إلى أمي ... وقد طال الغياب
عيسى عدوي العامري
وددت لـو ان الكـون يُـطـوى ويَنثـنـي
فأجْعـلـه تـاجـاً مـــن الـــوردِ يُـلـبَـسُ
لأصنـعَ مـن عـطـر البنفـسـج غيـمـةً
تُقـيـمُ عـلـى ذاك الجبـيـنِ وتَـحـرسُ
واوقفُ قلبـي فـي ذرى الغيـم نجمـةً
على خطـوِ هبـات النسيـم تَجسـس
والـقـي عـلـى خــدِ النـجـوم غـلالـةً
لعل بحورَ الشوق في الصدر تُحبـس
وأرقـب وقــت الـمـدِّ جــذلانَ علَّـنـي
أفــوز بلـثـم الـخـد إن فــاحِ َ نـرجـس
وأرنـــو إذا قَـبـلـت طــــرفَ جبـيـنـهـا
إلـى موضـع الأقــدام أدنــو فأجـلـس
لـعـل فــؤادي يـرتـوي مــن حنـانـهـا
فقـد كنـت مـن ذاك الـشـذا أتنـفـس
وأغفـو علـى شـال الحريـر مسامحـا
بحق خزيـن الشـوق إن غارسنـدس
جعلت مصاريع الهوى فـوق مهجتـي
نـوافــذ وعـــدٍ ..خـلـفـهـا أتَـمـتــرسُ
لعل خيوط الشمس تسري بمهجتي
وبَردُ فؤادي في لظى الوجـد يُغمـسُ
فـمـا عــدت أرجــوأن ابـــوح بـصـبـوة
ومــا عــاد قلـبـي باللـواعـج يـنـبـس
فكـل هـوى فـي الكـون لا بـد راحـل
ووهج هواها مـن ذرى الخُلـد يقبـس