عرض مشاركة واحدة
  #1 (permalink)  
قديم 25-07-2012, 01:26 AM
الصورة الرمزية الشآآمخ
الشآآمخ الشآآمخ غير متصل
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
الدولة: تحت آقدآم آمي
المشاركات: 1,398
معدل تقييم المستوى: 11511107
الشآآمخ محترف الإبداعالشآآمخ محترف الإبداعالشآآمخ محترف الإبداعالشآآمخ محترف الإبداعالشآآمخ محترف الإبداعالشآآمخ محترف الإبداعالشآآمخ محترف الإبداعالشآآمخ محترف الإبداعالشآآمخ محترف الإبداعالشآآمخ محترف الإبداعالشآآمخ محترف الإبداع
من مظاهر الجود في رمضان من السنة النبوية

من مظاهر الجود في رمضان من السنة النبوية

بسم الله الرحمن الرحيم

في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : (كان رسول الله صلى الله عليهم وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة فيدارسه القران , فلرسول الله صلى الله عليه و سلم أجود بالخير من الريح المرسلة).
هذا الحديث قاعدة في الجود النبوي , و الجود في الشرع كما عرفه الحافظ ابن حجر رحمه الله بأنه : إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي وهو أعم من الصدقة .
ولما كان رمضان موسماً من مواسم الخيرات و القربات و التنافس في اكتساب الحسنات والتسابق في رقي الدرجات كان له هذه المزية من الجود النبوي الذي صوره لنا هذا الحديث و من ذلك:

1. الجود بالعبادة :
رمضان موسم من مواسم العبادة و الطاعة , ولهذا فقد كان النبي صلى الله عليه و سلم يعطيه مزيد أهمية فيكثر فيه من الطاعات و العبادات حتى أنه في ثلثه الأخير يتفرغ لعبادة ربه و مناجته فيعتكف في تلك الليالي المباركة في مسجده تقرباً إلى الله تعالى.
إن الصيام و القيام و قراءة القران و ذكر الله و الدعاء و العمرة و الصدقة كل ذلك من العبادات و الطاعات التي هي من مظاهر الجود و غنى النفس بالعبادة , و لهذا كان من بديع ربط الحافظ ابن حجر رحمه الله بين الجود و مدارسة القران التي أشار لها الحديث قوله: قيل الحكمة فيه أن مدارسة القران تجدد له العهد بمزيد غنى النفس و الغنى سبب الجود.

2. الجود بقراءة القرآن :
وقراءة القران جزء من الجود بالعبادة , لكن إفرادها هنا لمزية خاصة بهذا الشهر ذكرت في الحديث ( حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القران). ومن هنا فهم الإمام النووي رحمه الله هذا المعنى فقال وهو يعدد فوائد هذا الحديث ( واستحباب الإكثار من القراءة في رمضان و كونها أفضل من سائر الأذكار إذ لو كان الذكر أفضل أو مساوياً لفعلاه).

إن رمضان فرصة عظيمة للنهل من معين القران الكريم قراءة و حفظاً و تدبراً ، لقد أنزل القرآن في هذا الشهر العظيم (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ).
ففي الآية الكريمة كما ذكر الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى: ( يمدح تعالى شهر الصيام من بين الشهور بأن اختاره من بينهن لإنزال القرآن العظيم فيه, ثم يمدح الله تعالى القران الكريم ( الذي أنزله هدى لقلوب العباد ومن آمن به و صدقه و اتبعه) (و بينات) أي دلائل و حجج بينة واضحة جليلة لمن فهمها و تدبرها دالة على صحة ما جاء به من الهدى المنافي للضلال و الرشد المخالف للغي مفرقاً بين الحق و الباطل والحلال و الحرام.

3. الجود بالمال و الصدقة:
وكما تحدثنا عن الجود بقراءة القران فكذلك الجود بالمال و الصدقة يدخل تحت الجود بالعبادة , لكن إفراده أيضاً لميزة خاصة للجود المالي في رمضان و هذا يظهر من جوانب :
0النص على أن النبي صلى الله عليه و سلم كان ( أجود الناس ) فقد كان صلى الله عليه و سلم كريماً معطاءً , يجود بالمال والعطاء بفعله و قوله يعطي صلى الله عليه و سلم عطاء من لايخشى الفقر ، قال الله تعالى( من ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً
كَثِيرَةً) { البقرة / 245 }. حتى أنه صلى الله عليه و سلم عمق هذا المفهوم في نفوس أصحابه رضوان الله عليهم عملياً , سألهم مرة عن أحب المالين إلى الإنسان هل هو المال الذي بيده أو مال وارثه , ثم وضح لهم أنه ليس للإنسان إلا ما أنفق و قدم لآخرته , وعمقه أيضاً صلى الله عليه و سلم بقوله في أحاديث كثيرة منها : قال صلى الله عليه وسلم : ( ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان , فيقول أحدهما اللهم أعط منفقاً خلفاً,ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفا) متفق عليه وقوله صلى الله عليه و سلم في الحديث القدسي ( انفق يا ابن ادم أنفق عليك
) متفق عليه, وغيرها من الأحاديث التي تبين فضل و أجر هذه العبادة العظيمة.
. من أنواع الجود المالي و الذي يتأكد في مثل هذا الشهر الكريم , تفطير الصائمين , قال صلى الله عليه و سلم : ( من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء ) رواه أحمد

والله الموفق