عرض مشاركة واحدة
  #1 (permalink)  
قديم 01-07-2008, 03:05 PM
الصورة الرمزية الشهري
الشهري الشهري غير متصل
عضو سوبر
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
المشاركات: 340
معدل تقييم المستوى: 250325
الشهري تم تعطيل التقييم
لاتحطمك التوافه

كم من مهمومٍ سببُ همِّهِ أمرٌ حقيرٌ تافهٌ لا يُذْكَرُ !! .

انظر إلى المنافقين ، ما أسقط همَمَهُم ،



وما أبْردَ عزائِمَهُمْ .



هذه أقوالُهم :



﴿ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ ﴾ ، ﴿ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي ﴾ ،



﴿ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ ﴾ ، ﴿ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ ﴾ ،



﴿ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً ﴾ .


يا لخيبةِ هذِهِ المعاطس يا لتعاسةِ هذهِ النفوسِ .

همهم البطونُ والصحونُ والدورُ والقصورُ ،





لم يرفعوا أبصارهم إلى سماء المُثُلِ ، لم



ينظروا أبداً إلى نجوم الفضائل . همُّ أحدِهِمْ ومبلغُ عِلْمِهِ :



دابَّتهُ وثوبُهُ ونعلُهُ ومأدبتُهُ ،





وانظرْ لقطَّاعٍ هائلٍ منَ الناسِ تراهم



صباح مساء سببُ همومهمْ



خلافٌ مع الزوجةِ ، أو



الابنِ ، أو القريبِ ،



أو سماعُ كلمةٍ نابيةٍ ،



أو موقفٌ تافهٌ .





هذه مصائبُ هؤلاءِ البشَرِ ،



ليس عندهم من المقاصدِ العليا ما يشغلُهم ، ليس عندهم



من الاهتماماتِ الجليلةِ ما يملأُ



وقتهم ، وقدْ قالوا :





إذا خرج الماءُ من الإناءِ ملأهُ الهواءُ ،



إذاً ففكرْ في الأمرِ الذي تهتمُّ له



وتغتمُّ ، هلْ يستحقُ هذا الجهد وهذا العناءَ ،



لأنك أعطيته من عقلِك ولَحْمِك ودَمِك وراحتِك



ووقتِك ، وهذا غُبْنٌ في الصفقةِ ، وخسارةٌ هائلةٌ ثمنُها بخسٌ ،



وعلماءُ النفسِ يقولون :



اجعلْ لكلِ شيء حداً معقولاً ، وأصدق من هذا



قولهُ تعالى : ﴿ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ﴾



فأعطِ القضية حجْمها ووزنها وقدْرها وإياكَ والظلم والغُلُوَّ .



هؤلاءِ الصحابةُ الأبرارُ همهم تحت الشجرةِ



الوفاءُ بالبيعةِ فنالوا رِضوان اللهِ ، ورجُلٌ معهم



أهمَّه جملُهُ حتى فاتهُ البيعُ فكان جزاءهُ الحرمانُ والمقتُ ,


فاطرحِ التوافِه والاشتغال بها تجدْ أنَّ أكثر همومِك



ذهبتْ عنك وعُدْتَ فَرِحاً مسروراً .




من كتاب لا تحزن للشيخ عائض القرني




وفقنا الله وإياكم لمرضاته.

رد مع اقتباس