أخت أمل، قالوا لي في عباية إسمها كتف رأس، هي في الأصل عباية كتف ووضع فوقها قطعة أخرى من القماش توحي إنها عباية رأس، وهالشيء ضايقني إننا نلجأ للتضليل في أمر ليس محرم في الأصل.
أعرف داعية معرفة شخصية، كانت تنظر لمن تلبس عباية الكتف إنها (فاسقة) وأعتذر عن اللفظ، مثلها في ذلك مثل كثير من الداعيات.
وفي إحدى مرات ركوبها للدرج الكهربائي علقت عبايتها بالدرج وسقطت سقطة شنيعة تضررت منها بجروح وكسور، بعدها صارت تلبس عباءة الكتف بتردد خشية أن يلمزها أحد، حتى ظهر في سوق العباءات إختراع الكتف رأس فلبستها دون تردد، لأنها توحي للناظر من بعيد أنها عباءة رأس.
أعضاء هيئة كبار العلماء، مثل الشيخ المطلق والشيخ المنيع، أباحوا لبس عباءة الكتف، مع تأكيد إن شروط الحجاب أن يكون محتشم وفضفاض.
وعلى طاري الفضاض، كنت في محل العبايات، ودخلت وحدة عباءتها على رأسها وطلبت من العامل في المحل أن يفصل لها عباية رأس مع كم ضيق جدا عند ساعدها، إستغرب العامل طلبها وقالها هذه صعبة تلبسينها، قالت ماعليك سوها ضيقة مرة، وخرجت.
العامل العربي قام يصفق كف بكف، ويتحلطم:أضيق من هيك، ما صارت عباية.
وللأمانة لا كتف ولا رأس أمام البهرجة الكبيرة في العبايات، أمس في الراشد مول، مرت أمامي وحدة مدري هي لابسة عباية ولا فستان سهرة، ماكان لونها أسود، كانت أقرب للرمادي أو النحاسي، قماش لامع جدا مع فصوص كرستال وشرائط دانتيل.
أخرى لا بسة عباءة رأس وتاركتها مفتوحة على الآخر مع تمايل في المشية، والعيون تتلاقط هنا وهناك لاخجل ولا حياء.
أخرى لابسة عباة رأس مسكرة لكنها طويلة جدا سحبت معها كل قذارات الطريق، تاركتها شهر ما غسلتها ويمكن أكثر، حسب الريحة المنتنة الفايحة من عبايتها إذا قربت منك، مع صوت صاخب جدا في المكان.
القضية هي الإحتشام والإحترام والحياء، أمي تلبس عباءة رأس لكنها والحمدلله محتشمة، لها هيبتها في المكان، وبنات العايلة يلبسون كتف لكن لو إنها تعدت حدود الإحتشام لوقفت الأمهات دونها.
يعجبني في السعودية إنها دون دول العالم تفرض على أي إمرأة تزورها، لبس العباءة، لأن الإحتشام من سمات هوية المجتمع المسلم.
وإذا لم يجتمع إحتشام وعباءة فسيكون الحال مثل هذا الفيديو، ربي عافهم ولا تبلانا..