أغلقوا الشارع الرئيسي والدوريات حاصرت المبنى وسقوط أحد الخريجين مغشياً عليه : المئات من خريجي كليات المعلمين يحتشدون أمام وزارة التربية بالرياض احتجاجا على عدم توظيفهم
سبق (الرياض) عبد الله القحطاني ، خالد السليمي :
تجمهر المئات من خريجي كليات المعلمين في كافة مناطق المملكة أمام مقر وزارة التربية والتعليم بالرياض للمطالبة بتعيينهم على وظائف معلمين حيث كان أغلب الحضور من خريجي كليات المعلمين لعام 1427هـ.
وحضر هؤلاء الخريجيون منذ الصباح الباكر مصطحبين معهم أوراقهم الثبوتية لتقديمها للمسئولين في الوزارة احتجاجا على عشوائية التعيين خاصة وانه تم تعيين دفعة 1428 هـ فيما لم يتم تعيينهم.
وحاول الخريجون دخول الوزارة ومقابلة بعض المسئولين ولكن الجهات الأمنيه حالت دون ذلك وطوقت الدوريات المبنى تحسبا لأي طارئ.
شكاوى الخريجين :
يقول عمر العتيبي والذي تخرج عام 1427هـ الفصل الأول : "قصتنا بدأت العام الماضي حينما صدمنا بخطاب كليات المعلمين يطلب منهم رفع مسوغات التعيين للمرحلة الابتدائية فقط وتحويل المسارات إلى ديوان الخدمة المدنية وحينما توجهنا لمعالي وزير التربية والتعليم استغرب هذا الخطاب وأحالنا إلى الدكتور عبدالله المقبل وحينما خرجنا معه بعد الاتصال بينه وبين معالي الوزير أصدرت الوزارة تعميماً برفع مسوغات التعيين لجميع طلاب الكليات لدفعة 1427هـ ، وتعين زملاؤنا وبقي البعض منهم ورجعنا لائب الوزير نستفسر عن سبب عدم تعيننا ، فطلب منا الصبر وأنها مسألة وقت قصير لا تتعدى السنة ثم نعينكم ولا خوف عليكم وليس لكم مجال إلا لدينا !!
يقول العتيبي : "مرت السنة وانتظرنا ساعة الفرح ولكنها تبدلت وأصبحت ساعة ترح من بعد ما سمعنا بنية الوزارة لتحويلنا إلى وزارة الخدمة المدنية ونحن على ذمة وزارة التربية والتعليم ، واتجهت لمعالي الوزير العبيد وأخبرته بأننا كمثل زملائنا من الدفعات السابقة وقعنا على تعهدات ، فقال لي والله من وقع على تعهداً لسوف يتعين" .
وأضاف : "والآن يخرج وكيل الوزارة للشؤون المدرسية ويقولها صريحة لنا أن التعهد يلزم الطالب ولا يلزم الوزارة بالتعيين !!
وقال سعد الشهراني والذي تخرج عام 1427هـ "أن الوزارة تجاهلتنا في التعيين حيث قامت بتعيين خريجي الجامعات علماً أننا الأحق في التعيين،كما أن الكليات العسكرية رفضت تعييننا أو قبلونا لديها بحجة أن وزارة التربية والتعليم بحاجة إلى المعلمين لذلك أغلق أخر باب في وجوهنا للحصول على وظيفة".
وأضاف عبد الحميد الوسمي قائلا "لا يوجد عدل في التوظيف حيث قامت الوزارة بتعيين خريجي عام 1428هـ وتجاهلتنا علماً أن عدد كبير من الخريجين من تلك الدفعة لا ينافسوننا من حيث المعدلات أو التقدير الدراسي"،لافتاً إلى أن الوزارة تعهدت لهم بأن توظفهم.
وقال ماضي الشمري أحد خريجي كلية المعلمين تخصص أحياء "الوزارة خذلتنا ولم تفي بوعودها كما لم يفي المسئولين فيها بوعودهم التي أطلقوها عبر القنوات الفضائية عندما أجابوا على قضية خريجي كليات المعلمين وهل سيتم توظيفهم فقد كانوا يعلقون بأن التوظيف سوف يكون على قائمة الأولويات".
وحول الوظائف الأخيرة التي أعلنت عنها الوزارة والتي بلغ عددها 13 ألف وظيفة قال عبد الرحمن الغدير خريج كلية المعلمين تخصص رياضيات أن الوزارة وعند الفرز الأولي قبلت 6 ألف متقدم،وتساءل "ماذا حدث لبقية الـ 7 ألاف وظيفة هل قدمت للمتعاقدين على حساب الشباب السعودي".
وقال رشيد الرشيدي "أن الوزارة جعلتنا نوقع على تعهدات بأن نعمل في سلك التدريس منذ التخرج لدى الوزارة ولكن هذا التعهد الذي وقعناه لم يكن عوناً لنا بل ذهب أدراج الريح ولم تعترف الوزارة به".
وقال محسن عبدا لله احد خريجي كلية المعلمين "أنا متخرج من كلية المعلمين بالرياض منذ سنتين ولم يتم تعييني حتى الآن"، مشيرا بأنه تقدم للوظائف التعليمية التي طرحت أخيرا ولكنه لم يحالفه الحظ في التعيين، وأضاف أن وزارة الخدمة المدنية تحتجز ألان أكثر من 324 وظيفية تعليمية لم تعلن عنها ولا يعرف سبب ذلك الاحتجاز مع أن هناك خريجين بأمس الحاجة إلى تلك الوظائف التي على حد قوله "مركونة في الإدراج" .
