رفع مواطن سعودي في محافظة ينبع دعوى قضائية ضد مستشفى خاص بتهمة الإهمال واللامبالاة الذي أدى إلى وفاة ابنته ذات الثمانية أعوام، فيما وثق شكواه بصور تمكن من التقاطها للكادر الطبي في المستشفى وبعض أقسامه تظهر الطبيب المسؤول عن قسم العناية المركزة وهو يغط في نومه أثناء مناوبته. كما تظهر التردي الواضح في تجهيزات المستشفى ومرافقه.
وأدت الدعوى التي أرفق بها والد الطفلة وثائق عبارة عن أكثر من 20 صورة تقدم مشهدا مقلقا للأوضاع العامة في المستشفى إلى استدعائه وإدارة المستشفى وأطقمه الطبية للتحقيق في المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة المدينة المنورة وذلك في أعقاب تدخل وزير الصحة الذي وجه بفحص مدى صحة الوثائق ومطابقتها لواقع المستشفى الخاص، والتحقيق في الأسباب الطبية التي أدت إلى وفاة الطفلة.
ويقول عبدالرزاق الزهراني إن ابنته "بيان" التي كانت تعاني من ضمور عام في العضلات توفيت، تبعا للتقارير الطبية، نتيجة ضمور عضلات القلب وتعرضها لالتهاب رئوي حاد، وهي النتيجة التي، وفقا للزهراني، جاءت بسبب تلوث أجواء المستشفى وسوء إدارته وحالة اللامبالاة والإهمال المسيطرة على كوادره الطبية.
وحسب لائحة الدعوى التي تقدم بها والد بيان، فإن الأوضاع المتدهورة للمستويين الطبي والبشري في المستشفى الخاص أدت إلى تعريض ابنته للتجرثم وهو الخطر الأول لمن هو في مثل حالتها، الأمر الذي انتهى إلى إصابتها بالتهاب رئوي حاد ووفاتها، فيما كان يمكن تفادي تلك النتيجة في حال التزام إدارة المستشفى بأدنى حد من المعايير الطبية المعمول بها.
وتشمل تلك الأوضاع التي سردها الزهراني في دعواه: قسم العناية المركزة الذي يتكون من غرفة واحدة بخمسة أسرة متلاصقة لا يفصلها عن بعضها البعض سوى قطعة قماش لا تمنع انتقال الفيروسات والجراثيم وتجمع الغرفة طفلة الثماني سنوات التي تعاني من ضعف شديد في جهاز المناعة برجل في الأربعين يعاني من أمراض معدية، والزيارة المفتوحة في القسم الذي يتقاطر عليه عمال وموظفو مصانع ينبع بلباس العمل "الأوفرول" دون أن يطلب منهم تعقيم حتى أيديهم، والنوم المستمر والعميق لطبيب قسم العناية المركزة، وأسطوانات الأوكسجين الموضوعة بمحاذاة رأس المرضى وهي في حالة مزرية من حيث النظافة، والأحذية المخصصة لدخول قسم العناية المركزة وتبدو في مظهر رث ومتسخ وتستخدم لأكثر من شخص ولعشرات المرات.
ولدعم دعواه، أبرز الزهراني صورا التقطها بهاتفه الجوال منها صورة الطبيب المسؤول عن قسم العناية المركزية وهو يغط في النوم ممدا على المقعد المخصص لمراقبة مرضى القسم، فيما تظهر الصور الأخرى الأسرة شبه المتلاصقة في القسم، وأسطوانات الأوكسجين المتسخة، والأحذية الرثة المخصصة لدخول قسم العناية المركزية، والأبواب المشرعة للقسم والتي ترتص قريبا منها أدوات مكتبية غير معقمة.
وكان عبدالرزاق الزهراني، الذي فقد ابنته بيان فيما لا تزال شقيقتها سلطانة تتلقى العلاج من ذات المرض في نفس المستشفى الخاص، قد وجه شكواه في خطوة أولى إلى وزير الصحة في غضون أسبوع من وفاة بيان مدعومة بالصور، مطالبا بتدخل الوزير حتى لا يفقد ابنته الثانية سلطانة؛ وفي اليوم نفسه، تحركت لجنة مكونة من ثلاثة مختصين من المدينة المنورة إلى المستشفى في ينبع، حيث باشرت جولة سرية وثقت خلالها حزمة واسعة من المخالفات.
وفي الأسبوع التالي، جرى استدعاء ممثلي الطاقمين الإداري والطبي للمستشفى للبدء بالتحقيق معهم في المدينة المنورة وسرعان ما صدرت بمنعهم من السفر حتى انتهاء التحقيق الذي لا تزال أعماله تتواصل.
وإضافة إلى الأوضاع التي يعتقد أنها أدت إلى وفاة ابنته، يتطرق التحقيق مع إدارة وأطباء المستشفى الخاص إلى ما يعتقد أنه خطأ طبي جسيم ارتكبه الأطباء حين أعطوا زوجة الزهراني حبوب إجهاض أثناء حملها في الأسبوع الخامس نتيجة تشخيص خاطئ بحمل خارج الرحم ما أدى إلى إجهاض طفلها.
ويطالب الزهراني بالتدخل الرسمي لنقل ابنته سلطانة إلى مستشفى آخر حماية لها من التعرض إلى ما تعرضت له شقيقتها، واحتراما له ولأسرته الذين فجعوا بابنتهم بيان، قائلا إن الفترة اللازمة لانتهاء التحقيقات قد تؤدي إلى لحاق سلطانة بشقيقتها بيان