلبت منه تخفيض قيمة القلاب إلى 12500 ورفض فقلت أمهلك للغد فكر واتصلت عليه فقال لا أستطيع أن أخفض السعر .
بعد ذلك توجهت للرياض للبحث عن معدات ووجدت صاحب معدات معروف أخذت منه 6 بلدوزر و2 شيول كبير و3 جريدر و6 قلابات كانت أسعار القلابات 10 ساعات عمل 11000 ريال أي أقل من صاحبنا بألفين ريال للقلاب
ثم أنه كان عندي أحد الشباب السعودي من الموظفين الجيدين , والذي أصبح له شأن سوف أحكيه لكم لا حقا
والذي كان يعمل معي في مشروع الشمال وكان مسئول عن المعدات , حيث سلمته إدارة المعدات في المشروع وضاعفت مرتبه لتلك الفترة من 3500 إلى 7000 وأعطيته سيارتي الجيب الخاصة للتنقل
والله يا أخوان أني استلمت أول دفعة 625000 من الشركة ولم أصرف ريال واحد فصاحب المعدات قال لي أنت معروف ولك مني شهرين للدفع وأنجزت المشروع بشهادة إنجاز واستلمت مستحقاتي كاملة وربحت منه كما قلت لكم مليون ومئتين الف ريال بعد ما صرفت مكافأة للعاملين
وعليه كما يقال ( زين النية تزين لك ) كما يقولون.
لا أريد أن أطيل عليكم ولكن
هناك شخصان عملا معي أصبح لهم شأن أحب أن أروي لكم قصتهم
واحد منهم سعودي الذي ذكرت أعلاه والآن صاحب شركة معدات كبيرة
والثاني هندي أصبح لديه شركة كمبيوتر بالهند لها عدة فروع.
السعودي وضفته عندي كان عمره 17 سنة فقط ومعه شهادة خامس ابتدائي , وكان خامة فقط بدون خبرة حيث قسونا عليه بالزج فيه بمشروع الشمال بعيد عن أهله وسط الغربة ولكن كان تحت المراقبة والحرص , بناء على وصية والده رحمة الله عليه فتعلم على الشدة والتحمل ثم كلفناه بالمعدات بالمشروع والحركة
وبعد أستلامنا لمشروع الدوائر الزراعية التي ذكرت جعلناه المسئول عن جميع المعدات ثم مديرا للحركة حيث مكث لدي قرابة 20 عاما أجاد اللغة الأنجليزية حيث كان معظم العاملين في المعدات من الجنسية الفلبينية وأكتسب معرفة جيدة بالمعدات ثم بعد ما أنتقل عملنا للرياض أستأذن في بداية عمل خاص فيه كورشة فشجعته وفرحت له وشيء فشيء عمل في المعدات حت أصبح يملك بفضل الله أكثر من 60 معدة مختلفة الأنواع ويقوم بتنفيذ مشاريع لوحده .
الثاني هندي أسمه محبوب باشا
أحضرناه عامل نظافة وكان يقوم بتقديم القهوة والشاي بالمكتب ومرتبه لا يتجاوز 450 ريال ولنباهته كان يطلع على أعمال مندوبي الشركات الذين يقومون بتنظيف وصيانة آلة التصوير والفاكس وبرمجة التلفون
بعد ذلك طلب مني أن يقوم هو بعمل تنظيف ألة التصوير بدلًا من أن ندفع للشركة 250 ريال في كل زيارة فلم أثق بكلامه في البداية ولكن بعد ما قال أنا أتحمل المسئولية الكاملة أعطيته الفرصة حتى أجاد تلك الصنعة , ثم أصبح يقوم ببرمجة الهاتف ونقل وتركيب أجهزة الكمبيوتر وتصليح الشبكة
وحيث أنني قد أنشأت فرع للكمبيوتر تابع للشركة فقد عمل لدي هناك وقد أصبح بعد ذلك أفضل مهندس شبكات , ويتقاضى 7500 ريال مرتب وبعد ذلك طلب خروج نهائي وأنه سيعمل في بلده لحسابه وفعلًا خلال ثلاث سنوات زرته هناك وكان قد أنشأ شركة ثم فتح فروع في عدة مدن وهو لا يزال على تواصل معي حتى الآن
فأين همة شبابنا
نكتفي بهذا القدر فقد أطلت عليكم .
