في خضم الحياة اليوم ووسط صخبها نرى الكثير من الشباب يهيمون على وجووههم تائهين في هذه الحياة.. ترتسم على وجوههم ابتسامات باهته ليس لها قيمه وهم اول من يدرك ذلك .. شباب يتناثر في الطرقات هنا وهناك تراهم في حلقات شبابيه ..

وفتيات يجتمعن اما في بيوتهن او في كلياتهن او في مناسبات عده فترى وتسمع ضحكات وتعليقات وتقليعات ومرح تظن ان السعادة تملأ قلوبهم وليس هنالك مايشغل بالهم او يجعلهم مهمومين مثلا .. كثير من طبقات المجتمع تحسدهم على تلك الحياة التي يعيشونها.. تلك نظرة سطحية يرمقنا بها الكبار نحن الشباب.. للأسف وأقولها بمرارة .. نادرا ما نجد من يقترب منا كثيرا ويهتم بنا بصدق فكلها مجرد تساؤلات اجاباتها معروفه لكن الكثير من الكبار لم يقتحم علينا عالمنا ليكتشف اسراره وما نكنه في نفوسنا مما قد يخفى على الكثير .. اقولها بصراحة لانجد من يهتم بمشاكلنا او على الاقل يحس بها بل بالعكس نجد من يتهكم علينا دائما بطريقة غير حضاريه فنتعود على تلك الكلمات " شباب صايع .. شباب ضايع .. شباب ليس منه فائدة ".

عطفا على تلك الكلمات اصبحت كلمة (( شباب اليوم )) تعني لنا الكثير من التميز ولكن في ضياعنا وعدم فائدتنا وكاننا نهمش بشكل فاضح فالكثير نسمعهم ينعتون الشباب دون ادراك لما قد يترتب على ذلك في نفوسهم.. " شباب اليوم .. الله يسترنا بس! " وكاننا اتينا من كوكب اخر وكان اولئك الشباب والشابات ليسوا جزءا من مجتمع كبير هم نتاج افرازاته !! من يحاول اليوم ان يقترب من شبابنا ؟؟ ان يستمع اليهم بصدق ان يتعمق بهدوء دون تعصب في افاكرهم ونفوسهم؟ ليسمع لهم ويستخرج اسرارهم ويكتشف همومهم .. من ؟؟

اصبحت هنالك فجوه اليوم بين الاهل وبين الابناء في فترة الشباب فالاهل بسذاجتهم يظنون ان الابن اذا اصبح شابا فله خصوصيته وكذلك الفتاة التي تحتاج الى امها في الكثير من الايضاحات التي تخفى عليها وخاصة في فترة المراهقه فاذا لم تجد امها بجانبها كصديقة تهمس اليها بمشاكلها وتساؤلاتها تنجرف مع تيار اخر يحقق لها او على الاقل يعوضها النقص الذي تشعر به.. بل يعتقد الكثير من الاهل ان للشباب في هذه الفترة خصوصية لايمكن اختراقها ابدا وانه قادر على حل مشاكله لوحده ( واللي عقد روس الحبال .. يحلها ).

مصيبة انقطاع ذلك الجسر من التواصل بين الاهل بل المجتمع برمته والشباب عندما يصبح الطفل شاباً والبنت شابه!! انا هنا اذكر بعض السلبيات ولا انكر ان هنالك قنوات تهتم بالشباب لكنها غير واضحة الملامح ولاتلائم تطلعات الشباب اليوم.. للاسف تتلقف الشباب قنوات اخرى للتواصل معهم لا اظنها تودي بشبابنا الى مانطمح اليه كمجتمع اسلامي محافظ يحث على الاهتمام بعماد الامه..

مازاد الطين بله هو ان تلك القنوات التواصليه كالتلفاز ولانترنت اصبحت المسيطر الرئيسي على فكر الشاب فاصبح همه الوحيد الذي يجد سعادته معه هي تلك القنوات بخيرها وشرها عندما نقصة التواصل من مجتمعه واصبح يفتقد الى من يستمع اليه ويهتم بمشاكله.. احبتي رويدا بنا فنحن نحتاج اليكم كثيرا كثيرا كثيرا نحتاج الى من نهمس اليه بمشاكلنا دون ان نتلقى عتابا قاسيا يجبرنا على الصمت الذي يقتل شبابنا اليوم .. انا هنا انادي المجتمع بكافة طبقاته رويدا بالشباب.. ان كنتم ترون ان لافائدة من الشباب اليوم فلا فائدة فيكم انتم ..

حاولوا ان تقتربوا منهم فوالله ستجدوا مالم تتوقعوه .. عودوا انتم اليهم وسيعودوا اليكم بكل تاكيد.. قللوا من تلك الحملات وتلك النظرات وتلك التهكمات ستجدونهم شبابا منتجين فقط امنحوهم الفرصه ليبدأوا بطريقة صحيحة مستقره اعيدوا تلك الثقة الى نفوسهم بعد ان سلبتموها بسذاجتكم منهم .. احتووهم بعطفكم فهم ابنائكم واخوانكم وبناتكم واخواتكم .. لاتطالبوهم بالعودة دون ان تعودوا انتم اليهم .. اهتموا بهم واحرصوا على نصحهم بالحكمة والموعظة الحسنه ولاتقسوا عليهم كثيرا فهذا ضرره اكبر من نفعه وسترون النتيجة باعينكم وستسركم باذن الله.