دموع تحتكر الملح
الاهداء
الى كل من يحمل .. الامانة
او
كــــــــــــان يحملها يوما .. مــــا
دثّرتُ قَلْبَ الحَرفِ
لَمّا حَطَّ بالقِرطَاسِ مُرتَجِفاً دَمَوْعَا
وطَويْتُ بُرْدَ السَطرِ فَوْقَ يَرَاعَةٍ
بَلِيَتْ..
فصَارَ أنيْنُها مَسمُوْعَا
دَثّرتُه, وتَمائِمٌ من لوعَةٍ في جِيْدِه
عَنهَا يُردِّدُ تَمْتَماتْ
"لا تَنْسَني"
"لا تَنْسَني"
مَا زَالَ يَصرخُ كي يُذكِّرَها بها أبداً ..
فَيصفعُه السُكاتْ
هو "وَحْيُ" بَيْنٍ قَد تَنزّلَ حَامِلاً بيَسارِه مَكتُوبَها
ويَضُمُّ فِي نَبراتِه تَوْدِيعَا
.
.
يَا زَاجِلَ الأحزانِ رِفْقاً بالفؤادْ
أوَلستَ مَن حَملت جناحاكَ المحبّةَ..
فانتَشيْنَا بالمَحبّةْ..؟!
أوَلستَ مَن طَبَّبْتَ بِالأفرَاحِ قَلْباً يَابِسَاً
لِتَرِقَّ شَتْلاتُ الهَناءِ وتَغتَدِي خَضراءَ رَطْبَةْ..؟!
ثَمَرُ الهَوَى مِنها تَدلَّى
فاقتَطَفنَا بَعضَه نَقتَاتُه زَادَاً يُعوِّضُ أَمسَنا الرَيَّانَ جُوعَا
وحَمَلتَ نَبضَ قُلوبِنَا فَرَحاً عَلى دَرْبِ الوِدَادْ
شَفَةً يَخُطُّ سَناؤُهَا فِي الأُفقِ أَقوَاسَ ابْتِسَامٍ
تَنْجَلِي بِشروقِها لُجَجُ البِعَادْ
واليَوْمَ سَالَ نَدَاكَ مِنْ عَيْنِي دُمُوْعَاً
واليَومَ يَكْسُونِي رَسوْلُكَ شَرَّ أَثوَابِ الحِدَادْ
"تَلوِيْحُ كَفِّكَ" نَفْخُ رُوْحٍ فِيْ لَهِيْبٍ
كانَ فِي قَلْبِي جَمَادْ
.
.
يَا "وَحْيُ" كَيْفَ تُقلَّبُ الدُنيَا ويَنْقلِبُ الأَمِيْنُ إِلى خَؤَوْنْ
هَا أَنْتَ مَا أَدَّيْتَ فِيَّ أَمَانَتَكْ
ومَضيْتَ تَجْتَرِحُ الخَطَايَا كَيْ تُتِمَّ جِنَايَتَكْ
كَمْ أَثْقَلتْ جَذعِيْ وَصَايَاً كُنتَ تَسكُبُها بِسَمعِيَ
جُلُّهَا.. "لا تَنْسَنِي"
وحَفظْتُهَا أَزَلاً يَفُتُّ سَوَاعِدَ الأَزْمَانِ..
يُوْهِنُهَا
ولَيْسَ بِوَاهِنِ
صَبْرِي.. انتِظَاري..
لَهفَتِي..
شَوْقِي.. احتِضَارِي..
نَزْفُ دَمْعِي الدَّاكِنِ
هِيَ كُلُّهَا أَعْرَاضُ حِفْظِيَ للوَصِيَّةِ بِالوَفاءِ المُذْعِنِ..
.
.
فَارْجِعْ لَها يَا "وَحْيُ" أَخْبِرهَا بِأَنيَ مَا نَسِيْتُ ولنْ أَخُوْنْ
أَنّي عَلى عَهْدِ المَحَبَّةِ لَو دَلفْتُ بِهَا إِلَى جَوْفِ المَنَوْنْ
ارْجِعْ وسَائِلْهَا بِصَوْتِيَ..
أَيْنَ حِفْظُكِ..؟!
أَمْ سَلَوْتِ وَصِيَّةَ الـ "لا تَنْسَنِي" ..
وسَلَوْتِنيْ..!
ارجِعْ ,,
فتَرْجِعُ لِيْ وقَدْ أَشْرَعتَ نَافِذةَ الأَمَانِ
-مُرَاوِغَاً-
وأَتَيْتَ بَابِيَ مُشْهِرَاً سَيْفَ النَوَى..
وقَتَلْتَنِي..!!
للشاعر / شراع