يالبييييييييييييييييييييه يالشام !
---


باب كراهية الخروج من بلد وقع فيها البلاء
فرارا منه وكراهة القدوم عليه ~

قال تعالى ((وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ))
وقال سبحانه (( (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ)))



عن ابن عباس رضي الله عنهما ان عمر ين الخطاب رضي الله عنه خرج الى الشام حتى اذا كان ((بسرغ)) : منزل من منازل حاج الشام على ثلاث عشرة مرحلة من المدينة )) لقية امراء (الاجناد ) : مدن أهل الشام : فلسطين , الاردن , دمشق , حمص , قنسرين ) أبو عبيدة ابن الجراح وأصحابه - فأخبروه أن الوباء قد وثع بالشام , قال ابن العباس : فقال لي عمر :ادع لي المهاجرين الاوليين ,فدعوهم ,فاستشارهم , وأخبرهم أن الوباء قد وقعبالشام , فاختلفوا , فقال بعضهم : خرجت لامر , ولا نرى أن ترجع عنه . قال بعضهم : معك بقية الناس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء . فقال : ارتفعوا عني ثم قال : ادع لي الانصار , فدعوتهم ,فاستشارهم , فسلكوا سبيل المهاجرين , واختلفوا كاختلافهم فقال : ارتفعوا عني , ثم قال : ادع لي من كان ها هنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح , فدعوتهم فلم يختلف عليهم منهم رجلان فقالوا : نرى أن ترجع بالناس , ولا تقدمهم على هذا الوباء فنادى عمر رضى الله عن الناس : اني مصبح على ظهر فأصبحوا عليه , فقال أبو عبيدة ابن الجراح رضى الله عنه : لو غيرك قالها يا أبا عبيدة ! - وكان عمر يكره خلافه ! - نعم نفر من قدر الله الى الله (1)


(1) : قال الامام النووي هذا دليل واضح وقياس جلي لاشك في صحته ! وليس ذلك من عمر لاعتقاده انا لرجوع برد المقدور , وانما معناه أن الله تعالى أمر بالاحتياط والحزم ومجانبة أسباب الهلاك , وان كان كل امر واقعا بقضاء الله وقدره السابق به علمه , وقاس عمر على رعي العدوتين لكونه واضحا لاينازع فيه أحد مع مساواته لمسألة النزاع , ومقصودة أن الناس رعية لي استر عانيها الله تعالى , فيجب علي الاحتياط , فان تركته نسبت الى العجز , واستوجبت العقوبة من الله !