اتخذت «زلة لسان» ارتكبها الفنان السعودي محمد عبده في برنامج تلفزيوني، حين وصف الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأنه «سعودي»، منحى جديداً، على رغم مبادرته بالظهور على شاشة قناة «العربية» ليعتذر عن هفوته لملايين من المشاهدين.
لكن الرئيس العام للرابطة العلمية العالمية للأنساب الهاشمية الشريف محمد بن علي الحسني رفض «الاعتذار» بذلك الشكل، مطالباً «فنان العرب» بـ «كفارة» عما سماه «سقطته» بإنشاد قصيدة «البُردة» من دون مرافقة المزهر والآلات الموسيقية.
غير أن عالمين أكدا عدم وجود «كفارة» من هذا القبيل في الشريعة بحسب صحيفة الحياة وأن «سقطات» اللسان لا تندرج تحت باب ما يوجب الكفارة. ولا تزال ردود الفعل على لقاء الفنان السعودي محمد عبده مع برنامج «العراب» على شاشة قناة «إم بي سي» الذي أخطأ فيه القول إن الرسول صلى الله عليه وسلم «سعودي» متواصلة، على رغم اعتذاره المباشر عن هذا «الخطأ» على شاشة قناة «العربية» بعد مضي أقل من أسبوع من «هفوته» المذكورة.
وقال الرئيس العام للرابطة العلمية العالمية للأنساب الهاشمية الشريف محمد بن علي الحسني إن تعرض الفنان محمد عبده للنبي في برنامج لا يحمل طابعاً دينياً، ووصفه بأنه «سعودي» فيه إساءة تعادل إساءة الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية».
وطالب الحسني الفنان محمد عبده بأن «يكفر» عن «سقطته»، بالقيام بعمل للنبي (ص) يتمثل في إنشاد قصيدة «البُردة»، من دون عود أو آلات موسيقية، للتكفير عن هذا «الخطأ»، على رغم اعتقاده بأن الخطأ لم يكن مقصوداً من محمد عبده.
واعتبر أن محمد عبده أقحم نفسه في شيء ليس من اختصاصه، إذ إنه باعتباره مطرباً لا يمكنه أن يصدر فتوى.
وقال الحسني: «إن العاملين في مكتب الرابطة العلمية حاولوا الاتصال بمحمد عبده فور انتهاء حديثه للبرنامج التلفزيوني، إلا أنه لم يرد على الاتصالات، لكنه ظهر بعدها مباشرة على شاشة «العربية» ليعتذر، لكننا لا نقبل هذا الاعتذار، وما زلنا نرجو منه أن يكفّر عن هذا الخطأ».
واعتبر الرئيس العام للرابطة العلمية العالمية للأنساب الهاشمية أن خطأ الفنان محمد عبده «سقطة من السقطات التي وضع نفسه فيها»، مضيفاً أن «السعودية تفخر بأنها وريثة وأمينة على إرث النبي صلى الله عليه وسلم وعلى الإسلام». وحاولت «الحياة» الاتصال بالفنان محمد عبده، إلا أن ذلك تعذّر بسبب وجوده خارج السعودية حالياً لإنهاء بعض أعماله الخاصة.
ورأى أستاذ نظم الحكم في جامعة الملك عبدالعزيز الخبير في مجمع الفقه الإسلامي الدكتور حسن محمد سفر «أن المقابلات مع الإعلاميين والفنانين ضرب من ضروب العلم والمعرفة بما يقومون به من أعمال، لكن هذه المقابلات الإعلامية قد تأخذ أحياناً منحى آخر لا يفيد المستمع». وأشار إلى أنه قد تصدر من بعض الأشخاص، كما حدث من جانب محمد عبده، «فلتات لسان، أو بعض السقطات مثل القول إن الرسول سعودي، لكن محمد عبده تدارك خطأه، وأوضح أنه لم يقصد ذلك، وإنما قصد أن الجزيرة العربية كانت تضم مهد الرسالات ومنبع التوجيهات الربانية».
ولفت سفر إلى أن فرض «كفارة» عليه ليس له سند شرعي، و «الكفارات» في الدين الإسلامي لها أسباب ومقتضيات توجبها، وهي مقننة ومحددة، «لكن سقطات اللسان لا تندرج تحت باب ما يوجب الكفارات».
ورفض رئيس المركز العالمي للتجديد والترشيد نائب رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين عبدالله بن بيه فكرة أن تكون هناك كفارة غير التوبة عن زلة اللسان التي وقع فيها محمد عبده، مشيراً إلى أنها قد تكون زلّة بحسن نية. وأوضح أنه لا توجد مثل هذه الكفارة في الشريعة الإسلامية. وذكر أنه على رغم أن «البردة» تعدّ قصيدة جيدة، «لكن لا توجد كفارة من مثل هذا النوع في الشريعة الإسلامية، والإنسان إذا قال قولاً ليس صحيحاً فعليه أن يتوب عنه».