الموضوع: الصوم و العين
عرض مشاركة واحدة
  #1 (permalink)  
قديم 24-07-2012, 10:30 AM
جبورررررة جبورررررة غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 34
معدل تقييم المستوى: 385425
جبورررررة محترف الإبداعجبورررررة محترف الإبداعجبورررررة محترف الإبداعجبورررررة محترف الإبداعجبورررررة محترف الإبداعجبورررررة محترف الإبداعجبورررررة محترف الإبداعجبورررررة محترف الإبداعجبورررررة محترف الإبداعجبورررررة محترف الإبداعجبورررررة محترف الإبداع
الصوم و العين

الصوم و العين

من المعلوم لدى كل مسلم، أن صوم شهر رمضان هو الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة، وصوم رمضان فريضة على المسلم البالغ العاقل الصحيح المقيم، بمعنى أنه ليس لديه عذر من الأعذار التي تبيح له الفطر مثل المرض أو السفر ونحو ذلك ، من الأعذار الشرعية. ونستطيع أن نلمس فضل الصيام من الحديث القدسي الذي رواه الرسول الكريم r عن جبريل عليه السلام عن الله عز وجل (كل عماد ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزى به) أخرجه مسلم وأحمد والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وقال r. (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) أخرجه أحمد وأصحاب السنن عن أبي هريرة رضي الله عنه. وسوف نستعرض بحول الله في هذا البحث، بعض النقاط الهامة التي تهم كل مسلم مثل: حكم القطرة بين الطب والفقه ومدى تأثير الصيام على أمراض العين ثم حكم صيام المريض الذي أجريت له عملية جراحية في عينه.

حكم القطرة بين الطب والفقه:
كلما جاء شهر رمضان ، شهر الهدى والفرقان، شهر البر والإحسان، نلاحظ أن هناك سؤلا تقليديا وموسميا يطرح نفسه تلقائيا وهو. هل استعمال القطرة أو العلاج الموضعي في العين أو الاكتحال يفطر؟
وعندما نجيب على هذا السؤال لابد لنا أن نستعرض آراء الفقهاء لبيان الحكم الشرعي وتوضيح القاعدة الفقهية بالإضافة إلى إيضاح الناحية الطبية المتعلقة بهذه المسألة، لكي نصل إلى إجابة مقنعة وسديدة… ويمكن بيان ذلك فيما يلي :
في البداية أحرى بنا أن نعلم أن الشرط في المفطر (المفسد للصوم) كما عرفه علماء الفقه كالآتي :
* أن يصل إلى الجوف ويستقر فيه.
* أن يكون الوصول إلى الجوف من المنافذ المعتادة مثل الفم والأنف والدبر، أما المسام والعين فلا تعتبران من منافذ الغذاء وليس ثمة اتصال بينهما وبين المعدة محل الطعام والشراب).