أما المشروع الذي ذكرت لكم والذي عانيت منه معانات كبيرة سوف أفرد له حلقة خاصة قد تكون الخامسة إن شاء الله .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
مرحبًا بكم مرة أخرى
الحلقة الخامسة
قبل البداية
أفيدكم بأني وجدت من بعض الناس إشادة وأنا والله لا أنشدها ولا أستحقها كما وجدت من البعض التهكم أو النقد بدون توضيح السبب وهذا لا يعنيني ولا يهمني .
ولكن بودي أن أقول للجميع بأن الدنيا مدرسة كبيرة البعض منا يتعلم منها لأول وهلة والبعض الآخر للمرة الثانية , والثالة وهناك من يستمر ويكرر إخفاقاته و يظل على عماه ولكن حكما عند سن الأربعين يكون غالبية الأشخاص قد نضجوا فكريا وعقليا
والله سبحانه وتعالى قال في محكم كتابه ( فلما بلغ أشده وبلغ أربعين سنة ) ومن حكمة الله سبحانه آنه غالبآ ما يبعث الأنبياء فوق سن الأربعين .
لذلك , فأنا هنا أعلم آن لوحة مفاتيح الكتابة في جهاز الحاسب متاحة للصغير والكبير والمثقف والجاهل والمحترم وغير المحترم وعليه فلن أرد على كل شخص بعينه ولكني بالنهاية بحول الله سأحاول آن أجيب على الأسئلة المنطقية والصادقة عله يستفيد منها مجموعة من الشباب الجادين والحريصين على النجاح .
طبعا كما قلت لكم فإن الحياة بوجه عام والتجارة بوجه خاص تمر بتقلبات شديدة وأمواج عاتية والأنسان الحكيم والناجح هو من يحاول أن يتأقلم مع المتغيرات , وظروفه الراهنة فلا يجري عكس التيار فيفشل وفي نفس الوقت لا يفلت يديه ويستسلم ومن ثم يجرفه التيار , وعليه أن يتحمل التقلبات والظروف مثل شح السيولة في بعض الأحيان ومثل المشاكل والأزمات المختلفة التي تواجهه الناس في الحياة بالعزيمة والإصرار والثقة بالله سبحانه
لأن بعض الناس عندما تواجهه مشكلة ما يهرب منها أو يسافر أو يختفي عن الأنظار والبعض يغلق هاتفه أو يطلب من المقربين إليه الإفادة بعدم وجوده
وهذا يا أخواني والله أساس المشكلة وفشل الكثيرين
فلماذا لا تواجه المشكلة بشجاعة , فإذا كان صاحب حق يطالب بحقه تحدث معه بصراحة واشرح له الظروف بصدق بدل من التهرب .
ومعظم الناس عندما تكون صادق معه يلتمس لك العذر ويصبر عليك مهما كان , ولكن عندما يكتشف كذبك عليه أو تهربك منه فأنه لا يسامحك وقد يدعي عليك ويشوه سمعتك على الملا , والتي هي جزء من رأس مالك لأن السمعة الطيبة تعتبر رصيد آخر بجانب رصيدك المادي .
والله يا أخواني أنه ليس فخرآ ولكن حقيقة فجوالي مفتوح دوما ورقمي مع كل الناس وحتى العمالة تعرفه والموردين والعملاء ومقاولي الباطن الذين نتعامل معهم شركتي وأني أرد على المكالمات دون ما أعرف من المتصل
وقليل ما تأتيني إتصالات , لأن الناس إذا أعطيتهم حقوقهم وتعاملت معهم بشفافية ووضعت نظام ومرجعية للعمالة , فلن يلجؤوا إليك بل سيتواصلون مع المختصين لديك وبهذا تضل دون إزعاج .
