على شارعين
لماذا ينتهي حافز ؟
خلف الحربي
كانت المطالبات بتخصيص إعانة حكومية للعاطلين تقابل باستخفاف شديد؛ خصوصا من قبل وزارة العمل، ومجلس الشورى، وبعض الصحفيين الاقتصاديين الذين يتغاضون عن إهدار المليارات في بعض المشاريع المعطلة ويتفرغون لحساب الخسائر إذا ذهبت الإعانة لهذه الفئة التي تستحق المساعدة !، ولكن بفضل من الله ثم بفضل والدنا الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أصبحت هذه الإعانة أمرا واقعا واستفاد منها عدد كبير من المواطنين والمواطنات الذين لم يكن لغالبيتهم ذنب في جلوسهم الاضطراري على رصيف البطالة ! .
ولكن صرف إعانة حافز سوف تنتهي بانتهاء هذا العام الهجري؛ أي بعد أقل من شهرين، وأغلبية المستفيدين من هذه الإعانة – وخصوصا النساء – لم تنجح وزارة العمل في توظيفهم لأن الوقت كان ضيقا جدا، ولا يكفي لإيجاد وظائف لأكثر من 700 ألف مواطن ومواطنة، وأظن أن الآثار السلبية لقطع إعانة حافز عن مستحقيها سوف تكون أبرز علامات العام الهجري.
لذلك نتوجه إلى والدنا الحنون ومليكنا الهمام الذي لم يبتعد في يوم من الأيام عن هموم أبنائه المواطنين وكلنا أمل أن يأمر بتمديد صرف إعانة حافز عاما آخر للمواطنين والمواطنات الذين لايزالون أسرى البطالة. فهذه الإعانة الشهرية تنتشلهم من مشاكل اجتماعية «ليس لها أول ولا آخر» خاصة أن الكثيرين كانوا ضحية سوء التخطيط حيث درسوا تخصصات توجهم نحو نوع محدد من الوظائف – التدريس مثلا – وفوجئوا بعد تخرجهم أنه لا توجد أية وظائف شاغرة في هذا القطاع .
قد يشكل قرار تمديد حافز كابوسا مرعبا لوزارة العمل التي تتمنى انتهاء هذا العام الهجري بأسرع وقت ممكن كي تتخلص من رعاية ( بني حافز ) ولكن لو نظر المسؤولون في الوزارة إلى المسألة من زاوية أعمق لاكتشفوا أن هذه الإعانة الشهرية منحت الوزارة أهمية أكبر، وربطتها بشكل مباشر بالعاطلين، ومكنتها من تلمس مشكلة البطالة بحجمها الحقيقي بعد أن كانت تتعامل معها طوال السنوات الماضية من خلال حجمها الافتراضي.
وقد يشكل قرار التمديد كابوسا أكبر بالنسبة لوزارة المالية ولكنني أظن أن الوزارة لو حسبتها بالمسطرة والقلم لوجدت أن الكلفة المالية لهذه الإعانة أقل بكثير من الكلفة التي تتكبدها الدولة لمعالجة المشاكل التي تنتجها البطالة. فالدولة مسؤولة في كل الأحوال عن مواطنيها والظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي كان يواجهها العاطلون قبل صرف الإعانة كانت سببا في استنزاف ميزانيات عدد من الوزارات الأخرى.
دون مبالغة أستطيع أن أقول إن إطلاق برنامج «حافز» كان واحدا من أهم الإنجازات الحكومية في السنوات الأخيرة. ونناشد والدنا ( أبو متعب ) أطال الله في عمره أن يأمر بتمديده لمن يستحقون هذه الإعانة عاما آخر أو أكثر حتى يخرجوا من دوامة البطاله ويجدوا الوظائف التي تمكنهم من المشاركة في بناء وطنهم وخدمة مجتمعهم .