| في تلك الليلة .. مع ذلك الطفل! رثاء في والدي -أسكنه ربي فسيح جناته -[ 4 ]|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
l ككل ليلة كنت أسير عائداً من هناك!
وبينما أسير في تلك الليلة إذا بي ألمح ذلك الطفل الصغير ..
وهو ينتظر.. وينتظر ..ثم ينتظر!
بدت في ملامحه تلك النظرات المتفائلة ولكن عيناه بدت وكأن دمعات الشوق تغطيها ..
حينها تذكرت تلك القصة ،،ولست أدري أهي قصة أم رواية?!
✿
[IMG]http://forum.******.net/images/smilies/smiles1/f4.gif[/IMG]l وتبدأ القصة منذ ذلك اليوم ..!
عندما بدأ ذلك الطفل باستقبال الدنيا بصرخات وبكاء ..
و الناس حوله مبتسمة ثغورهم وأعينهم فيها الفرح والبهجة ..
وذلك الأب وتلك الأم!
رأيتهما لم يتمالكا أنفسهم فسقطت تلك الدمعات فرحاً بمن جاء ..
ودارت الأيام وذلك البيت يملؤه الحب والألفة ،،
وصرخات الأطفال وابتسامة الصغار ..
وكل شيء جميل .. جميل!
✿
[IMG]http://forum.******.net/images/smilies/smiles1/f1.gif[/IMG] l في ذلك البيت .. وذاك الطفل!
هناك في تلك الزاوية من تلك الحارة وبجوار البيت العتيق ..
الكل منغمس في مذاكرته ..
فهناك ذلك الشاب وهو يذاكر يستعد لإختباراته ..
ولم يعد له صديق إلا الكتاب!
والآخر يأخذ غفوة حتى يكمل ذلك الكتاب .. وليته لم يستيقظ - هكذا يتحدث لسان حاله!
وهناك شاب يرتمي في غربة حتى ينال رضا والده ويكمل تعليمه!
وتلك الفتاة وهي تتراقص فرحاً بما أنجزته في اختبارها الذي كان سهلاً جداً ..
وكل في عمله منشغل ..
وفي اختباراته مهموم ومجتهد!
أما ذلك الطفل فقد كان عائداً إلى بيته ..
وهو يحمل تلك الكتب وتلك الابتسامة العريضة ..
فهذا يوم فرحه وسروره ،، فاليوم كان آخر اختبار له!
ولحظات بعد عودته .. إذا به يرى كل شيء تغير ..!
فأخاه تكاد تسقط العبرات من عينيه ..!
اما اخته فلم تستطع ان تتمالك فسقطت تلك العبرات الحارقة ..
والكل ملتف بين أحضان والده..!
فبدأ يضحك بدوره ،، هل تبكي ؟! هل تبكي ؟!يحسبها لعبة من ألعاب الصغار .. ياله من طفل!
ولم تمضي إلا لحظات وبدأ البعض يطرق الباب ،،
ويرددون ( عظم الله أجركم!) واصبروا ..
فهذه أول يوم يسمع هذه الجملة!
وبدأ البعض يهمس بكلمات عن الموت..
وذلك الصديق جاء مسرعاً وتغطيه علامات الاستغراب ،،
عذراً لكنني أعجز عن وصف تلك الملامح!
وهو يقول : ( أحقاً مات ؟!..أحقاً مات؟!..أحقاً مات؟!)
فكاد أن يسقط لولا أن جاء ذلك الرجل ليأخذ بيده ويهدِّئ نفسه حتى يستطيع أن يلتقط أنفاسه ..
وبعدها قال : إنا لله وإنا إليه راجعون ..
وسرعان ما بدأ الجميع يهمس ويتمتم بها إنا لله وإنا إليه راجعون .. إنا لله وإنا إليه راجعون..إنا لله وإنا إليه راجعون.. وإنا على فراقك ياأبا يوسف لمحزونون ..!
✿
l أين ذهب ؟!
والتف ذلك اللباس الأبيض حول أبيه ..
وذلك الطفل يشاهد ولم يستطع أن يتحدث بكلمة أو حرف ..
فهو يرى مشهد لم يره في حياته .. ويتتبع تحركات الأخ والأخت بصمت!
وكان قد سمع يوماً عن هذا المشهد لكن إلى الآن مخيلته لم تستطع أن تستوعب ما يحصل لأعز إنسان له!
وبدأ يتمتم ويقول : أين سوف يذهب؟!
وتحتضنه تلك الأم الحنون بدفئها وعطفها ..
ويتمنى لو أن ذلك الحضن دام طويلاً ..
وبادر أمه بسؤاله أين ذهب أبي؟!
وهي تحاول أن تتماسك عن ألم فقدها وتقول سافر إلى السماء!
وعندما دقت ساعة عودته من عمله ..
الكل يترقب تلك الطرقات وذلك الصوت ..
وذلك اللقاء الذي يضج به المكان وتتعالى فيه الضحكات والابتسامات ..
وذلك الحضن الدافئ واللمسات الحنونة!
وذلك الطفل من حماس لقائه .. فتح الباب وجلس ينتظر .. وينتظر..!
وتلك النظرات التي يرتابها الأمل بــ (أنه سوف يأتي!)،،
والعبرات التي بدت وكأنها سوف تسقط خوفاً بأنه قد سافر حقاً !
l فعلاً رحل كل شيء .. ولم تبقَ إلى تلك الذكرى!
وللذكرى حنين نشتاقه ونعيشه بكل تفاصيله ..!
ويبقى ذلك الطفل الذي يسكننا خلال رحلة حياتنا ..
يقفر فرحاً وحزناً .. ويلهمنا بذلك الأمل ..
ويزرع في قلوبنا الحب .. وتستمر قصة الحب..!
✿
l وتبدأ قصة الحب من هنا ..!
فحبنا لكـ أبي لم نستطع أن نتخيله حتى عندما كنا أطفالاً ..
فتسأل ذلك الطفل كم مقدار حبك لأبيك( فيضحك ذلك الطفل ويعبر تعبيراً عن أكبر ما يستطيع أن يتخيله كـ [ طفل ] ! )
حقاً أبي حبك يسكن قلوبنا [IMG]http://forum.******.net/images/smilies/smiles1/q3.gif[/IMG] حتى بعد رحيلك ..
حقاً أبي إنه (الحب ) ! فهو الذي جعلنا نقف أمام الرياح والعواصف .. ونمضي في حياتنا بحبك بعد رحيلك!
فما الحب إلا ذلك الشعور الذي استوطن قلوبنا [IMG]http://forum.******.net/images/smilies/smiles1/q3.gif[/IMG].. وجعلنا نشعر بقرب الحبيب !
وألهمنا ذلك الصبر لغرس قد غرسته فينا (أبي ) ..!
فتلك الكلمات الذهبية والدرر المنثورة هي كانت هديتك لنا حتى نستمد بها قوتنا وتستمر قصة ( الحب والحياة ) !