كذلك بخصوص السمعة من المعلوم بأن صاحب العمل في بعض الأحيان يواجه شح بالسيولة . وعندما تكون سمعته بالسوق جيدة وموثوق تجد عمله لا يتعطل ويستطيع شراء أي شيء على الحساب لثقة الناس فيه
والحمد لله والله أن مناديبي يحضرون مشترايات بمئات الآلاف على الحساب , رغم أن المورد لم يراني في حياته ولكنه يعرف سمعة شركتي
وهذا الكلام والله أنه ليس دعاية لي ولكن ليعرف الناس أن ( الناس بالناس والكل بالله ) كما يقولون
أما مشاكل العمل والمعاناة فهناك من يستمتع بحل المشاكل ويعتبرها جزء من الإبداع في العمل ووسيلة لتعلم واكتساب المزيد من الخبرة
وهناك من يعتبرها عوائق وتعقيدات ومشاكل تواجهه وتحول دون نجاحه , ويصبح يشتكي هنا ويشتكي هناك , ويبدأ بالتضجر من الأنظمة ومن القوانين ويمني نفسه بلو أن ولو كان .
ونغفل عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم حتى ولو كان ذلك يخص عمل الآخرة ( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني )
لذلك فمتابعة العمل من صاحبه بدقة ساعة بساعة ولحظة بلحظة والحرص عليه وعدم الاعتماد على الغير, هو السبيل الأمثل للنجاح ( فما حك جلدك مثل ظفرك ) كما يقال
ثم يا أخواني العمل والعاطفة لا يجتمعان.
ومعنى ذلك , ليس آن تكون قاسيآ أوظالما , ولكن يجب آن تكون حريصآ على حفظ حقوقك في التعامل بعقود وأوراق رسمية تثبت حقك عند الظرورة وحتى لا تترك سبيل للمتلاعبين بأستغلالك كما يقول اخواننا المصريون ( حرص من صاحبك وما تخونه )
نرجع بكم للمشروع او المشروعين المتشابهين والذين لولا لطف الله سبحانه لكنت في عالم الإفلاس بسببهما
ولكن الله سبحانه وتعالى سخر لي من عنده في النهاية وفي فترة حرجة جدا بعد ما ضحيت بجزء كبير من نشاطي بالكمبيوتر وأغلقت ستة معارض في مختلف مدن المملكة , بسبب شح السيولة , بعدما حسمت الجهة علي مبالغ تزيد عن خمسة ملايين ونصف غرامة أشراف وتأخير وحسميات مختلفة , إضافة إلى عدم صرف مستحقات تزيد عن 6 ملايين لأعمال أرغمت على القيام بها ولم تحسب لي وذلك بأ ساق الله لي اشخاص وقفوا مع الحق وأنا والله لم أكن أعرف عنهم شيء قبل ذلك لا أسمائهم ولا قبيلتهم ولا موطنهم وكانوا السبب بعد الله في خروجي من عنق الزجاجة .وقصة هذا المشروع أختصار .
تقدمت لمناقصة مشروعين متماثلين في منطقة الرياض , لدى إحدى الجهات الشهيرة والتي يرأسها إنسان فاضل , ولكن كما قلت سابقا للأسف فالنظام والبيروقراطية لدينا في بعض الأحيان تحجب الحقيقة عن المسئولين الكبار وتعطلها .
