^^^^^
الله يسلمك
أب و ابنه
كان الأب شديد القسوة مع ابنه ... إذا رأى أي خطأ صدر منه فإنه يوبخه بكلام قاسي و يصرخ عليه حتى تنزل دموعه
و إذا كانت درجاته متدنية في المدرسة فإنه يضربه و يعاقبه بكل شده و قسوة ...
ولا يرتاح ابنه الصغير هذا إلا إذا خرج أباه من البيت
هذا الأب بنى هذا البيت الذي يعيشون فيه الآن بعد عمر طويل ما يقارب الـ 30 عاماً حيث أقترض من البنك و جمع الأموال من هنا و هناك و عمل و اجتهد و في خلال هذه المدة الطويلة استطاع أن يبني هذا البيت الجميل
بعد أن عاشوا في شقة قصمت ظهره في كل شهر في خلال الـ 30 عاماً التي مضت ... ها هم الآن يسكنون هذا البيت الكبير و الجميل و المريح و الحمدلله
في ذات يوم خرج الأب بعد صلاة العصر إلى أشغاله ... و كان في البيت مستودع فيه أغراض البيت و من ضمنها أقمشة و أرواق و أثاث زائد و قديم ..... إلخ .. إلخ
ذهب هذا الطفل الصغير إلى هذا المستودع و كان في جيبه الصغير علبة كبريت و أحب أن يشعل ورقة صغيرة ثم يطفئها و لكن للأسف حصل ما لم يتوقعه الطفل الصغير
حيث أنه أشعل الورقة الصغيرة فخاف و سقطت على الأرض و لم يستطع إطفائها لأنه أحس برعب و خوف شديدين ...و بينما النار تزداد و بدأت في الإشتعال و الأمتداد أكثر و أكثر
دخل الأب البيت و سمع الإبن أباه يناديه ... و لكن الصغير خاف من أن يعلم أباه عن هذا الحريق فصمت و بقي في مكانه حتى لا يراه أباه و يوبخه
فقلب الطفل الصغير هذا قد تجرع الخوف من أبيه و لم يستطع أن يفعل شيء ... فاستنشق الطفل الدخان الناتج من الحريق فسقط عل الأرض مغشياً عليه فالتهمته النيران و مات
و لما خرجت ألسنة النار من هذا المستودع المشتعل حينها قام الأب و اتصل على الدفاع المدني و هو مذهول و مرتبك و قلق على ابنه الصغير الذي لم يجده و خشي أن يكون في هذا المستودع
و بالفعل و بعد إنطفاء الحريق و جدوا جثة طفله الصغير و لكن بعد فوات الأوان
و بعد عدة ساعات و بعد الآهات و الصراخ و البكاء من أفراد العائلة اتجهت الأنظار إلى الأب
فعرف خطأءه الذي أحرق بيته و أفقده فلذت كبده بيديه