بعد عناء أنهيتُ كل ما يطلبه مني المسؤول في عملي المضني , طمعت أن أكافئ نفسي على صنيعي وها قد شارفت العطلة السنوية , تلوح بأعلامها في الأفق مؤذنةً بالإنقطاع عن الضوضاء , أقتنصت الفرصة لتقديم طلبي في أخذ إجازة تُعيد إلي حيويتي المهدرة , فالبحر يغويني بنسيمه , و رمال الشاطئ تحوطني مع كل جهه , كسوار المعصم حين يحوط كف الغيد , أستندت على صخرة مكسوة بالطحالب الخضراء , أطلقت بصري -دون قيود - نحو صخب الحياة البحرية , مستمتعةٌ بمشاكسة القواقع اللامعة , تارةٌ أجعلها صماء دون حراك , و تارة ٌ أُثير الشغب , جُذبت من حياة الركود إلى معمعة بشرية أقضت مضجعي من ملاعبة القواقع , طفل يرنو و يشجو مع الموج , يعزف ألحاناً رقيقة ٌ كالدُلفين , ألتقطت ُ قوقعةٌ فاتنه و ذلفتُ إليه لنبني سوياً قصر حورية البحر , أهديتُ إليه إبتسامة كبسمة شروق الشمس لركاماً من السُحب , قدمت له تلك القوقعة و شرعنا في بناء ذاكم القصر المُذّهب من رمال الشاطئ الذهبية , قدمت نحوي أم الطفل , نهضت واقفة للترحيب بها , ألقت بيداها نحوي مصافحة , أنها تدعوني إلى حفلة الشواء في الخيمة القريبة من شجرة جوز الهند , سعدت كثيراً حينما كُنت معهم فقد عادت بي إلى الوراء عندما كُنت صغيرة و لم تطوقني بعد شباك الحياة كما هو حالي الآن .