وبعد فتح المظاريف للمشروع الأول كان عرضي هو الأنسب بمبلغ يقارب 26 مليون ريال ثم بعد أسبوع تم فتح مظروف المشروع الثاني فكان عرض الثاني ولكن المتقدم الأول غير مصنف
و مستنداته ناقصة , فتم إبلاغي بأن العمليتين سوف يتم ترسيهما علي حسب النظام , ولكن تمت إفادتي بأن الاعتمادات المتوفرة للعمليتين في الوقت الحالي بحدود 15 مليون لكل مشروع , وإذا قبلت بالترسية سوف يتم تأجيل مبلغ 11 مليون لكل عملية حتى الميزانية القادمة ومن ثم يتم التعميد بها مع السنة الجديدة بعد 3 أشهر .
و كان من يكلمني بذلك مدير إدارة كبير في تلك الجهة ولم ألمس منه إلا الصدق , عند ما قال لي لو طلب الأستشاري منك التوقيع بقلمك قله آسف
ثم قال لي بأني وجدت القيام للوتر قبل الفجر بساعة أفضل من صلاتها قبل النوم فقلت في نفسي طالما أن هذا هو طبعه فلا خوف علي طالما أنني سوف أعمل معهم بأمانة ,
ولم أكن أعلم بأن القدر يخبي لي كل ما حصل والحمد لله على كل حال فقد يكون الله سبحانه ساق لي هذا لحكمة لا أعلمها .
و قبل أن أسترسل في شرح القصة فلا تذهبوا بتفكيركم بعيدا فأنا حتى الآن لا أعلم سبب لما قام فيه هذا المسئول .
وهل ما فعله حسد أم غير ذلك فالله سبحانه العالم بالنيات
ولكن الله سبحانه يمهل ولا يهمل فقد أنتهت خدمته قسرا , ولم يمدد له رغم حساسية موقعه وقوة علاقته بالمسئولين , وذلك بسبب مشكلة تافهة كما روى لي بعض الناس وهي عبارة عن فاتورة بنزين بمبلغ حوالي 30 ريال
سامحوني يا أخواني لو خرجت عن النص فأنا لم أبكي بحياتي من القهر كما حصل لي مع هذا الشخص سامحه الله وحلله مهما كان
كما قلت لكم في البداية وافقت على التأجيل وقمت باستخراج الضمانات ثم وقعت العقد واستلمت المواقع , وتم تعميد الإستشاري للأشراف .
بعد ما بدأنا في العمل واجهتنا بعض المشاكل العادية وقد كان فيه تعاون ودفع للعمل في البداية ولكن بعد فترة تغيرت المعاملة من قبل الشخص الذي ذكرت 180 درجة , كان الإستشاري عبارة عن مجموعة مهندسين مصريين تابعين لأحد المكاتب الصغيرة ويحركهم صاحبنا بالريموت كنترول فليس لهم أي صلاحية إلا بأشارة منه
و لا يخفى على أصحاب الأعمال بأن عمل الأستشاري يمكن أن يساعد على دفع العمل وإنجازه , ويمكن أن يعيق العمل بالروتين كما هو
( روح القانون ونصه ) في كرة القدم
فكانت جميع الاعتمادات التي نقدمها للإستشاري سواء للمواد أو غير ذلك يتأخر شهور في توقيعها لأنه يقوم بعرضها على هذا المسئول فإن قبل فيها : طلب منا تقديم الطلب من جديد حتى لا يتضح تأخر تاريخ الاعتماد ويسلمها لنا بدون تاريخ تسليم سواء أعتمادات أو مخططات مما يؤكد لنا سوء النية , ثم أصبح يطالبنا بتقديم مواصفات أوربية عالية الكلفة ويطلب تقديم شركات عالمية بأضعاف سعر السوق العادي ورغم ذلك كنا نحاول تجنب الصدام معه ونتحمل زيادة المواصفات عن العقد في العديد من الأحيان
ولكن بعد ما أتى دور الأعمال المؤجلة أصبح يتحايل على النظام ويطلب تنفيذ معظمها على حسابنا بدون تعويض , متحججا بأصول الصناعة أو حسب ما يراه المهندس المشرف أو يتحجج بأي تفسير يجده في المواصفات التي دائما تكون عامة ويقول لنا بأن هذا محمل وذاك محمل حتى أرغمنا على أنجاز العديد منها , و كانت أي خطابات تذمر أو شكوى من قبلنا تجابه بزيادة الضغط علينا وتعطيل مستخلصاتنا وما شابه ذلك حتى تمكنوا من إلزامنا في تنفيذ معظم البنود المؤجلة على حسابنا رغم وجودمعظمها بوضوح ضمن الأعمال المؤجلة كما قمنا بعمل محاضر اتفاقيات مع الاستشاري والمالك على بعض الأعمال ولكن الاستشاري والجهة المالكة لا يلتزمون بحساب ما تم تدوينه لنا.