آراء الفقهاء:
رأي الإمام ابن حزم: قال الإمام ابن حزم: " إنما نهانا الله سبحانه وتعالى في الصوم عن الأكل والشرب والجماع وتعمد القيء. وما علمنا أكلا ولا شربا يكون على بر أو أذن أو عين، وما نهينا قط عن أن نوصل الجوف بغير الأكل والشرب ما لم يرم علينا إيصاله " (جريدة الشرق الأوسط في رمضان 1455 هـ).
رأي الإمام ابن تيمية: فاقد أوسع شيخ الإسلام ابن تيمية الموضوع إيضاحا، مبينا عدم صلاحية الأسس التي قاسوا عليه فساد الصوم بما دخل إلى الجوف، أيا كان الداخل. فبين أن الأدلة الشرعية ليس فيها ما يقتضي أن المفطر الذي اعتبر الشرع فقط هو ما كان واصلا إلى دماغ الوريد أو ما كان داخلا بين منفذ أو واصلا إلى جوف ثم نجد أن ابن تيمية يتفق مع ابن حزم على أنه يثبت بالإجماع أن الفطر يكون بالأكل والشراب والجماع والحيض، وليست الحقنة أو الكحل وما إلى ذلك مما يتداوى به (جريدة الشرق الأوسط في رمضان 1405 هـ).
رأي الشيخ محمود شلتوت: يقول فضيلة الشيخ محمود شلتوت في فتواه التي تتضمن ما يلي . " الاكتحال أو التقطير في العين أو مسها كل ذلك لا تأثير لشيء منه على الصوم… فهو ليس بأكل في صورته ولا معناه وهو بعد ذلك لا يصل إلى المعدة محل الطعام والشراب " (كتاب الفتاوى للشيخ محمود شلتوت).
رأي الشيخ عبد العزيز بن باز: وقد أفتى سماحة الشيخ ابن باز وأجاب عن أسألة السائلين بما يلي :
أثناء صيامي لشهر رمضان وضعت قطرة في عيني قبل الإمساك، ولم أكن أعلم أنها من المفطرات، وبعد أن علمت هذا من برنامجكم نور على الدرب في إحدى الحلقات نسيت ذلك، فوضعت القطرة ونزلت على البلعوم، شعرت بذلك عندما أحسست بشيء من المرارة في فمي، فما الحكم في ذلك؟
الصحيح أن القطرة والكحل لا يفطران مطلقاً في أصح قولي العلماء. وقال بعض أهل العلم: إنهما يفطران إذا وجد الصائم طعمهما في الحلق. والصواب الأول؛ لأن العين ليست منفذاً وهكذا الأذن ومن قضى ذلك اليوم احتياطاً فلا بأس. والأفضل للصائم استعمال القطرة والكحل في الليل احتياطاً وخروجاً من الخلاف.
نشر في مجلة الدعوة العدد 1527 في 5/9/1416هـ - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
الأخت س . ل . ل . من الكويت، تقول في سؤالها: استعمال قطرة العين في نهار رمضان هل تفطر أم لا؟
الصحيح أن القطرة لا تفطر، وإن كان فيها خلاف بين أهل العلم، حيث قال بعضهم: إنه إذا وصل طعمها إلى الحلق فإنها تفطر. والصحيح أنها لا تفطر مطلقاً؛ لأن العين ليست منفذاً، لكن لو قضى احتياطاً وخروجاً من الخلاف من استعملها ووجد طعمها في الحلق فلا بأس، وإلا فالصحيح أنها لا تفطر، سواء كانت في العين أم في الأذن.
نشر في جريدة المسلمون يوم الجمعة الموافق 4/9/1415هـ - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
أثناء صيامي لشهر رمضان وضعت قطرة لعيني قبل وقت الإمساك، ولم أكن أعلم أنها من المفطرات، وبعد أن علمت هذا من برنامجكم في إحدى الحلقات نسيت ذلك، فوضعت القطرة ونزلت إلى البلعوم شعرت بذلك عندما أحسست بشيء من المرار في فمي، فما هو حكم الشرع في ذلك؟
الصحيح أن القطرة والكحل لا يفطران، وإن كان فيها خلاف بين أهل العلم إذا وصل طعم الكحل أو القطرة إلى الحلق، قال بعض أهل العلم إنه يفطر، والصحيح أنه لا يفطر؛ لأنها ليست منفذاً، العين ليست منفذا، لكن من قضاء احتياطاً....... فلا بأس، وإلا فالصحيح أنه لا يفطر، القطرة في الأذن وفي العين والكحل في العين كل هذا الصحيح أنه لا يفطر الصائم؛ لأن العين ليست منفذاً.
هل قطرة العين تؤثر على الصيام؟
