قرية ٌ وديعة بأهلها , قل من تجد من لا يملك قوت يومه , فتح الله عليهم من بركات السماء و الأرض , قوافلهم تغدو و تروح محملةٌ بأثمان , يتزعمهم كبير القوم الذي تنوء العصبة أن تُحصي أملاكه , من المفارقات العجيبة أن أرواح سُكان هذه القرية ترفرف تواضعاً جما , حتى بدو من أندر النوادر في هذا الزمن , وفد عليهم رجلاً أشعث الحال , أغبر الأمال , يهذي كهذيان الأخرق , يجر خطاه مثقلاً بنهاية مجهولة , أرتمى على جذع النخله طريحاً من الضنك , مطرقاً برأسه بين كتفيه ممنياً نفسه لعل القادم أجمل , حتى أرتجت الأرض صخباً و ضجيجا على إثر قدوم القوافل .
قام مسرعاً نحو الوجهة المقصودة , متشبثاً في أمل قد يبدو حقيقة في يوم من الأيام .
إذ بكبير القوم قادم مع الجحافل كالطاؤوس مزهواً بعرش الألوان الذي يحمله , يتفقد المؤونة مع حاشيته , وهو في خضم التقصي إذ يجد من يقف أمامه و بريق عينيه تلمعان بالصدق , تخطى الجموع لمحادثة الغريب .
فلم يُفلح في إستجوابه فالغريب ماهو إلا أبكم لا يُحسن الكلام , رق لكبيرهم حال الرجل فأكرمه في بيته و أغدق عليه مما أعطاه الله و أشار عليه أن يُشغله راعياً للأغنام مع الرعاة و أمتهن عملاً يدر عليه وافر المال , في يوماً من الأيام و حان جني المال مقابل صنيعه في الرعي ,أعطاه رب المال كيساً وفيراً من المال زيادة ٌ على حقه لصدقه و حسن عمله , فرح أيما فرح الراعي الأبكم , أخذ مكاناً من بقعة كبيرة ليحصي ما جناه من مال , درهم درهمان ثلاث دراهم ..... , الجو أخذ بالتقلب سريعاً ولم يدرك أنه أتخذ من مجلسه قبراً له !
متوسطاً الوادي العرمرم و قد أنهمك في عد ثروته و لم يعي أنه مفارقاً له , العنان قد اجتمع و و ميض الضوء قد لاح بإنهمار المطر , أسرع في جمع الدريهمات إلى الكيس و القدر أسرع إليه في إختطافه لعداد الموتى من فيضان هائج , قضى على كُل ما يلقيه ..

أتمنى ماأطلت و العذر و السموحه لو أطلت