بعد آن نقوم نحن بتنفيذ ألتزامنا.
و بعد ما ضاقت بنا السبل من الإستشاري ومن طلباته المجحفة قمنا بكتابة خطاب رسمي جريء موضحين فيه بالدلائل والصور وشارحين معاناتنا للوكيل
ولكن كما تعلمون في معظم الدوائر ترجع الأمور إلى نفس الشخص المسئول للرد ليكون هو الخصم والحكم , في نفس الوقت , ثم تم تحويل المعاملة للإستشاري والذي لم يألو جهدا برده في الطعن في مؤسستنا وفي أعمالنا وموظفينا , ولم يكن لنا أي مخرج , وأصبح المشروع مهدد بالتوقف حيث قاموا , بتعطيل مستخلصاتنا بعد ما اعتمدوها وخفضوا أكثر من نصف قيمتها للضغط علينا
كما ألزمونا , بتقديم خطاب اعتذار عن شكوانا كشرط , حتى يقوموا بصرف مستحقاتنا , كما قاموا برفض كمية خرسانة مسلحة تقارب 120 مكعب بقيمة حوالي 20000 ريال وتم رميها في المقالب العمومية .
ولكن رغم ذلك , كان الأمل والثقة بالله يحدونا ويمدنا بالصبر حتى خرجت لجنة كونت من قبل تلك الجهة للنظر في بعض المشاكل وكان فيها شخص فاضل جزاه الله عنا خير الجزاء قال لي بالحرف الواحد حاول إنجاز مشاريعك بأي حال من الأحوال حتى لو اضطررت لبيع ثيابك لأن التوقف والتعثر سينهيك مهما كان موقفك وقد يستغل ضعفك
وعليه فقد أتبعت نصيحته وعملنا برنامج معدل للتنفيذ تم اعتماده مع إضافة مدة نتيجة لبعض الأعمال المستجدة وأخذت بعض القروض وضحيت بمعاضي التي ذكرت .
كما حاولت الأستفادة من سيولة بعض المشاريع الآخرى , لإنجاز العمل وبعد انتهاء العمل بحمد الله طلبنا استلامه من الجهة فطلبت منا أن نقوم بالتوقيع على محضر مخالصة يلغي جميع مستحقاتنا التي نطالب فيها زيادة عن العقد , حتى يتم استلام العمل , ورفع المستخلصات الختامية
فرفضنا الابتزاز, وهددونا بفرض غرامة تأخير وأشراف قرابة 4,5 مليون ريال مع حسومات مختلفة
وأصرينا على موقفنا
فقام هذا المسئول بتكوين لجنة من 10 مهندسين من يرأسها شخص تابع له وأعطاها انتداب وتفرغ لمدة 40 يوما ثم تمديدها إلى 70 يوما تصوروا مدة أستلام 70 يوم , وخرجوا بملاحظات تفوق المئتين والخمسين ملاحظة 95% منها غير حقيقية
وحاولنا معالجة الأمر قدر المستطاع بدون فائدة فقاموا بحسم غرامة تأخير وإشراف وحسومات على معظم الأعمال بدون وجه حق متعللين بسوء المصنعية ونقص بالمواصفات , كما يقولون ورفعوا المستخلص بدون أي موافقه من قبلنا
بعد ذلك تقدمنا بتظلم إلى المسئول الكبير في تلك الجهة وطلبنا منه تحويل الموضوع إلى جهة محايدة للفصل في الأمر وتم تحويله فعلا إلى جهة معروفة مستقلة في قراراتها ولكنها تتبع بالعموم لتلك المسئول وقامت بدراسة المعاملة أكثر من عام لأنها شائكة وخلصت إلى تقرير كبير أشادوا فيه بمستوى الجودة في تلك المشاريع مرفقين ضمن تقريرهم , صورا فوتوغرافية لتلك الأعمال تبين جودتها و تفند الملاحظات والخصومات التي دونتها اللجنة مع المطالبة بإنصاف المقاول والنظر في موضوع إعفائه من غرامة التأخير والإشراف لأن أسباب التأخير راجعة للجهة المالكة .
