الصحيح أن القطرة والكحل لا يفطران مطلقاً في أصح قولي العلماء. وقال بعض أهل العلم: إنهما يفطران إذا وجد الصائم طعمهما في الحلق. والصواب الأول؛ لأن العين ليست منفذاً وهكذا الأذن ومن قضى ذلك اليوم احتياطاً فلا بأس. والأفضل للصائم استعمال القطرة والكحل في الليل احتياطاً وخروجاً من الخلاف.
نشر في مجلة الدعوة العدد 1527 في 5/9/1416هـ - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
الأخت س . ل . ل . من الكويت، تقول في سؤالها: استعمال قطرة العين في نهار رمضان هل تفطر أم لا؟
الصحيح أن القطرة لا تفطر، وإن كان فيها خلاف بين أهل العلم، حيث قال بعضهم: إنه إذا وصل طعمها إلى الحلق فإنها تفطر. والصحيح أنها لا تفطر مطلقاً؛ لأن العين ليست منفذاً، لكن لو قضى احتياطاً وخروجاً من الخلاف من استعملها ووجد طعمها في الحلق فلا بأس، وإلا فالصحيح أنها لا تفطر، سواء كانت في العين أم في الأذن.
نشر في جريدة المسلمون يوم الجمعة الموافق 4/9/1415هـ - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
أثناء صيامي لشهر رمضان وضعت قطرة لعيني قبل وقت الإمساك، ولم أكن أعلم أنها من المفطرات، وبعد أن علمت هذا من برنامجكم في إحدى الحلقات نسيت ذلك، فوضعت القطرة ونزلت إلى البلعوم شعرت بذلك عندما أحسست بشيء من المرار في فمي، فما هو حكم الشرع في ذلك؟
الصحيح أن القطرة والكحل لا يفطران، وإن كان فيها خلاف بين أهل العلم إذا وصل طعم الكحل أو القطرة إلى الحلق، قال بعض أهل العلم إنه يفطر، والصحيح أنه لا يفطر؛ لأنها ليست منفذاً، العين ليست منفذا، لكن من قضاء احتياطاً....... فلا بأس، وإلا فالصحيح أنه لا يفطر، القطرة في الأذن وفي العين والكحل في العين كل هذا الصحيح أنه لا يفطر الصائم؛ لأن العين ليست منفذاً.
هل قطرة العين تؤثر على الصيام؟
هذا فيه خلاف بين أهل العلم: منهم من يرى أنها تؤثر، ومنهم من يرى أنها لا تؤثر، والأقرب أنها لا تؤثر؛ لأن العين ليست منفذاً قوياً هي منفذ ضعيف وليس مثل الأكل والشرب ونحو ذلك، والأحوط جعلها في الليل جعل القطرة في الليل خروجاً من خلاف العلماء، فمن فعلها في النهار فصومه صحيح، لكن إذا وجد طعمها في حلقه فالأحوط له القضاء خروجاً من الخلاف. -وهذا ما يحصل فعلاً، يحصل أن الإنسان يطعمها في نحره إذا قطر في عينه؟ ج/ هذا يحصل بعض الأحيان، نعم. - إذاً الأولى؟ ج/ إذا حصل فالأحوط هو القضاء، وإن لم يحصل فلا شيء، وهكذا الكحل..
ما حكم استعمال معجون الأسنان، وقطرة الأذن، وقطرة الأنف، وقطرة العين للصائم، وإذا وجد الصائم طعمها في حلقه فماذا يصنع؟
تنظيف الأسنان بالمعجون لا يفطر به الصائم كالسواك، وعليه التحرز من ذهاب شيء منه إلى جوفه، فإن غلبة شيء من ذلك بدون قصد فلا قضاء عليه. وهكذا قطرة العين والأذن لا يفطر بهما الصائم في أصح قولي العلماء. فإن وجد طعم القطور في حلقه، فالقضاء أحوط ولا يجب؛ لأنهما ليسا منفذين للطعام والشراب، أما القطرة في الأنف فلا تجوز لأن الأنف منفذ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً))[1]. وعلى من فعل ذلك القضاء لهذا الحديث، وما جاء في معناه إن وجد طعمها في حلقه. والله ولي التوفيق.
[1] رواه الترمذي في الصوم باب ما جاء في كراهية مبالغة الاستنشاق للصائم برقم 788 ، وأبو داود في الطهارة باب في الاستنثار برقم 142.
نشر في كتاب تحفة الإخوان لسماحته ص 175 ، وفي جريدة الجزيرة العدد 9589 بتاريخ 12/9/1419هـ - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
بيان الناحية الطبية في استعمال القطرة:
في حالة استعمال القطرة في العين للعلاج، فإنه عندما يقوم المريض بوضع نقطة واحدة من القطرة في عينه، فإننا نلاحظ أن جزء ، منها يفقد إلى الخارج دون استفادة منه عند غلق العين ، أما الجزء المتبقي في كيس (فراغ) الملتحمة فنجد أن الجزء الأكبر منه يمتص بواسطة أنسجة العين أما الجزء الأصغر وهو جزء يسير جدا يختلط مع الدموع فيمر خلال رحلة الدموع المعروفة ابتداء من الثقب الدمعي تم إلى القنيوة الدمعية العلوية والسفلية اللتين تتحدان سويا فتكونان وصلة تؤدي إلى الكيس الدمعي الذي منه تمر الدموع إلى الماسورة (الوصلة) الدمعية الأنفية التي تفتح في الميزاب السفلي من تجويف الأنف.. وجزء من هذه الدموع تنزل مع إفرازات الأنف إلى الخارج في بعض الأحيان وجزء آخر يتجه إلى البلعوم الأنفي بسبب حركة أهداب جدار الأنف التي تتحرك حركة منتظمة إلى الخلف في اتجاه البلعوم الأنفي. ولذا نجد أن جزءا صغيرا جدا ل لا يذكر يصل إلى البلعوم الأنفي وهذا يفسر لنا لماذا يشعر المريض في حلقه بطعم مميز لبعض القطرات، بسبب استثارة براعم التذوق الموجودة بالحلق والثلث الخلفي من اللسان ويمكن أن نوضح هذه الظاهرة بأنها مجرد الإحساس بطعم القطرة فقط في الحلق إذا كانت القطرة لها طعم مميز فمثلا نجد أن مادة الكلورا مفنينيكول سواء أكانت معدة في قطرة مستقلة، أو محضرة ضمن محتويات بعض القطرات المختلطة الأخرى ، لها طعم مر وبعض القطرات الأخرى لها طعم مالح.. الخ.
فلا شيء على الإطلاق إذا أحس المريضة بطعم في حلقه.. ومن ناحية أخرى لكي يطمئن المريض ومن باب الحيطة ودفع الوسوسة يموت للمريض إذا شعر بطعم في حلقه أن يبصق في منديي أو نحوه لطرد طعم القطرة الموجود في الحلق وإن لم يفعل ذلك فلا شيء عليه ، لأن هذا مجرد طعم في الحلق ولا يصل شيء من القطرة بأي حال من الأحوال إلى المعدة ، وجدير بالذكر أن الاكتحال أو العلاج الموضعي للعين مثل المراهم أو حقن تحت الملتحمة تأخذ حكم القطرة من الناحيتين الشرعية والطبية، سواء بسواء، ومن ناحية أخرى ، أن هناك ضرورة في استعمال القطرات والعلاجات الموضعية للعين، بأنواعها المختلفة .