هذا فيه خلاف بين أهل العلم: منهم من يرى أنها تؤثر، ومنهم من يرى أنها لا تؤثر، والأقرب أنها لا تؤثر؛ لأن العين ليست منفذاً قوياً هي منفذ ضعيف وليس مثل الأكل والشرب ونحو ذلك، والأحوط جعلها في الليل جعل القطرة في الليل خروجاً من خلاف العلماء، فمن فعلها في النهار فصومه صحيح، لكن إذا وجد طعمها في حلقه فالأحوط له القضاء خروجاً من الخلاف. -وهذا ما يحصل فعلاً، يحصل أن الإنسان يطعمها في نحره إذا قطر في عينه؟ ج/ هذا يحصل بعض الأحيان، نعم. - إذاً الأولى؟ ج/ إذا حصل فالأحوط هو القضاء، وإن لم يحصل فلا شيء، وهكذا الكحل..
ما حكم استعمال معجون الأسنان، وقطرة الأذن، وقطرة الأنف، وقطرة العين للصائم، وإذا وجد الصائم طعمها في حلقه فماذا يصنع؟
تنظيف الأسنان بالمعجون لا يفطر به الصائم كالسواك، وعليه التحرز من ذهاب شيء منه إلى جوفه، فإن غلبة شيء من ذلك بدون قصد فلا قضاء عليه. وهكذا قطرة العين والأذن لا يفطر بهما الصائم في أصح قولي العلماء. فإن وجد طعم القطور في حلقه، فالقضاء أحوط ولا يجب؛ لأنهما ليسا منفذين للطعام والشراب، أما القطرة في الأنف فلا تجوز لأن الأنف منفذ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً))[1]. وعلى من فعل ذلك القضاء لهذا الحديث، وما جاء في معناه إن وجد طعمها في حلقه. والله ولي التوفيق.
[1] رواه الترمذي في الصوم باب ما جاء في كراهية مبالغة الاستنشاق للصائم برقم 788 ، وأبو داود في الطهارة باب في الاستنثار برقم 142.
نشر في كتاب تحفة الإخوان لسماحته ص 175 ، وفي جريدة الجزيرة العدد 9589 بتاريخ 12/9/1419هـ - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
بيان الناحية الطبية في استعمال القطرة:
في حالة استعمال القطرة في العين للعلاج، فإنه عندما يقوم المريض بوضع نقطة واحدة من القطرة في عينه، فإننا نلاحظ أن جزء ، منها يفقد إلى الخارج دون استفادة منه عند غلق العين ، أما الجزء المتبقي في كيس (فراغ) الملتحمة فنجد أن الجزء الأكبر منه يمتص بواسطة أنسجة العين أما الجزء الأصغر وهو جزء يسير جدا يختلط مع الدموع فيمر خلال رحلة الدموع المعروفة ابتداء من الثقب الدمعي تم إلى القنيوة الدمعية العلوية والسفلية اللتين تتحدان سويا فتكونان وصلة تؤدي إلى الكيس الدمعي الذي منه تمر الدموع إلى الماسورة (الوصلة) الدمعية الأنفية التي تفتح في الميزاب السفلي من تجويف الأنف.. وجزء من هذه الدموع تنزل مع إفرازات الأنف إلى الخارج في بعض الأحيان وجزء آخر يتجه إلى البلعوم الأنفي بسبب حركة أهداب جدار الأنف التي تتحرك حركة منتظمة إلى الخلف في اتجاه البلعوم الأنفي. ولذا نجد أن جزءا صغيرا جدا ل لا يذكر يصل إلى البلعوم الأنفي وهذا يفسر لنا لماذا يشعر المريض في حلقه بطعم مميز لبعض القطرات، بسبب استثارة براعم التذوق الموجودة بالحلق والثلث الخلفي من اللسان ويمكن أن نوضح هذه الظاهرة بأنها مجرد الإحساس بطعم القطرة فقط في الحلق إذا كانت القطرة لها طعم مميز فمثلا نجد أن مادة الكلورا مفنينيكول سواء أكانت معدة في قطرة مستقلة، أو محضرة ضمن محتويات بعض القطرات المختلطة الأخرى ، لها طعم مر وبعض القطرات الأخرى لها طعم مالح.. الخ.
فلا شيء على الإطلاق إذا أحس المريضة بطعم في حلقه.. ومن ناحية أخرى لكي يطمئن المريض ومن باب الحيطة ودفع الوسوسة يموت للمريض إذا شعر بطعم في حلقه أن يبصق في منديي أو نحوه لطرد طعم القطرة الموجود في الحلق وإن لم يفعل ذلك فلا شيء عليه ، لأن هذا مجرد طعم في الحلق ولا يصل شيء من القطرة بأي حال من الأحوال إلى المعدة ، وجدير بالذكر أن الاكتحال أو العلاج الموضعي للعين مثل المراهم أو حقن تحت الملتحمة تأخذ حكم القطرة من الناحيتين الشرعية والطبية، سواء بسواء، ومن ناحية أخرى ، أن هناك ضرورة في استعمال القطرات والعلاجات الموضعية للعين، بأنواعها المختلفة .

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وكل عام وانتم بخير
المصدر : قسم التعليم الطبي بمركز ابن رشد التخصصي