يجب علينا أن لا نعتقد بأنه ليس بعد الظلم حساب أو عذاب ....
إن من يتفكر و يقرأ كتاب رب العالمين " القرآن الكريم " بكل خشوع و جد ليعلم علم اليقين ... بأن مصير الظالم الحساب و أن الله ليس بظلام للعبيد ... فليس من المعقول أن المظلوم يقتل قهراً و ظلماً و عدواناً ثم يحرق أو يدفن و يخبأ ... و يبقى الظالم القاتل المستبد في هذه الحياة سعيداً ضاحكاً يأكل و يشرب و يسكر و يرقص مع الغانيات و العاهرات و يغني و يلعب بالمال ثم ينام و يستيقظ في صباح اليوم التالي و كأنما شيئاً لم يحدث و أهل أولائك القتيل في حزن و كدر و ترميل و فقر و كآبة ... ليس من المعقول أن يموت الناس هكذا و تمر الأيام و ننساهم مع الأيام و و طول السنين ... من اعتقد هكذا فإنه مخطيء جداً
حتى أن عالماً أو فيلسوفاً ليس مسلما ًمن أوروبا قد اقتنع أن هناك آخرة و أن هناك حساب و عقاب و أن هناك جزاء و أعطيات لكل من عمل خيراً أو شراً
إذا كان هناك ضعفاء في هذه الدنيا يموتون قتلاً و خنقاً أو بحكم جائر ظالم فإن القاتل و المقتول سوف يقفون يوم القيامة أمام رب هذا الكون أمام رب البرية جميعهاً إنسها و جنها ... حيث لا ينفع يومها لا مال ولا بنون ولا واسطات أو أي شيء .... فالكل سيحاسب
ما نراه اليوم من قتل و تعذيب و إذلال لإخواننا المضطهدين في أنحاء العالم لهو أكبر دليل على إقتراب العدل بإذن من الوالي المتعال رب هذا الكون و ملك كل الملوك قاطبة سبحانه و تعالى
فلقد أرسل لنا الرسل و الأنبياء يدعون الناس إلى التوحيد و العدل و عدم الظلم و عبادة رب العباد ... و لكن الناس لما حكموا بالقوانين الوضعية الناقصة المخطئة في قانون العدل حدث حينها القتل ظلماً و عدوانا لأن القلوب نست الله فقست فقتلت و تجبرت و هذا ما يسمونه بعدم الخوف من الله
و ليعلم إخواننا المسلمون في كل مكان أنهم إذا لم يجدوا العدل في هذه الدنيا فهناك عدل و إنصاف عند رب العالمين حيث الجزاء من جنس العمل و لا ظالم بخير ... فهذه جنتهم يمرحون فيها و يسرحون و يظلمون و يقتلون و المظلومين مقهورون يبكون من شدة القهر و من شدة الظلم و لكن الله سوف يجازي كل بحسب ما اقترفت يداه .... و الله تعالى أعلم