أما احد الخريجين من التربية الخاصة فقال "أطالب التربية بتعيين خريجي التربية الخاصة وإحلالهم بدلا من المتعاقدين"، لافتا بأن هناك أكثر من 1900 متعاقد على وظائف تعليمية خاصة ومن المفترض تعيين بدلا منهم السعوديين التي طالما الوزارة تردد بان السعوديين أولى من المتعاقدين في تلك الوظائف ، مضيفا أن هناك العديد من زملائه الخريجين عاطلون جالسون في بيتهم من غير عمل .
أما خريج احد كليات المعلمين ( طلب التحفظ على اسمه ) منعا للإحراج على حد قولة لأنه في احد السنوات صرح لأحد احد الصحف عن تعطيل وزارة التربية تعييناتهم فأخذ المسئولين موقفا منه مما سبب له عدم قبوله في احد الوظائف أخيرا قائلا: إننا نستغرب وزارة التربية من عدم توظيفنا في سلك التعليم مع العلم بان تقديراتهم امتياز وقويه وحصولهم أيضا على شهادات خبرة مسبقا ، وأضاف أنهم جاءوا من مناطق بعيدة مشيرا انه قبل تخرجهم وقعوا على قرارات وتعهدات بتعيينهم من قبل الوزارة وأنها ملزمة بتوظيفهم عقب تخرجهم بعدد سنوات دراستهم في الكلية قبل تخرجهم منها.
وذكر أحد خريجي التربية الخاصة أن زملائه يطالبون "التربية" بتعيين خريجي التربية الخاصة وإحلالهم بدلا من المتعاقدين، لافتا إلى أن أكثر من 1900 متعاقد على وظائف تعليمية خاصة ومن المفترض تعيين السعوديين بدلاً منهم، تطبيقاً لوعود الوزارة في وقت سابق.
وتابع : قبل تخرجنا من كليات المعلمين وقعنا على قرارات وتعهدات بتعيينهم من قبل الوزارة، وأنها ملزمة بتوظيفهم عقب تخرجهم بعد سنوات دراستهم في الكلية قبل تخرجهم منها، مشيراً إلى أن الخريجين اجتمعوا ظهر اليوم مع وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون المدرسية الدكتور عبدا لله بن صالح المقبل ومندوب مفوض من إمارة منطقة الرياض لدراسة مشكلتهم في عدم التعيين والنقاش، ولتخفيف الأزمة فيما بينهم، إلا أنهم خرجوا من الاجتماع من دون إيجاد حلول.
رد الوزارة :
بعد محاولات من خريجي الكليات بالالتقاء بأحد المسئولين كان لهم ذلك والتقى بهم وكيل الشئون المدرسية الدكتور عبدالله المقبل في قاعة عبدالله الدريس بمقر الوزارة وبدأ بالاستماع إلى أسئلة الخريجين والتي تمركزت حول تعيين دفعة 1428 على حساب دفعتهم 1427 ، كذلك على التعهد الذي وقعوه أثناء التحاقهم بالكليات ، وبعدها بدأ المقبل بالإجابة على أسئلة الخريجين إلا أنهم احتجوا على كلام وكيل الوزارة وانصرف معظمهم احتجاجاً على كلام المقبل وعدم قناعتهم به، واستمر البقية في الاستماع وسط جو من الفوضى وعدم التنسيق.
ورد المقبل حول قضية تعيين خريجي 1428 على حساب دفعة 1427 وقال أن هناك مخاطبات مع ديوان الخدمة المدنية لمعرفة سبب المشكلة وكيف تم التعيين.
وأثار أحد المتواجدين قضية تعيين معلمين في التربية الخاصة لم يتجاوزوا المقابلة الشخصية وبعضهم لم يجرها ، بينما من اجتاز المقابلة الشخصية لم يتعين وهم من دفعة واحدة.
وحضر الاجتماع مندوب مفوض من إمارة منطقة الرياض لدراسة مشكلة الخريجين ولكن الخريجين أكدوا أن الاجتماع لم يخرج بأي حل.
التجمع وكيف بدأ :
وكان خريجو كليات المعلمين قد اتفقوا طيلة الأسبوع الماضي على التجمع أمام مبنى وزارة التربية والتعليم بالرياض اليوم السبت للمطالبة بالتعيين ومعرفة مصيرهم.
وكانوا قد اتفقوا على التجمع في تمام الساعة التاسعة صباحا أمام مبنى وزارة التربية والتعليم وقد ذكر أحد الخريجين أنه تم الاتفاق مع مجموعة من الخريجين من مناطق مختلفة لجمع اكبر عدد من خريجي كلية المعلمين في محاولة للضغط على الوزارة ولفت انتباه وسائل الإعلام بهدف نشر قضيتهم ومطالبهم .
وساهمت رسائل تبادلها الخريجون من خلال المنتديات التعليمية، والجوال في تحديد زمان ومكان التجمع لمعرفة مصيرهم- على حد تعبيرهم.
اللـه يوفقهم ويساعدهم على فضح البطانه الفاسدة