صاح الأبي بفمٍ مليء يبكي بدموع الأسا التي تحمل في جوفها الكثير من اليأس والخوف من الظلم والإجحاف، تباً لهم قد أشعلوا في قلوب من تزعمون أنهم (الثروة الحقيقية لهذه البلاد) النار بدون رحمة أو حتى الإشفاق، إنهم رموا بأحلامنا عرض الحائط ولم يكتفوا بهذا بل تجرؤ بأن يدنسها بأقدامهم حتى لا تبقى لها أثر إنهم أشعلوا في جوف كل شاب نار لا تبقي ولا تذر.
في يوم من الأيام أفرح مولد أباً وأماً بقدومه فقال الأب اخترت له اسماً لقائد عظيم فقالت الأم من هو قال عبد الله سأسميه عبد الله على اسم الأمير عبد الله (طبعاً الأمير أنذاك) قالت الأم بفرح هذا ما كنت أفكر فيه يا عزيز، فمرت الأيام بعبد الله ودخل المدرسة المرحلة الابتدائية ومن ثم المتوسطة ومن ثم الثانوية وكان مثابر مجد مجتهد يحلم بأن يكون معلم يحمل رساله عظيمة لكي يوصلها لأبناء هذا الوطن في يوم من الأيام شاهد منظر وهو لأحد أبناء هذا الوطن من ذوي الاحتياجات الخاصة وأحب أن يتابع هذه الفئة العزيزة علينا كيف تتم طريقة تعليمهم وخدمتهم في مدارسنا فقد تحسر وأصابه الحزن من قلت الاهتمام فبعدها قرر أن يدخل مجال في الجامعة يهتم بهذه الفئة ودرس في الجامعة وقبل تخرجه دخل امتحان القياس الخاص بالمعلمين لأن النية كانت خدمة فئة من ذوي الاحتياجات الخاصة بأن يساعدهم في رفع مستواهم التعليمي، فأعلن عن نتائج اختبار القياس فاجتاز الاختبار فكان عبد الله واثق من نفسه بأنه ناجح لأنه واثق من قدراته التعليمية فبعد التخرج كان يقناً بأن الوظيفة متوفرة بحكم أنه متعدي القياس وكذلك أنه يعيش في ضل حكومة خادم البيتين الملك عبد الله حفظه الله، ولكن الصاعقة هي خروجه من المفاضلة بحجة الاحتياج قليل فتحطم ونكسر وضاقت بهي الدنيا بما رحبت وقال في قرارة نفسه لن ينجدني بعد الله إلى عبد الله الملك يحفظه الله فصاح بصوت يملأه الحزن والذل واعبد اااااالله أنجدي بعد الله لا تحرموني من أحلامي لا تهدموا مستقبلي أين أنا هل أنا في الصومال أم في بلاد صاغره أم ماذا، عاشت الأسرة الكريمة في حزن وشقاء بما جرى لأبنهم من حالة نفسية مخزية.
ولكن أقول لعبد الله لا تخف ولا تحزن إن الله معنا فلا تيأس وتوكل على الله نحن نعيش في زمن ملك صالح لن يرضا بهذا أبداً وتأكد يا عبد الله لو وصلت صرخاتك لذلك الملك الصالح لن تعود صدى فقط بل ستنعم بالخير وهذا بفضل الله ثم بفضل الملك عبد الله صاحب القلب الأبوي الذي يحلم بعيش كريم لأبنائه.
جميع الحقوق محفوظة
لـ(الزمن)