بعده ثارت ثائرة هذا المسئول وقام مرغما بالكتابة لوزارة المالية للأستفسار منها عله يجد في ردها ما ينفي هذا الطلب والتي أتى رأيها مؤيدا للتقرير وطلبا من تلك الجهة تكوين لجنة بت وترسية لدراسة مطالبات المقاول ووضع غرامة التأخير وفعلا ثم تكوين لجنة بقرار من أكبر مسئول في تلك الجهة وقامت اللجنة بالتقصي وجمع المستندات من الاستشاري والمقاول والجهة المالكة وكان من ضمنها رجل فاضل تحمل الضغوط والأذى في سبيل إحقاق الحق أرجو من الله آن يسعده دنيا وآخرة .
ورغم وجود أعضاء في اللجنة من تلك الإدارة إلا أنها انهت المطالبة الأولى والخاصة في الأعفاء من غرامة التأخير والأشراف بناء على راي الأغلبية في اللجنة , وتم رفع القرار للمسئول الكبير وبعد أعتماده رفع للمالية وتم والحمد لله الإعفاء من الغرامة واسترداد قرابة 4,5 مليون ريال مما خفف علينا جزء من العبء وأخرجنا بفضل الله من عنق الزجاجة رغم ما تكبدناه من خسائر خلال تلك الفترة .
ثم قامت نفس اللجنة بدراسة الجزء الثاني من المعاملة وهو مطالبات المقاول , وخلصت إلى أستحقاقنا لقرابة 8,5 مليون ريال وتم توقيعها من قبل أعضاء اللجنة با الأغلبية أسوة في الأولى ورفعت للمسئول الكبير للتوقيع النهائي
ولكن المسئول السابق الذي ذكرت غاضه ما حصل فأوحى إلى أحد المسئولين تحت هذا المسئول الكبير بوجوب عرض المعاملة على لجنة أخرى لإقرارها وللأسف عطلت المعاملة قرابة 3 سنوات حتى تم تشكيل لجنة مخصوصة معظم أعضائها من تلك القسم ورآت بأغلبيتها عدم إستحقاقنا لأي مبالغ عدا الممثل المالي الذي أقر بأستحقاقنا ولكنه صوت وحيد لا يؤثر .
وكنا خلال تلك المدة نتقدم للمسئول الكبير بالشكوى ورغم حرصه في المتابعة إلا آن من طلوا المعاملة يفيدونه بأن المعاملة تحت الدراسة والعرض
وعندما يئسنا قمنا بالتقدم بالشكوى لديوان المظالم وكان ذلك منذ أكثر من 4 سنوات وأملنا بالله خير في الحصول على حقنا لأنه لا يضيع حق خلفه مطالب , وكان الله أكرمنا بمشاريع أخرى عوضتنا من تلك الخسائر فلله الحمد والمنة .
نكتفي بهذا حتى الحلقة السادسة إن شاء الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