كيف تذاكر بطريقة أفضل
عندما نتحدث عن الاختبارات ، فإن أول ما يطرأ إلى أذهاننا هو الاستعداد لها بالمذاكرة .
إلا أن إحدى المشكلات التي تواجه الطلبة شعورهم بالألم لدى مسكهم بالكتاب المدرسي، والقلق عند تصفح مواضيعه ومحتوياته .فيجنح عن ذلك إلى مشاهدة التلفاز أو مطالعة المجلات أومتابعة صفحات الفيس بوك أو الدردشة ونحو ذلك...
وللوهلة الأولى فإن جنوحه إلى ذلك يشعره بالأمن والراحة اللحظية والمؤقتة ، متذرعاً بأعذار واهية ومتحججاً بحجج كثيرة كأن يقول
( لا نفس له بالمذاكرة ..الوقت طويل ..سأذاكر لاحقاً .)
ومن هنا يظهر جلياً بأن الطالب يشعر بقدر من الضغط النفسي والشعور اللإيجابي يحدو به إلى الخيار الأسهل - عدم المذاكرة - فتقل بذلك قدرته على الاستعداد والتهيئة النفسية الجيدة وبدورها تقل قدرته على الثقة بنفسه وقدراته فيتنحى عن المذاكرة جانباً .
لذا إن أردت أن تتغلب على المشكلة ،أو أن تساعد غيرك على التغلب عليها
فإن الخطوة الأولى :
أن تزيل العقبات والعوائق التي تقف في طريق مذاكرتك.
بعبارة أخرى أن تتعرف على أساليب التهيئة الجيدة
للمذاكرة الإبداعية
إن مشاعرك وأفكارك هي المؤشر الحقيقي الذي يدعمك أو يعيقك عن المذاكرة والتعلم لذا فإذا شعرت بمؤشرات التوتر والقلق والتململ والتأجيل تلازمك فإن هذه المؤشرات تدل على أن الوقت قد حان للتخلص منها ومواجهتها وإزالتها .
قبل أن تبدأ في المذاكرة يجب عليك ان تهيئ نفسك لها ..إن التهيئة والإستعداد للمذاكرة يوفر لك وقتك وجهدك وطاقتك ويزيل عقبات التوتر والقلق التي تقف أمامك كحاجز افتراضي لعملية التعلم .
تذكر إن الهدف من التهيئة والاستعداد هو الوصول إلى حالة ذهنية نشطة للتعلم والتركيز الجيد ،ومع ذلك فإن عدم التهيئة لا يعني عدم قدرتك على المذاكرة أو النجاح ،لكنه يعني أنك تستخدم قدراً أقل بكثير من قدراتك الحقيقية والكامنة كل ذلك بسبب انك لم تهيئ نفسك بشكل جيد للمذاكرة .
لعلك شاهدت منتخب اولمبياد بلدك لكرة القدم وهو يقوم بعملية الإحماء قبل نزول المعلب وخوض المباراة ..إن عملية الإحماء هذه تؤدي بدورها إلى الاستعداد الجسمي والذهني للاعب وتخلصه من التوتر الجسدي والعقلي . وبالمثل يمكننا القول عن عملية الاستعداد للمذاكرة للطالب .
خلص نفسك من العقبات التي تحيط بها مثلاً تقضم أظفار يدك بأسنانك أو لي شعر رأسك حول أصبعك ، أو تحرك رجلك بشكل اهتزازي ، مما يؤثر على تنفسك فيزداد حدة وعلى عضلاتك فتنكمش وتتوتر، مثل هذه الأوضاع لا تساعد على المذاكرة . مما يزيد أهمية الإحماء والتهيئة للمذاكرة .
إن نقطة البداية أن تبدأ بنفسك
أولاً :
عليك أن تتنفس بالطريقة الصحيحة ..قم الآن واجلس على انفراد ثم خذ شهيق لمدة (6 )ثواني ثم توقف لمدة ( 4 ) ثواني ثم قم بعملية الزفير لمدة ( 6 ) ثواني بين كل دورة تنفس توقف لمدة ( 4 ) ثواني وهكذا كرر العملية من (7- 13 ) مرة يومياً
الخطوة الثانية :
عليك أن تسترخي بالطريقة الصحيحة ..اجلس في وضع مريح وقم بعملية التنفس السابقة ثم قم بعملية شد عضلات جسمك كل مجموعة على حدة وفي كل مرة تشد فيها مجموعة من عضلاتك قم ببسطها ببطء ورفق دافعاً كل الضغوط والتوترات إلى خارج جسدك ثم استمر في عمل ذلك مع كل عضلات جسدك بدأ برأسك وحتى أصابع قدميك
الخطوة الثالثة :
عليك أن تشعر بمشاعر إيجابية تجاه ذاتك ..إذا راودك صوت داخلي يدعوك إلى تأجيل المذاكرة أو عدم القدرة على المذاكرة فلا تستمع وردد يمكنني مذاكرة الرياضيات الآن ..قدراتي قادرة على تعلم أي مسألة ..أنا موهوب ومتفوق ..اكتب تلك التوكيدات بأشكال وألوان مختلفة محببة إلى نفسك وضعها على طاولة مكتبك وفي محفظتك و حقيبتك أو حتى على صفحات كتابك ومقررك .كرر توكيداتك اللفظية والمرئية في كل مكان تراه مناسباً لك واجعلها دوماً أنشودتك ووردك .
الخطوة الرابعة :
عليك أن تعد مكاناً مناسباً للمذاكرة ..الطاولة الكرسي والإضاءة التهوية اجعل ذلك المكان أكثر أريحية ومتعة قم بإثرائيه بأجمل ذكرياتك ومقتنياتك وجعلها بشكل متناسق وجميل -( أجعل من المكان تحفة خلابة )- تشعر معها بطعم الإنجاز .اجعل مكان مذاكرتك محاطاً بأشياء لها مدلولات إيجابية وتدعوك نحو الإنجاز والإنتاج
الخطوة الخامسة :
عليك أن تستقبل كتابك بكل حفاوة وإكرام . عندما تريد أن تبدأ في مذاكرة مادتك قم بتناولها والنظر إلى صفحاته الخارجية بكل تمعن وشوق قلبه بين يدك بكل رفق ،ثم قم بمطالعة فهارسه وقراءته بكل تطلع ،ثم قم بتصفح صفحاته والنظر إلى مواضيعه ،وأجزائه الرئيسة ،بشكل منتظم وهادئ إل أن تنتهي من تصفحه ،ثم قم بعملية تقسيم محتوياته إلى أجزاء حسب وقتك ،وأعط كل جزء وقته المناسب بعد ذلك قم بمطالعة واجهته الخارجية مرة أخرى بلطف وتشوق وتأمل في تفاصيلها جيدا ..بعد ذلك توكل على الله وبدأ باسم الله
تذكر إن الهدف من هذه التهيئة تنشيط الحالة الذهنية والوصول بها إلى حالة أفضل للتعلم
بقلم مستشارالتطوير الذاتي ../أفارس عزيز